العودة للمنزل حلم لا يزال بعيد المنال للنازحين بمطار الموصل

  خارج مسجد بالقرب من مدرج مدمر في مطار الموصل، يجلس عراقيون شردتهم الحرب على…

 

خارج مسجد بالقرب من مدرج مدمر في مطار الموصل، يجلس عراقيون شردتهم الحرب على حقائب أمتعتهم ليأخذوا قسطا من الراحة قبل أن يواصلوا رحلتهم إما سيرا على الأقدام أو في حافلات.

 

ويدفع رجال كراسي متحركة تحمل أقاربهم الطاعنين في السن أو عربات مكدسة بالأطفال الصغار على أرض مغبرة وغير ممهدة ضمن نزوح جماعي للهاربين من الموصل آخر معقل كبير في العراق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

بعضهم من سكان الموصل الذين شردوا للمرة الأولى بسبب المعركة الرامية لطرد التنظيم المتشدد من أكبر مدينة سيطر عليها في العراق وسوريا. بينما ينحدر كثيرون آخرون من مناطق خارج المدينة قبل أن ينقلوا إليها رغما عنهم ويحاولون الآن العودة إلى بلداتهم وقراهم.

 

لكن معركة استعادة السيطرة على ما تبقى من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق سببت دمارا كبيرا يدفع بعض النازحين للتوجه إلى مخيمات مكتظة بدلا من العودة لمنازلهم في الوقت الراهن.

 

وقال محمد محمود (18 عاما) وهو يقف على جانب طريق قرب المسجد “نحن في طريقنا إلى مخيم حمام العليل” وهي بلدة تقع على بعد 20 كيلومترا جنوبي الموصل.

 

ويقول محمود ونحو 30 من أقاربه بينهم أطفال ومسنون إن تنظيم الدولة الإسلامية أخذهم من قريتهم بخيره إلى الموصل لاستخدامهم دروعا بشرية مع انسحاب المتشددين العام الماضي.

 

وقال “بخيره تحررت لكننا لا نستطيع العودة الآن. الفرقة المدرعة التاسعة (في الجيش) متمركزة بها وهناك أيضا خطر الشراك الخداعية” التي زرعها داعش.

 

وأضاف قائلا “لا نستطيع الذهاب إلى هناك قبل أن يتم إخلاؤها وتطهيرها.”

 

ولا يستطيع كثير من العراقيين من مناطق حول الموصل مثل بلدة بعشيقة إلى الشرق العودة لأن المتشددين زرعوا متفجرات في المنازل عند انسحابهم وقد أسفرت بالفعل عن سقوط عدد من القتلى.

 

لكن آخرين ليست لديهم ببساطة منازل يعودون إليها بعد أن دُمرت أعداد لا تحصى من المنازل وأماكن العمل، التي استخدمها متشددو الدولة الإسلامية كمواقع عسكرية، خلال ضربات جوية وقصف مدفعي.

 

ويقول محمود إنه خلال الوقت الذي أمضوه في الموصل تكدس هو وعائلته في منزل أحد أقاربهم إلى أن تمت استعادة السيطرة على الحي من المتشددين الأمر الذي سمح للأسرة أن تبدأ الرحلة الطويلة للعودة إلى القرية.

 

وأضاف أنه سيحلق لحيته عندما تسنح له أول فرصة. وتحت حكم داعش أجبر الرجال على إطلاق لحاهم بطول معين وإلا فرضت عليهم غرامة أو عقوبة.

 

وتنفست العائلة الصعداء بعد تحررها لكنها لا تزال قلقة من قضاء الوقت في المستقبل القريب في المخيمات.

 

 

مخيمات مكتظة وخيام جديدة

 

وضع النزوح الجماعي ضغطا على المخيمات القائمة بالفعل فيما تفتتح أو يتم بناء مخيمات جديدة لاستيعاب التدفق.

 

وقالت عاملة إغاثة عراقية ساعدت في إنشاء مخيم حمام العليل الذي بنته الحكومة يوم 27 فبراير شباط إنه خلال عشرة أيام تدفق 26 ألف شخص على المخيم.

 

وقالت ساجدة الجبوري “الإمدادات محدودة والعمل مستمر بلا كلل لتسجيل الوافدين. هناك دورات مياه لكن لا توجد مياه.”

 

وتبني الأمم المتحدة مخيما آخر خارج البلدة. ويعمل العمال يوميا على بناء قواعد من الطوب تشكل الأساس للخيام التي ستأوي آلاف الأشخاص.

 

وتقول وكالات إغاثة دولية إن القتال في الموصل شرد أكثر من 200 ألف عراقي بينهم أكثر من 65 ألفا منذ أن بدأت القوات العراقية العمليات في الشطر الغربي من المدينة الشهر الماضي.

 

ونجحت الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لطرد داعش من الموصل في استعادة السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة ونحو ثلث الغرب. وتسارعت وتيرة النزوح في الآونة الأخيرة لأن الشطر الغربي به كثافة سكانية عالية ويضم المدينة القديمة المزدحمة.

 

وكثيرا ما يلجأ الهاربون من الغرب إلى التوقف في مطار الموصل المدمر الذي تناثرت في مدرجه حطام جدران واقية من الانفجارات شيدها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

 

وتعرض المسجد الأخضر الصغير الكائن في ركن المدرج الأقرب للمدينة لأضرار من القذائف المنفجرة وكتب أنصار الدولة الإسلامية شعار التنظيم على الجدار “دولة الإسلام باقية وتتمدد”.

 

لكن مع تقلص مساحة دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم فلا شيء يزيد سوى أعداد القتلى والنازحين.

 

 

إقرأ أيضا