بالصور: (عزيز العراق) متنزه بنافورة ترابية وحدائق بلا نبتة

  وأنا أقف تحت مجسّر معسكر الرشيد جنوب شرقي العاصمة بغداد، حانت مني التفاتة الى…

 

وأنا أقف تحت مجسّر معسكر الرشيد جنوب شرقي العاصمة بغداد، حانت مني التفاتة الى الخلف، فدهشت لمشاهدة صورتين ضوئيتين معلقتين على أعمدتي الجسر مكتوبا عليهما (متنزه وحدائق عزيز العراق)، التفت يميناً ويسارا، لم أجد أي شيء يدل على مظهر حديقة او مزرعة او ساحة خضراء، وكل ما شاهدته كان عبارة عن صورة مرسومة لشجرة فوق أحد أعمدة الجسر، وأرضية ترابية تقع تحت الجسر مباشرة، ولا يتجاوز طولها الـ50 مترا تضم 6 مقاعد خشبية للجلوس تتوسطها نافورة صغيرة جافة ومظهرها الترابي يدل على أنها لم تغتسل بقطرة ماء واحدة طوال سنوات.

 

في الأثناء، اقترب من المكان رجل خمسيني، وفضولا مني لمعرفة آراء الاخرين، تقدمت اليه بالسؤال حول المتنزه، فأجابني بالقول إن “أمانة بغداد تضحك على المواطنين بمشاريعها، فأي منطق هذا يجعلك تصدق أن مساحة لا يتجاوز حجمها الخمسين مترا والخالية من اية شجرة أو عود أخضر بأنها حدائق أو متنزه”.

 

ونسبت أمانة بغداد ما يعرف بمتنزه (عزيز العراق)، اسمه الى زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الراحل عبد العزيز الحكيم.

 

 

وأوضح أبو محمد الذي كان يود انتظار الباص الصغير (كيّا) للذهاب الى منزله بمنطقة الزعفرانية، أن “مثل هذه المشاريع معيبة جدا، وتدلّ على تخلف الحكومة، وتثبت انها تستهزئ بمشاعر المواطنين، ولا تحترم حتى الذوق العام”.

 

وفيما أعرب عن أسفه لمشاهدته “مثل هذه الحالات”، أبدى استغرابه بالقول “لم أجد أية دولة من دول العالم نشأت مثل هذه المشاريع البائسة المتخلفة”؟.

 

استغليت هدوء الشارع والتوجه نحو رجل المرور المتواجد في تقاطع المعسكر، وسألته عن المتنزه، فأجابني قائلا، إن “هذا المشروع تم انجازه قبل حوالي 4 سنوات من قبل أمانة بغداد، وانا كنت حاضرا بحفل الافتتاح، الذي تم بحضور أحد المسؤولين في الأمانة وعدد من اعضاء مجلس محافظة بغداد ومسؤولين بالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي”.

 

 

وأضاف “كانوا فخورين جدا بهذا الانجاز”، بعد ذلك ضحك رجل المرور، وقال “حتى المتنزهات بالعراق صارت أسفل الجسور”، مضيفا ان “الأمانة افتتحت العديد من هذه المشاريع أسفل الجسور والمجسرات وتحمل اسماء لرجال دين وزعامات سياسية”.

 

سائق (الكيا) الذي توقف قريبا من التقاطع، سخر هو الاخر، قائلا إن “مثل هذه المتنزهات يفترض من الحكومة ان تنافس به في المسابقات العالمية كأفضل حدائق ومتنزهات في العالم”، مستغربا من “تسمية هذه الموقع بالحدائق ولا توجد به أي شجرة”.

 

ويعج تقاطع معسكر الرشيد بالازدحامات المرورية نتيجة نقطة التفتيش (السيطرة الامنية) المتواجدة بالقرب من تقاطع الزيوت.

 

إقرأ أيضا