نحن والإرهاب

لصديقي ابن عم برتبة ملازم في الجيش العراقي, ينقل على لسانه قوله إن الإرهاب منظم والقضاء عليه ليس بهذه السهولة, ثم يستطرد بالقول  يأتيك الإرهابيون مدججين بشتى أنواع العدة, فهم مفخخو الأجساد ويحملون قنابل يدوية وبنادق أيضا, فما إن يصلوا إلى حاجز امني أو بناية ما, حتى يبدؤوا بإطلاق الأعيرة النارية ثم رمي القنابل اليدوية, بعدها يفجرون أنفسهم, وفي هذه الحالة (حسب ما يعتقد ابن عم صديقي) فإن لا جدوى من الصمود أمام قلوب ميتة داخل أجساد مستميتة آتية للموت دون خوف منه.

كلامك يا سيدي ذو شجون فبقدر ما هو مأسوف عليه بقدر ما نندب حضنا العاثر على تواجدنا في بلد لا أحد يستطيع حمايتنا فيه, فإذا كانوا كذلك (قادمين للموت) ومنظمين أيما تنظيم, فما الحل برأيك, هل نضع الأكف على الخدود ونصلي صلاة الاستسقاء الأمني بانتظار ان ترحمنا السماء وتمطر علينا (أمنا وأمانا) ثم هل تجذبني لتصديق رأيك بأن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه بل لا يمكن الدفاع بوجهه على اقل تقدير وليس الهجوم عليه! في هذه الحالة يبدو أن مسك الأرض بدأ يتلاشى رويدا رويدا بالمقارنة مع سنة 2007 وما بعدها بقليل, وقتئذ كان الأمن يبعث في النفس التفاؤل حتى كدنا أن نصدق إتيان فترة طي صفحة السنوات العجاف من تردي الأمن إيذاناً بفتح صفحة الاستقرار وقوة الأجهزة الأمنية, ما لا يمكن تخيله هو أن تستسلم دولة أو لنقل منظومة أمنية بميزانية هائلة لبضع أفراد يهاجمون سيطرة هنا ومركز شرطة هناك (وحتى لا يفهم قصدي خطأ) أعني كيف لمركز شرطة بمنتسبين كثر وعدة جيدة وخطط متتالية ولديهم العلم بما سيحصل, كيف يستسلمون بسهولة لعشرة أو عشرين مسلحا وكأنهم لم يفقهوا ما يعملون فيه, كيف نتصور أن ما يجري من استهداف مراكز الشرطة على سبيل المثال هو عدم قدرة منتسبي المركز في التصدي للمهاجمين؟ كيف يستطيع الدفاع عن الشعب من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟

تخيل خبرا ما, فيه (مسلحون يهاجمون وزارة العدل ويقتحمونها ثم يضرمون النار في الطابق الثاني) وكما لا تخفى على احد الإجراءات الأمنية المحاطة بكل وزارة وعدد الطرق المقطوعة لكل وزارة. هنا (كيف) أخرى أوجهها (لا أدري لمن) كيف يستطيع عدد من المسلحين اقتحام وزارة والوصول إلى طوابقها العلوية (تصور وزارة بمئات حراسها وعديد حصونها تقتحم بسهولة)؟

الأمن في العراق في ترد مستمر والأرواح من (شرطة – جيش) و(مدنيين) تزهق يوميا, وشوارع تقطع بدواعِ أمنية دون جدوى من ذلك, وأرصفة تصطبغ بالدماء وتزيل ملامح اللون الأحمر منه بعد ثوان, وإليك يا ربي المشتكى.

* كاتب عراقي

إقرأ أيضا