الحاج الشيال: ادعاء الكهرباء بتزويد ذي قار 16 ساعة هو للاستهلاك الإعلامي.. ومطلبنا القادم إقالة وزيرها

بلحية أصطبغت باللون الأبيض، وفانوس زيتي (لالة) ومروحة يدوية مصنوعة من الخوص (مهفة)، أصبح الحاج عبد الزهرة الشيال (أيقونة) للتظاهر ضد سوء الخدمات المقدمة لابناء محافظة ذي قار، وفي مقدمتها الكهرباء .

السجين السياسي الحاج عبد الزهرة الشيال (70 عاما)، إمام لجامع صغير في مدينة المنصورية، وسط الناصرية، يجمع حوله كل عام العديد من الشباب لغرض الوقوف معهم في تظاهرات سلمية في ساحة الحبوبي، أبرز معالم مدينة الناصرية، همهم الأكبر هو الضغط على الحكومة لتوفيرالخدمات، واهمها الكهرباء، على اقل تقدير، في مدينة عرفت بطقسها الحار والرطب.

يقول الشيال في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إن \”التظاهرات في الناصرية هي سلمية تستحق من الجميع الوقوف معها، فهي لم تطالب بأسقاط حكومة أو دستور أو تعديل قوانين، إنما طالبت بحق شرعي، وهو العيش بكرامة من خلال توفير ابسط متطلبات الحياة، ألا وهي الكهرباء\”.

ويضيف أن \”الطاقة الكهربائية في مدينة الناصرية متذبذة، والطامة الكبرى أن ساعات التجهيز تكون متقطعة وأقل من كل المحافظات العراقية، رغم ان الدولة صرفت عليها مئات ملايين الدولارات\”.

ويشير الحاج الى أن \”الفساد الذي ينخر جسد العراق، هو السبب في عدم تجهيزنا بالكهرباء، لذا نتظاهر حتى نسترجع حقنا\”.

ويتابع الشيخ المسن، قائلا \”تظاهرنا منذ بداية الصيف، ووعدونا بتحسين وضع الكهرباء، لكن وزارة الكهرباء نجحت بتزويد المحافظة 16 ساعة من الطاقة إعلاميا فقط، وليس على أرض الواقع\”.

ويؤكد \”سنتظاهر مجددا، واذا لم تنفذ مطالبنا سنعتصم، وحينها ستكون إقالة وزير الكهرباء هي مطلبنا الأول\”.

وتعاني محافظة ذي قار في كل عام من أنقطاع شبه مستمر للطاقة الكهربائية، على الرغم من أنها تعد واحدة من أسخن محافظات العراق، حيث تصل فيها درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من 50 درجة مئوية، فيما تعد المحافظة رابع أكبر محافظات العراق بالنسبة لعدد السكان، حيث يقدر عددهم حسب إحصاءيات شبه رسمة بمليونين و400 الف نسمة. 

من جانبهم، يتفق عدد من المتظاهرين مع ما يذهب اليه الحاج الشيال، من ان الحكومة تتجاهل مطالبهم المشروعة، يقول احمد عقيل (32سنة) ويعمل موظفا حكوميا، \”لا نتوقع الكثير من مجلس المحافظة الجديد، و لا نريد منهم شيئا سوى انهاء معاناة اهل المحافظة بسبب انقطاع الكهرباء\”.

ويضيف عقيل لـ\”العالم الجديد\”، أن \”الكثير من مشاريع الاعمار والبنى التحتية تأخرت بسسب الروتين والبيروقراطية، واليوم على مجلس المحافظة الجديد ان يعي بان المتظاهرين سيستمرون بالتظاهر، وقد تتحول تظاهراتهم الى عصيان مدني ان لم تقدم الحكومة المحلية شيئا يخفف من معاناة المواطن، ويحسن الواقع  الخدمي في المحافظة\”. 

ويزيد ان \”أزمة الكهرباء هي مفتاح الانطلاق لتغيير الواقع. نحن اليوم لا نطالب بزيادة ساعات التشغيل في المحافظة، بل نريد ان نكشف زيف الوعود التي يطلقها المسؤولون بين الحين والآخر، وحجم الفساد في هذا الملف، بعد ان صرف مجلس المحافظة مئات آلاف الدولارات على نصب محطات غازية، إلا انها لم تحسن واحدا بالمائة من معاناتنا\”.

من جهته، يرى المحامي حاتم سلمان (45 عاما) أن \”الخدمات التي يجب أن تقدمها الدولة للمواطنين، لا تزال تعيش حالة من  الفوضوية في التخطيط والتنظيم، ولم تتطور لتتحول الى انشطة مهنية، كمساعدة الافراد والمجتمعات وزيادة إمكانياتهم الاجتماعية وتحسين وضعهم المعيشي\”. 

ويبين سلمان لـ\”العالم الجديد\” ان \”كلمة خدمة تعني فيما تعنيه مجهودات هادفة حقيقية تهدف الى تحقيق فائدة او منفعة معينة للمواطن، وايقاف المعاناة وتغييرالظروف الاجتماعية السيئة، والقضاء على الفساد المالي والإداري\”.

ويوضح ان \”كنا نتحدث بهذت الاطار عن الخدمة والخدمات، فهذا يعني اننا لانزال نعيش العصر الحجري في ظل اداء  حكومي سيئ للخدمات، وفي مقدمتها عقدة الكهرباء، و تلكؤ مئات المشاريع الكبيرة والصغيرة\”.

إقرأ أيضا