مئات المقاتلين ينسحبون من خطوط محاربة (داعش) لتركهم 3 أشهر بلا رواتب وعدم تزويدهم بأبسط معدات المواجهة

بعيد سقوط الموصل في 10 حزيران الماضي فتحت الدولة العراقية أبوابها للتطوع بصفوف القوات المسلحة…

بعيد سقوط الموصل في 10 حزيران الماضي فتحت الدولة العراقية أبوابها للتطوع بصفوف القوات المسلحة في إطار “قوات الحشد الشعبي” دفاعا عن المدن العراقية من خطر “داعش”. وأقدم عشرات الآلاف من المواطنين على التطوع، خصوصا بعدما أفتت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بالجهاد الكفائي.

 

الحشود الشعبية التي يجيد بعضها استخدام السلاح ويمتلك تجربة كافية في حرب المدن أبلت بلاء حسنا في مواجهة “داعش”. ومع تقهقر الجيش العراقي في مناسبات مختلفة مثلت الحشود الشعبية توازنا نوعيا في مقابل التنظيم الإرهابي.

 

ومؤخرا ساد تذمر كبير في بعض تشكيلات الحشد الشعبي بعدما تعرضوا له من إهمال كبير على مستوى التسليح النوعي، وقلة الذخيرة ونفادها بعض الاحيان، إضافة إلى غياب الغطاء الجوي الكافي، فضلا عن أن بعض المتطوعين ومنذ 4 أشهر يقاتل من دون أن يقبض أي راتب يسد به رمق أسرته.

 

تراكم السلبيات هذه انعكس بشكل سلبي على مجمل أداء قوات الحشد الشعبي، وأثر أيضا في أداء الجيش العراقي.

 

قيادي في كتائب حزب الله يرابط مع عدد من المتطوعين في مناطق غرب بغداد ذكر لـ”العالم الجديد” أن “حوالي 200 متطوع انسحبوا من المجموعة التي أقودها بسبب عدم توفير أي مقابل مادي من قبيل أجور نقل أو مصاريف لعوائلهم، رغم أنهم يرابطون هنا منذ حوالي 3 أشهر”. ويضيف القيادي “نعاني بشدة أيضا من قلة التسليح”.

 

ومن جملة العقبات التي تواجه الحشود الشعبية هي تخلي بعض الوزارات عن عملها ومسؤولياتها تجاههم.

 

أنور علي، قيادي في منظمة بدر معني بتفويج متطوعي الحشد الشعبي إلى ساحات القتال، ذكر لـ”العالم الجديد”: “اننا نواجه مشكلة في النقل حيث منع وزير النقل باقر جبر الزبيدي استخدام أسطول وزارة النقل لصالح الحشود الشعبية، وما زال المنع ساري المفعول”.

 

أما سبهان كاظم، المقاتل في صفوف سرايا السلام، فكشف لـ”العالم الجديد” عن أبرز ما يواجهونه من عقبات ومنها عدم توفير الذخيرة. ويقول “اشتريت قبل يومين 70 ألف اطلاقة بيكيسي بجهود شخصية وارسلتها لسرايا السلام المرابطين في شمال بابل”. ويردف “الدولة لا توفر ما يكفي من سلاح وذخيرة”.

 

“الساتر الأمامي من جهة غرب بغداد تمسكه قوات بدر والعصائب وكتائب حزب الله، ويمتد الساتر من قاطع إبراهيم بن علي إلى الكرمة وحتى أطراف الشعلة، ولو انسحبت هذه القوات المرابطة لدخلت زمر داعش بغداد بساعات” على حد قول شاكر العلياوي، المقاتل في صفوف أهل الحق (العصائب) الذي طالب عبر “العالم الجديد” بإعادة النظر في ما تتعرض له تشكيلات الحشد الشعبي من إجحاف.

 

متطوعون آخرون وقياديون من فصائل مختلفة تواصلت معهم “العالم الجديد” في الأيام الأخيرة وسألتهم عن مجريات الأمور في خطوط التماس؛ تحدثوا بتذمر كبير نتجية تراكم الأخطاء وعدم الاهتمام بتضحيات متطوعي الحشد الشعبي.

 

ويقول بعضهم “عن قصد أو عن غير قصد فان الجهات المعنية تشارك بالتأثير السلبي في تحركات الحشد الشعبي والقطعات الصامدة من الجيش بأساليب مختلفة. لقد عاملتنا الدولة وكأننا عبء عليها”. وبعضهم طالب أجهزة الدولة، وخصوصا الحكومة، بتوفير التجهيزات وتقديم مقابل مادي بسيط لكل واحد منهم ليتمكن من إعالة أسرته لا أكثر.

 

متطوعون في لواء 24 من تشكيلات الحشد الشعبي، ضمن قاطع الحمدانية عند أطراف أبو غريب، طالبوا الجهات المعنية بتوفير الضرورات اللازمة للمقاتل وأبسطها الدروع التي لا تتوفر بسهولة، لاسيما وأنهم أمنوا طريقا طالما تعرض فيه الجنود إلى مختلف الكمائن وخصوصا في العودة إلى بغداد.

 

وحذر المتطوعون من أن إهمالهم الذي تزامن مع سلسلة قرارات صدرت عن الحكومة الجديدة أسهم بحصول تراجع ميداني في الأيام القليلة الماضية، وما لم يعاد النظر بطريقة التعاطي الميداني والاداري التنظيمي مع تلك التشكيلات فان الأمور تتجه نحو الاسوأ بعد اعتماد التحالف الدولي ضد “داعش” على الضربات الجوية فقط وسط تشكيك بجديتها من الأساس.

إقرأ أيضا