كيري يعلن تراجع واشنطن عن \”الحسم\” في سوريا بعد ضغط روسيا

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الثلاثاء، إن اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أحرز تقدما في مساعي عقد مؤتمر للسلام بشأن سوريا، مضيفا أن الجانبين اتفقا على ضرورة عقد المؤتمر سريعا.

وفي موسكو قال نواب للافروف إن العقبة الرئيسية أمام انعقاد المؤتمر تتمثل في الغموض بشأن المعارضة وأنه يتعين على الولايات المتحدة بذل المزيد من أجل دفعهم للجلوس على طاولة التفاوض.

وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للشرق الأوسط \”الأمر الرئيسي (المطلوب) هو استعداد المعارضة للمشاركة في المؤتمر. هذه هي العقبة الرئيسية التي تمنعنا من تحديد موعد.\”

وقال نائب آخر لوزير الخارجية هو سيرغي ريابكوف لوكالة رويترز \”يمكننا أن نؤكد مرة بعد أخرى أنه ينبغي على شركائنا الأمريكيين ان يبذلوا جهدا اكبر في العمل مع المعارضة مع الإيمان بأن هذا المؤتمر ممكن وضروري.\” واستطرد قائلا \”أي غياب للثقة… يقلل الفرص تلقائيا.\”

وأعلن كيري ولافروف في أيار خطط عقد مؤتمر السلام لكنهما لم يحددا موعدا وأضافت المكاسب التي حققتها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على أرض المعركة إلى الشكوك بشأن موعد انعقاد المؤتمر وان كان سيعقد أصلا.

وقال كيري للصحفيين في بروناي حيث يحضر اجتماعا أمنيا إقليميا آسيويا \”ما زالت هناك مسائل لا بد من تسويتها بشأن مسار الأيام القليلة القادمة لكن وزير الخارجية لافروف وأنا نشعر بأن هذا الاجتماع مفيد جدا.. كان بناء ومثمرا.\”

ومضى يقول \”نجحنا في تضييق الخيارات فيما يتعلق بهذا المؤتمر المحتمل. اتفقنا على ضرورة عقد هذا المؤتمر عاجلا وليس آجلا\” مضيفا أن المؤتمر من المرجح أن يعقد بعد آب.

وقررت إدارة أوباما الشهر الماضي تقديم مساعدات عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية في حين تواصل موسكو تسليح جيش الاسد وترفض الدعوات لدعم تنحيه.

والغرض من عقد مؤتمر السلام هو إحياء خطة تم تبنيها خلال اجتماع بشأن سوريا العام الماضي في جنيف. وفي ذلك الوقت اتفقت واشنطن وموسكو على الحاجة إلى تشكيل حكومة سورية انتقالية لكنهما تركتا مسألة إمكانية مشاركة الأسد في العملية مفتوحة.

وتقول الولايات المتحدة شأنها شأن مقاتلي المعارضة إن الأسد وعائلته يجب ألا يكون لهم دور في أي حكومة انتقالية. وتقول روسيا إنه يجب ألا تكون هناك شروط للمحادثات.

وتعارض واشنطن إشراك إيران في المحادثات وسط خلافات مستمرة بشأن البرنامج النووي الايراني.

وفي حين أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية الحليفة تسعى لإقناع مقاتلي المعارضة بحضور المؤتمر فإن دور روسيا هو محاولة جعل مسؤولي الحكومة السورية يجلسون إلى مائدة المفاوضات.

وقال كيري إن روسيا والولايات المتحدة متفقتان على أنه أيا كان الجانب الذي له اليد العليا في ساحة المعركة فإن مؤتمر السلام سوف يسعى إلى نقل السلطة إلى حكومة مؤقتة.

إقرأ أيضا