عباس الحسيني – من شرقنا الى قصي الكلام

بمخملية همها، المائل الى اللا دراية
ما عادت تصفق لنا سيدة الاساطير
وما عاد ينجز الزهر ولا القلب
اردية لسحنة المقاتلين..
فقد عاد حاجز الحب الى الحب..
ولم تعد ريــا…
الى مخابئ الروح
والاغنية

***

حلمت بها منذ وطن
ان تهيئ لي زاد عشق
ومئذنة في السرابْ المطل علينا!!
حلمت بها
ان ترتدي شعارَ رفض
وقلنسوة حمراء للمسار الاخير…
إذ كلما لوح نرجس في الغواية
سألت طير المسافات عنها
وعن موحش الدرب،
وشجرة المنتهى،
وهي تخرّ الى قاع روحي
مفجوعة بالقين تراثها الدموي
وسادية اللوحة الصامتة
لـتقـتفي خطو صبية
تجاه القمر…

****

وانت تحلم بكروم السعادة
ورائحة القهوة
وصدر ام اعادته الرواقم
سلماً في جبين الحياة…
ستعثر على عمرك الآخر، ربما
موزعا بين أرض وأرض
وبين صمت وشعر
بين طفل وظل
وبين وحي وبلاد
بين حلم وحلم
وربما بين لحن وناي

وستمضي لوحدك
الى سعادة كتاب
يقرأ السحر في النشيد،
مواريا ما تبقى من رفيفنا
على حاجز التل
وانت تمضي،
كما المصير الاخير
مرجئاً سلوان قرطبة
وشمعة البحر الاخيرة
تقول لها:
احذري من الخوض
في صفات عشق تليد
ومن التفرس
في كآبة عابرين كما البدو في البوصلة!!
فتمضي
الى هجير النماء
مرددة قرانها الابدي

سيدة وارفة الحب والفصول…

***

من ترى سوف يكتب أسماءنا؟
ومن سـينجز لنا… طرائق البدء؟
حين نمضي بعيدا
عن سؤال الحتوف…
من سيرمم تراث كمنجاتنا المتربة؟
وعصفورة الجليل الحزين؟
من سيقرأ افتتاح القصيد بوزن مغاير الجرس؟
ومن سيوقض العشق، في الاكمام؟

***

اعيدوا لنا هوية الارض
وان نـرى زعتر الام يعلو كحلم،
والغيم يُكتبُ
على ما تبقى من الأمل
على عشب تلك التلال

مدينة تقرأ السعادة
في وجوه المقبلين على الرحيل
 
ورصيف لا يفطن الى النساء المضمخات
بعطر غاردينيا المساء…

لتبقى هوية الارض عذراء
غضة،
مسيجة بالرفض
والامنيات

 

* شاعر ومترجم

إقرأ أيضا