داعش.. والغبراء

ظاهرة الارهاب في العراق، لم تنشأ عن طريق الصدفة او كردة فعل على المحتل وأذنابه عند اول نشوئهم منذ عقد، انما هناك عوامل سياسية وإقليمية وجهات عراقية دفعت بفئة من الناس بإسم الدين ونشأت وتكونت من اجل الحفاظ على شرف الامة وغشاء بكارتها؟؟، وكانت لهم مصدراً مغذياً ابتدعها ومدها بالطاقة والشريان اللازم لللاحياة.

مبدئياً نحن امام عدو منظم، لا عقلاني غير منتظم، لا يمكن محاورته بالطرق المباشرة او غيرها، لا مبدأ يحمله هؤلاء سوى القتل في سبيل الله من اجل الجنة وحور العين، فهم يبحثون عن قتلنا وقتل انفسهم في نفس الوقت، وهذه ظاهرة خطيرة جداً. إذا قتلك فهذا يضاف لميزان حسناته وإذا قتلته سيذهب متلهفاً لجنان الفردوس الارهابيه؟؟، وتزداد البلوى اذا عالجنا تلك القضية بأساليب خاطئة، فإزالة جذورهم وأفكارهم الهدامة بالضرب بيد من حديد مرة واحدة، اعتقد لا يجدي نفعاً، وهذا ليس حلاً نهائياً سيقضي على تلك المجاميع، فلو كان هذا هو الحل لما كان ارهابياً يتنفس الان.

نحن نواجه ارهاباً فكرياً، لا عدوا عسكريا او حزبا معارضا او دولة معادية، فهذا النوع من العنف يحتاج لحنكة سياسية لا قوة عسكرية فقط.

كلنا يذكر سنوات قحط الحياة وشحة مصادرها في اعوام 2005 و 6 و 7، كأن السبل انقطعت بنا لولا بصيص الامل الذي ارجع لنا بذرة الحياة من جديد، بعد ان شكلت الحكومة وبعض العشائر ما يسمى بالصحوات، حيث عدت تلك التشكيلات تحولا وتطورا واضحا في الوضع الامني، فالإرهابي الذي لم ينتم للصحوات إما قتله اصدقاء الامس، او اعتزل الدين والجهاد، وهذا وضعنا في سكة الامن والأمان، لكن سرعان ما بدأ العد العكسي بانحلال تلك الصحوات مما ارجعنا للمربع الاول، وهنا الحكومة ارتكبت خطأ كبيرا حين اهملت تلك المجاميع، بعدما وضعت يدها في الماء.

انا اؤمن بان الارهاب عدو فكري لا عدو عسكري، ما اود ان اصل له وما اقوله، لا يمكن مواجهة هذا الارهاب عسكرياً فقط. فما فائدة قتل عشرات او مئات الارهابيين، دون التوصل لحل يقتل به تلك الافكار المريضة بأي طريقة سياسية او دينيه او فكرية، انها حرب الفكر البائس بالفكر السياسي الماكر، وهذا لعمري لا يكمن إلا بتوافق سياسي ودعم دولي وإقليمي، لا قائد مهووس متفرد بالسلطة.

*كاتب عراقي

إقرأ أيضا