الشرطة لأصحاب المقاهي: سيجوها واغلقوها في أثناء لعبة (برشلونة وريال مدريد).. وملاكها يسخرون

تفاقمت أعمال العنف في العراق مؤخرا بعد هجمات استهدفت مجموعة واسعة من الأهداف، وقد عقد مسؤولو الأمن على أثرها ندوة طارئة وغير عادية مع أصحاب المقاهي، لشرح كيفية وقف الإنتحاريين ومنعهم من استهدافهم.

وقالت صحيفة \”حريت ديلي نيوز\” في تقرير لها، ترجمته \”العالم الجديد\”، ان \”مسؤولي الأمن العراقيين قدموا نصائح لاصحاب المقاهي، حول كيفية اكتشاف مرتدي الأحزمة الناسفة وكيفية ردعهم، كتوظيف حراس والحد من عدد المداخل المؤدية لها\”، على أمل الحد من أسوأ موجة عنف اجتاحت البلاد منذ عام 2008.

فقد ضربت التفجيرات جميع أنواع الأهداف في بغداد وأماكن أخرى، لكن المقاهي أكثرها تضررا، فغالبا ما تكتض بالجموع، حيث يجتمع فيها محبي ومتابعي كرة القدم لمتابعة أحدث الألعاب الأوروبية.

في عموم العراق، تم تفجير نحو 50 مقهى منذ الاضطرابات الأخيرة، وارتفعت في شهر نيسان، حيث شهدت بغداد وحدها تفجير 25 مقهى، ومنها تفجير انتحاري جنوب غربي بغداد في منطقة البياع، مما أدى الى مقتل 15 شخصا في 21 تشرين الثاني.

وقال اللواء سعد جعفر، نائب رئيس مركز القيادة الأمنية في بغداد ان \”الوضع الامني الذي تمر به المقاهي يحتم عليها الحذر، كتعيين حارس أو اثنين، وإغلاق المداخل المؤدية للسيطرة على تدفق الناس ووقف الإرهابيين الذين يرتدون أحزمة متفجرات ممن يحاولون قتل الناس بدم بارد\”، كما اقترح جعفر أيضا على أصحاب المقاهي \”تركيب كاميرات\”.

واضاف جعفر، وفقا لما نقلته الصحيفة التركية، ان \”قوات الامن بحاجة الى مساعدة من المواطنين العراقيين\”، مستدركا ان \”هذا لا يعني أن قوات الأمن غير قادرة على حماية المواطنين\”.

لقد ضرب العنف مساحات واسعة من البلاد والسكان، من قوات الأمن و المسؤولين الحكوميين والمدنيين لدى زيارتهم المقاهي والمساجد وملاعب كرة القدم، والناس يقتلون بشكل مستمر ليل نهار . 

ووفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس في تقارير أخذت من مسؤولي الامن، ان أكثر من 6000 شخص قتلوا هذا العام ، 950 منهم في تشرين الثاني فقط .

وشملت التدابير الأمنية لوقف العنف، قانون سير المركبات الذي يمنع سير المركبات ذات الرقم الزوجي والفردي بيوم واحد في شوارع بغداد .

لكن العنف لم يتوقف، وأضر بمصالح أصحاب المقاهي التي تكتظ عادة بالعراقيين المتابعين للمباريات الاوربية والمحلية، إذ يقول موسى محمد، صاحب مقهى في حي العامل، والذي تعرض لتفجير مزدوج في 20 تشرين الاول، وقتل فيه 40 شخصا  \”لقد خسرنا الكثير في عملنا، نتيجة الهجمات الإرهابية التي شهدناها في الأشهر الأخيرة\”.

وكان محمد ممن حضروا الندوة، حيث قال لـ\”حريت دلي نيوز\”، إنه  \”من غير المرجح ان تتبع كل التدابير المقترحة، فتعيين حراس أمنيين عند مدخل المقهى وإغلاق جميع المنافذ المؤدية والابواب باستثناء واحد يعني منع الناس من القدوم لزيارة المقاهي لدينا\”، مضيفا أنها \”مصادر المعيشة الوحيدة لدينا \” .

ورفض عبد العزيز يوسف، وهو صاحب مقهى في حي الجامعة اقتراح أحد المسؤولين ورجال الأمن بشدة، عندما طلب من اصحاب المقاهي بعد موجة من الهجمات الارهابية بإغلاق \”المقاهى في الساعة 8 مساء لمنع وقوع هجمات متكررة وعلى نحو متزايد في اثناء المساء، وخصوصا عندما يلعب ريال مدريد وبرشلونة، أي عندما تكتظ المقاهي\”. 

ويتساءل يوسف \”هل هناك أي مقهى في العالم، يغلق أبوابه عندما يلعب فريقي  ريال مدريد وبرشلونة!!؟\”.

إقرأ أيضا