المالكي ..السفر الى الداخل

تحدث رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس الأول، في موسكو للجالية العراقية عن حاجة العراق لأستقطاب الكفاءات وجذبها للعمل في العراق، بهدف تطوير صناعات النفط والغاز .

الحديث يأتي في أطار زيارته الى روسيا للمشاركة في منتدى الدول المصدرة للغاز في العالم، والبحث عن تفعيل الأستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي يشهد استنزاف اقتصادي يكلف الدولة العراقية 40 مليار دولار سنويا، حسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الصادر مطلع هذا العام .

هذه الخسائر تأتي نتيجة غياب خدمة القطاعات الصناعية المتعددة التي تعتمد على أمن الطاقة، واستمرار العراق بحرق الغاز الذي يكلف اقتصادنا لوحده خسارة يومية تزيد عن 50 مليون دولار، مع تعثر سياسي فاضح لتشريع قانون النفط والغاز الذي يعطي انسابية عالية في التنافس والشفافية .

الأندماج بحركة ومستويات التقدم في شؤون الطاقة أمر مهم وضروري، بأعتبارها عصب الحياة، ولأن اقتصادنا يعتمد عليها بنسبة تزيد على 90 بالمائة .

لكن ثمة أولويات كانت تستوجب ان يسافر لها دولة المالكي قبل موسكو، وعشية خطابه بالخروج من الفصل السابع .

أبرز الأولويات معرفة أحوال الشعب والسفر للداخل العراقي، كان من المفروض ان يحل بين أهل البصرة ويتفقد نسبة المصابين بالدزانتري جراء المياه المالحة، ويتجول في شوارع خمسة ميل، والحيانية ليعرف ما الفرق في حياة الناس قياسا بالآدمية .

يذهب الى الرمادي ويجلس مع الآف المتظاهرين منذ سبعة شهور ومجاميع المعتصة، ويتحاور معهم عن عمق المشكلات وسبل حلها بلا واسطة .

السفر الى الموصل وتهنئة أهلها بنتائج الأنتخابات والأتفاق مع الفائزين على اختزال زمن التعويض لهذه المدينة المنكوبة بالأرهاب .

تمضية ليلة مواساة مع فقراء التركمان في طوز خورماتو ، والبحث في اسباب تحول ساحات كرة القدم الى مدافن ومقابر للشباب والصبيان في بغداد وديالى .

أولويات بأيجاد حلول وليست وعود للأنتهاء من الأرهاب وفقدان الأمن والكهرباء والصدق والصحة والشارع النظيف والمدرسة الصالحة والبطاقة التموينية التي تترقبها ملايين العوائل مع رمضان .

تلك الأولويات تأتي بالكفاءات العراقية يا دولة الرئيس ، وتعيد الحياة والكرامة للناس وتشعرهم بأن النفط نعمة، وليس نقمة كما هي حكومتنا الفاسدة .

Falah.almashal@facebook.com

إقرأ أيضا