هشام الذهبي صانع الأمل

  حين تكون للإنسانية معنى فمعناها في كلمتين هشام الذهبي، هكذا تم تكريم الأخير يوم…

 

حين تكون للإنسانية معنى فمعناها في كلمتين هشام الذهبي، هكذا تم تكريم الأخير يوم أمس في دبي بقاعة “ساوند ستيج” في مدينة دبي للاستديوهات، وبحضور كل من الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي، والشيخ حمدان بن محمد ال مكتوم ولي عهد دبي ونائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد ال مكتوم في الحفل الاختتامي لتكريم الفائز الاول على المستوى الوطن العربي في مبادرة صناع الامل، والتي شارك فيها اكثر من 65 شخصاً وجمعية خيرية، وقد توَّج آل مكتوم، أبرز خمسة من صناع الأمل في عالمنا العربي وسط حضور أكثر من 2500 شخص، من بينهم وزراء ومسؤولون وإعلاميون وفنانون وشخصيات مشهود لها بالعمل الإنساني والخيري، وكان على الجمهور ولجنة التحكيم اختيار واحد من صناع الامل الخمسة لتكريمهم بالجائزة الاولى، ولكن الشيخ محمد بن راشد أعلن عن فوز الخمسة الأبرز من صناع الأمل بمنح كل واحد منهم مليون درهم، دعماً منه للمرشحين الخمسة وتشجيعاً لهم للاستمرار بخلق الابتسامة وصناعة الامل والحياة.

 

هشام الذهبي الحاصل على شهادة الماجستير في علم النفس من الجامعة المستنصرية، كان يعمل باحثاً نفسياً من العام 2004 الى العام 2007 في منظمة حماية أطفال كردستان في فرعها ببغداد، وخلال فترة احداث الطائفية في 2007 قُتل احد الباحثين، فقررت المنظمة اغلاق مشروعها وتسليم الاطفال الى الحكومة، ولكن هنا برز دور هشام وموقفه الجريء في تبني الاطفال، وذلك من خلال استئجار منزل صغير لهم يضمهم.

 

الان هشام مدير للبيت العراقي الامن للإبداع والذي يرعى حالياً اكثر من 33 يتيماً، هذا البيت يختلف عن غيره، ولا يمكن ان نطلق عليه اسم دار للأيتام، لأنه بهيئته وتكوينه بعيد كل البعد عن دور الايتام التقليدية، وهذا ما كان يرمي اليه هشام، حيث يتكون هذا البيت من عدد من الباحثين والمختصين في مجالات تطوير المواهب، وتمر مرحلة تبني الأيتام فيه بعدة خطوات، حيث يعرض بداية وبشكل اولي على كشف صحي للتأكد من عدم اصابته بأمراض قد تعدي أقرانه، وبعدها يتم عرضه على العلاج النفسي بغية اكتشاف مواهبه لاستثمارها وتحويل المستفيد من طفل مشرّد الى فرد خلّاق وفاعل في المجتمع.

 

ومن الجدير بالذكر، أن عددا من أطفال هذه الدار حصدوا أكثر من 27 جائزة عالمية في مجال السينما من خلال 13 فيلما قصيرا تم إنتاجها بالتعاون مع المركز العراقي للفيلم المستقل الذي يشرف عليه المخرج العراقي محمد الدراجي.

 

إن تكريم هشام الذهبي الذي لم يأت من فراغ، إنما هو تكريم لكل هؤلاء الأيتام المبدعين، الذين تحولوا الى ومضة أمل لنا جميعا، بعد أن كنا ننظر الى الأيتام كقنابل موقوتة.

إقرأ أيضا