مصير جماعة الإخوان في مصر

المشهد الراهن لجماعة الإخوان وتنظميها الدولي يشير إلى تنامي مشاعر الكراهية والرفض لدى شريحة كبيرة من المجتمع المصري تجاهها، وتتصاعد حدتها في ظل ممارسات العنف والإرهاب التي تستهدف نشر الفوضى في مناطق مختلفة بمصر.

لا شك أن التنظيم يواجه أزمة حقيقية ربما تؤثر في مستقبل الجماعة التي تأسست عام 1928 وتعرضت عبر تاريخها لمواجهات مختلفة مع الأنظمة الحاكمة في مصر.

ولكن أزمة الجماعة هذه المرة تجاوزت الخلافات والصراعات مع الأنظمة الحاكمة إلى شريحة كبيرة من المجتمع الرافض للتطرف الفكري والمتاجرة بالدين، والأهم تمكين التنظيم الدولي من مؤسسات الدولة المصرية، لتهوي من أعلى كرسي الحكم في مصر ما بعد مبارك إلى قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة في مصر ما بعد 30 يونيو.

قرار إعلان الإخوان جماعة إرهابية في مصر وضع قيادات التنظيم أمام أزمة حقيقية، حول مستقبل التنظيم والجماعة الأم في مجتمع تمكنت من اختراقه عن طريق العقيدة والدين.

سيناريو الاندماج في الأحزاب:

أحزب تيارات الإسلام السياسي التي كونت ما يُعرف بـ\”تحالف دعم الشرعية\” التي تقوده الجماعة، مثل \”الوطن\”، \”الإصالة\”، \”الفضيلة\”، \”الوسط\” و\”الحرية والعدالة\” لم تتعرض حتى الآن لأي إجراء قانوني يؤثر على مشاركتها في الحياة السياسية خلال المرحلة القادمة.

كما أن كوادر الإخوان وأنصار الرئيس المعزول، خاصة هؤلاء الذين لم يتورطوا في أعمال العنف والإرهاب التي تضرب مصر، أو أعضاء التنظيم غير المعروفين، أو هؤلاء الذين تم استقطابهم من خارج التنظيم، يمكنهم الاندماج في هذه الأحزاب والمشاركة في الحياة السياسية. 

وهذا السيناريو يضع ما يزيد عن 53 مليون ناخب مصري أمام مواجهة أحزاب التحالف من خلال الممارسات السياسية، خاصة وأن مصر تستعد لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور وانتخابات برلمانية ورئاسية.

أبو الفتوح مرشحا للانتخابات الرئاسية:

الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رغم انشقاقه عن الإخوان، يظل أحد أبرز المساهمين في إعادة تأسيسها في السبعينيات، فضلا عن موقفه المعارض، لخارطة الطريق، كما دعا إلى التصويت بـ\”لا\” على مشروع الدستور الجديد.

القيادي السابق لم يتورط في أي من أعمال العنف والإرهاب التي تتعرض لها مصر، كذلك حزبه \”مصر القوية\” يحظى بشرعية قانونية للمشاركة في الحياة السياسية وبالتالي فإن المراهنة على تاريخ \”أبو الفتوح\” ربما يجعله وحزبه الواجهة التي يمكن ان يحظى بدعم التنظيم الدولي خلال المرحلة القادمة.

طريق العنف والإرهاب:

التنظيم الدولي للإخوان والجماعة الأم في مصر وأنصارها من الجماعات الأخرى، في دائرة الاتهام والمسؤولية عن أعمال العنف التي تضرب بلد الأهرامات منذ تموز/يوليو 2013، في ظل تهديدات صريحة باستهداف أجهزة الأمن وقوات الجيش والشرطة.

ومشاعر الغضب والكراهية تجاه المسؤولين عن هذه العمليات بدأت تتصاعد بشكل واضح واستمرار التمسك بهذا النهج يخلق مزيدا من الاحتقان والرفض تجاه كوادر الجماعة، ودفعت بالأهالي إلى مواجهة مسيرات وتظاهرات الإخوان في الشوارع والميادين، وصل في بعض المناطق إلى استهداف أعضاء التنظيم وفي بيوتهم وأعمالهم. 

والجماعة أعلنت أن يومي الاستفتاء على مشروع الدستور سيكون ثورة تنهي 6 أشهر، وأن أنصارها سينتشرون في جميع أنحاء المحافظات والمدن المصرية يومي 14 و15 يناير/كانون الثاني لإعلان الثورة على النظام الحالي.

حالة الغضب الشعبي تجاه ممارسات العنف، تعززها تلك الإجراءات التي تقوم بها أجهزة الأمن لفرض الاستقرار والأمن، منذ التفويض لمكافحة الإرهاب في 26 تموز/يوليو 2013 حتى الإعلان عن تطبيق نص المادة 86 من قانون العقوبات والتي وضعت الإخوان في دائرة الجماعات التي تمارس الإرهاب سعيا إلى تهديد الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل.

الاستنتاج:

استمرار المظاهرات والمسيرات وأعمال العنف والإرهاب وتمسك الإخوان بالتصعيد، يؤكد السير في طريق مواجهة شريحة كبيرة تؤيد خارطة المستقبل، كما أنه لا يعني تخلي التنظيم الدولي عن مسار آخر مواز يشارك من خلاله في الحياة السياسية، وذلك بدعم أحد الأحزاب في الانتخابات البرلمانية، وأحد المرشحين للانتخابات الرئاسية بشكل غير مباشر، بهدف عدم الخروج من المعادلة السياسية المصرية.

*كاتب مصري

**المصدر: AnbaMoscow

إقرأ أيضا