قراءة في نقل الدواعش الى الحدود العراقية

  كثر الكلام في الشارع العراقي عن عملية نقل مقاتلي داعش الارهابية من الحدود السورية…

 

كثر الكلام في الشارع العراقي عن عملية نقل مقاتلي داعش الارهابية من الحدود السورية اللبنانية الى منطقة البوكمال السورية في الحدود العراقية، وكانت أغلب ردود الأفعال رافضة لهذا الإجراء، وقد علق السيد حسن نصر الله على ذلك في رسالة مطولة وجهها إلى العراقيين ذكر فيها عددا من المبررات المنطقية لهذا الإجراء أهمها ان حزب الله اضطر لهذا الاتفاق لمعرفة مصير جنوده الثمانية الذين اختطفوا في العام ٢٠١٤، كما ذكر بالمواقف المشتركة بين حزب الله وبعض الفصائل العراقية.. ما يهمنا كعراقيين هو معرفة:

 

اولا: ما أثر ذلك الإجراء على الامن الوطني العراقي؟

 

ثانيا: لماذا اختيرت منطقة البوكمال دون غيرها.

 

ثالثا: هل يمكن تصنيف هذا الإجراء في إطار الاستهانة بالدم العراقي؟

 

هذه التساؤلات وغيرها سنحاول الإجابة عنها في هذا الموضوع ..

 

ولأجل الإجابة عن تلك الأسئلة لا بد من التذكير بعدد من الأمور:

 

اولا: ان موقف حزب الله اللبناني تجاه القضايا المصيرية للأمة الإسلامية وفي مقدمتها التصدي للمشروع الاسرائيلي في المنطقة موقف مشرف لا يختلف عليه منصفان.

 

ثانيا: وقوف حزب الله اللبناني بجانب العراق في حربه على الارهاب طول المدة السابقة بل وارسال خيرة قادته لمساعدة العراق في مواجهة المد التكفيري وهذا ما ذكر به السيد نصر الله في كلمته التي وجهها للعراقيين مؤخرا.

 

ثالثا: ان نسبة كبيرة من ارهابيي داعش هم من العراقيين ومن المحتمل جدا ان بعض هؤلاء او كلهم من العراقيين وطلبوا الرجوع إلى بلدهم وهذا ما صرح به النائب محمد الكربولي الذي أكد وصول بعضهم إلى مناطق عانة وراوة العراقيتين.

 

رابعا: ان مبدأ دفع الخطر المحتمل مبدأ معمول به في كل دول العالم وهو ما اتبعه حزب الله اللبناني في التعامل مع الدواعش وهو حق مكفول له وقد كان بالتنسيق مع الحكومة السورية.

 

خامسا: ان الدواعش تم نقلهم من منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان الى منطقة البوكمال السورية ايضا الحدودية مع العراق اي انه في الأرض السورية فقط.

 

سادسا: ان لبنان مجاورة لكل من إسرائيل وسوريا والأردن وان دفع الدواعش الى الحدود الإسرائيلية او الأردنية قد يؤدي إلى إعادة تنظيمهم وتجهيزهم وهو ما لا يقبله عاقل ممن اكتوى بنار الارهاب.

 

سابعا: ان العراق الان في افضل حال من الناحية الأمنية والعسكرية ويتلقى دعما دوليا كبيرا في إطار مكافحة الإرهاب ولا اعتقد انه عاجز عن حماية حدوده بهذا الشكل.

 

ثامنا: ان منطقة البوكمال تابعة الى محافظة دير الزور السورية والتي يسيطر عليها داعش منذ زمن طويل لذا فإن ارسال ٣٠٠ شخص الى هذه المنطقة لا يؤسس للتهديد لانه موجود اصلا وإنما يمكن أن يعزز قوة داعش الموجودة بالفعل في تلك المنطقة.

 

لذا اعتقد ان مسألة نقل الدواعش في سوريا اخذ حيزا اكبر من حجمه الطبيعي وقد غذته جهات مستفيدة من شق الصف الشيعي لمصالح نعرفها جميعا وقد انساق عدد كبير من الاخوة العراقيين وراء تلك الأبواق التي جعلت من الامر مؤامرة القرن التي لا حل لها.

 

لست منحازا لجهة او تنظيم أو حزب بقدر انحيازي الى المنطق والعقل.. نعم ان وجود داعش في الحدود العراقية يشكل تهديدا للعراق، لكنه ليس بالحجم الذي تم تصويره في منصات التواصل الاجتماعي.

 

إقرأ أيضا