من سونار المالكي الى “نعال” عديلة

  لم يعد المواطن العراقي يستغرب من كشف المزيد من صفقات وملفات الفساد في البلاد…

 

لم يعد المواطن العراقي يستغرب من كشف المزيد من صفقات وملفات الفساد في البلاد التي امتدت لجميع المؤسسات الحكومية وبمباركة زعماء وقادة الكتل السياسية وعلى رأسهم الأحزاب الاسلامية التي من المفترض ان تكون الدرع الحصين لحماية أموال العراقيين وليس العكس، فصفقات الفساد في عقود الكهرباء والتسليح والبطاقة التموينية جميعها كان ابطالها اسلاميون تسللوا الى السلطة بكسب عواطف المواطن المغلوب على أمره، ليصل بعدها الفساد الى اجهزة كشف المتفجرات التي حصدت ارواح الآلاف من الأبرياء، لكن وزيرة الصحة التي تنتمي لحزب إسلامي تأسس على مبدأ النضال ضد الطغاة والدكتاتورية وحماية الفقراء تطورت واستخدمت اسلوبا جديدا في الفساد بعد صفقات الأدوية مع شركات مشبوهة ليصل بها الجشع الى “النعال” لتقوم باستيراد 26 الف زوج من البرتغال بقيمة 900 مليون دولار سعر الواحد منها 27 دولارا.

 

عديلة بررت ارتفاع سعر “النعال” المستورد لجودته في عدم توصيل الطاقة الكهربائية، وكما يقال “العذر أقبح من الفعل” هذا التبرير يا سيادة الوزيرة يكشف حجم الاستغفال للمواطن العراقي فهل هناك مادة بلاستيكية توصل الكهرباء، من أين حصلتِ على هذه المبررات لتقنعي شعبا مرت عليها جميع المصائب والويلات منذ تسلم وصولكم للسلطة، ام انها وصية كبيركم الذي علمكم السحر، الذي مازال يتحكم في وزارات حزب الدعوة وكانه رئيس الوزراء، ويرفض مغادرة سياسة التامر وإسقاط الآخرين،  وهو ما يؤكد ان غياب الرقابة ليس السبب الوحيد لتفشي الفساد فالصراع السياسي على السلطة هو الاخر ساهم بانتشار هذه الظاهرة، بسبب ظهور مراكز حكومية عديدة متناقضة المصالح ومدعومة بفصائل مسلحة، توفر الحماية لبعض المتورطين بالفساد العام، والأمثلة كثيرة من بينها وزير الكهرباء الأسبق كريم وحيد ووزير التجارة فلاح السوداني ووزير الدفاع في عهد أياد علاوي حازم الشعلان وغيرهم من المسؤولين الذين وفرت لهم احزابهم فرصة للهرب خارج البلاد لينعموا باموال الشعب بعيدا عن المحاسبة أو الملاحقات القانونية.

 

ملف صفقة “النعل” لم يكن الوحيد الذي يدين وزيرة الصحة فهي متورطة بالعديد من القضايا التي تكفي لإقالتها ومحاسبتها قانونيا ومنها “القذارة” التي تعاني منها المستشفيات وانتشار الحشرات في طوارئها ودخول الدواء منتهي الصلاحية للمستشفيات وحريق قسم الأطفال الخدج في مستشفى اليرموك الذي ذهب ضحيته 13 طفلا واغلق ملف التحقيق فيه من دون محاسبة المتورطين، جميع تلك الملفات لم تحرك مجلس النواب وتجعله يصوت على أقالة عديلة، فهل تريدون من صفقة واحدة لاستيراد “النعل” ان تطرد سيادة الوزيرة، التي يقف خلفها ويساندها صاحب صفقة الطائرات التشيكية واجهزة كشف المتفجرات، صاحب مقولة (بعد ماننطيها)، لكن يبدو ان مصير المواطن معلق بين سونار المالكي و”نعال” عديلة، فمن لم يمت بالمفخخات قتله فساد وزارة الصحة.

 

إقرأ أيضا