بعد سقوط هيت بيد (داعش).. مجلس الأنبار يطالب بغداد بالموافقة على دخول قوات أجنبية إلى الأنبار لضرب التنظيم

طالب مجلس محافظة الأنبار الحكومة المركزية بالموافقة على دخول قوات أجنبية إلى الأنبار لمحاربة تنظيم…

طالب مجلس محافظة الأنبار الحكومة المركزية بالموافقة على دخول قوات أجنبية إلى الأنبار لمحاربة تنظيم “داعش” بعد أن حقق تقدما كبيرا سيطر فيه على قضاء هيت، وفيما اتهم رافضي دخول هذه القوات بأنهم “يريدون استمرار بقاء التنظيم الإرهابي مسيطرا على الأرض”، عدّ مقاتلو الصحوات دخولهم “خطوة جيدة لإنقاذ ما تبقى من المحافظة”، لكن في المقابل اعتبر عدد من الشيوخ القبليين ادخال القوات الأجنبية “كارثة جديدة ستعود بالعراق إلى المربع الأول من جديد”.

 

وقال صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن “مجلس الانبار ينتظر الموافقات الرسمية من جانب الحكومة المركزية والتحالف الدولي لغرض إدخال قوات أجنبية إلى المحافظة لإنهاء وجود (داعش) وحل الأزمة”. ولفت إلى أن “من يمنع دخول القوات الاجنبية إلى الأنبار يريد استمرار بقاء داعش في المحافظة”.

 

وتساءل كرحوت “لماذا هذه المزايدات على حساب النازحين من الأهالي من قبل من لا يوافق على دخول قوات التحالف لحل الأزمة؟”.

وأضاف في حديث لـ”العالم الجديد” أن “من يعارضون دخول قوات التحالف إلى الانبار هم أنفسهم من يريدون استمرار سيطرة داعش على المحافظة وبالتالي عدم إخراجه وعدم إعادة النازحين”.

 

وسيطر مسلحو “داعش” على هيت (60 كيلومترا غرب الرمادي) بعد أن شنوا هجوما واسعاً على القضاء مكنهم من وضع أيديهم على مبنى القائم مقامية ومراكز الشرطة.

ووفقاً لشهود فإن القضاء أصبح تحت سيطرة “داعش” بالكامل.

 

وقال مصدر أمني إن “المسلحين سيطروا على عدة مناطق تابعة لهيت كقرى زخيخة والسلامية غرب المدينة باتجاه ناحية البغدادي”.

 

وذكر لـ”العالم الجديد” أن “اشتباكات عنيفة تجري بين المسلحين وقوات الجيش في معسكر هيت الواقع في بداية الطريق الرابط بيت هيت والبغدادي حيث يحاول المسلحون السيطرة على المعسكر”.

 

ويشعر المسؤولون الذين التقتهم “العالم الجديد” بالخوف من خطر انهيار المحافظة بيد “داعش” إذا استمر بالتقدم على هذا المنوال.

 

ونقلت شبكة “سي ان ان” عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى تخوّفهم من أن تواجه الأنبار مصيرا شبيها بكوباني السورية، مع تحقيق “داعش” تقدما كفل لهم السيطرة على أجزاء واسعة في المحافظة.

 

واعتبر أبو فزع الجغيفي، أحد قادة الصحوة في قضاء حديثة، أنه “لابد من تدخل القوّات الأجنبيّة”.

 

وصرح لـ”العالم الجديد” بأن “قوات الجيش فقدت الكثير من المناطق، وقبل أيام فقدت هيت وهم يحاولون السيطرة على بقية القرى والمناطق القريبة من القضاء باتجاه قضاء حديثة الذي تسيطر عليه قوات الجيش والشرطة المحلية والعشائر بالكامل”.

 

وقال الجغيفي إن هذه التطورات “تنذر بخطر كبير”. وأردف “المحافظة تتعرض لتقدم كبير من مسلحي داعش (..) القوات الأجنبية ستحدّ منه بشكل أكبر وستعيد المناطق التي وقعت في قبضتهم”.

 

إلا أن الشيخ سليمان عواد الدليمي، أحد شيوخ العشائر التي حضّت على قتال القوّات الأميركية، يعتقد أن استقدام قوات أجنبيّة سيعقّد المشهد.

 

وقال الدليمي، في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الأنبار أيام الاحتلال الأميركي كانت في وضع مأساوي (..) معارك في كل مكان وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة”.

وأشار إلى أن “الجنود الأميركيين قتلوا الآلاف من أهالي المحافظة الأبرياء”، مستدركاً “هذا حينما كانت القوات الأميركية هي التي تسيطر على المحافظة بشكل كامل”.

 

وأوضح الدليمي، الذي يقف إلى صفّ الحكومة المحليّة في مقاتلة “داعش” أن “استقدام قوات اجنبية أميركية أو غيرها سيعقد المشهد بشكل أكبر وسيعطي ذلك ذريعة جديدة لبقية الجماعات المسلحة للاصطفاف مع (داعش) في مقاتلة أي قوة أجنبية تدخل المحافظة”، لافتاً إلى أن هذا “سيدخلنا في دوامة لها أول وليس لها آخر”.

 

ووفقاً للدليمي، فإن الحكومة لم تستمع إلى “كل نداءات الشرفاء والوجهاء وشيوخ العشائر الذين حذروا من مخاطر انهيار الأمن في الانبار بسبب عدم اعطاء الفرصة للكفوئين في قيادة المحافظة وتصدرها”، وشدد بالقول “حذرنا كثيراً من الفساد الاداري والمالي في مختلف مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية منها ولكن لم نجد آذاناً مصغية”.

إقرأ أيضا