أحزاب دينية تسعى لتطبيق \”الحسبة\” ببغداد والنوادي الليلية تتعرض لهجوم منظم والداخلية: مجرد مشاجرة

يكشف مصدر مطلع عن أن العديد من الجماعات الدينية التي لديها أجنحة عسكرية شكلت في الاونة الاخيرة، لجانا للامر بالمعروف والنهي عن المنكر، مهمتها مهاجمة النوادي الاجتماعية والملاهي الليلة في العاصمة بغداد، مبينا أن بعض تلك الجماعات فاعلة في السلطة ولا تخشى أن تتعرض لها الاجهزة الامنية، فيما يروي شهود عيان لـ\”العالم الجديد\” تفاصيل الهجوم الذي تعرضت له بعض النوادي والملاهي الليلية امس الاول الجمعة في بغداد، غير ان وزارة الداخلية تنفي ان تكون تلك النوادي تعرضت الى اقتحام من قبل افراد ينتمون الى جماعات دينية مسلحة، معتبرة ما حصل مجرد \”مشاجرة صغيرة\”، تمكنت الاجهزة الامنية من فضها في اثناء حدوثها.

ويقول مصدر مقرب من إحدى الجماعات الدينية التي تمتلك اجنحة مسلحة، رفض الكشف عن اسمه، إن \”تلك الجماعات شكلت مجاميع تتولى أمر (الحسبة) تقوم بتنفيذ العقوبات على المخالفين للشريعة\”.

ويؤكد المصدر في اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس السبت، أن \”هذه الجماعات تعتقد أن الحكومة تتغافل عن مخالفات شرعية كثيرة، كي لا تثير خصومها في داخل أو خارج العراق، أو المنظمات التي تعنى بحقوق الانسان، في حين ترى هذه المجاميع أن من واجبها أقامة حدود الله\”.

ويلفت المصدر، إلى أن \”بعض تلك الجماعات فاعلة في العمل السياسي، وهي تتسابق فيما بينها لتنفيذ عمليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دون أن تشعر بالحرج من الملاحقات الأمنية، حيث أنهم يقومون بتنفيذ اجراءات الحسبة في وضح النهار، وتحت انظار القوات الأمنية التي تخشى الاصطدام بافرادها\”.

وتعرضت النوادي الاجتماعية والبارات ببغداد الى هجوم من قبل جهات مسلحة سواء كانت رسمية او غير رسمية، وكان ابرزها ما قامت به قيادة عمليات بغداد في ايلول العام 2012 من مهاجمة اغلب النوادي الاجتماعية والبارات وضرب روادها واهانتهم ومن بينهم فنانين ومثقفين عراقيين، والتي كشفت عنها بشكل واضح مقاطع الفيديو المصورة لعمليات الاقتحام.

وتحدث شهود عيان لـ\”العالم الجديد\” أمس، أن \”مجاميع مسلحة يستقلون سيارات حديثة رباعية الدفع اقتحموا عدد من النوادي الاجتماعية والبارات وسط بغداد، وطلبوا من روادها الخروج بسرعة، وإلا تعرضوا للضرب\”، مشيرين الى أن \”المسلحين ادعوا انتماءهم لجهة دينية معروفة\”.

ويروي الشهود العيان، الطريقة التي اقتحم بها اولئك المسلحون النوادي، قائلا، ان \”عددا من المسلحين يستقلون سيارات دفع رباعي اقتحموا، يوم الجمعة، عددا من النوادي والاجتماعية والبارات في منطقة العرصات، وغيرها من المناطق الواقعة وسط العاصمة بغداد، وطلبوا من روادها الخروج، وإلا تعرضوا للضرب ثم قاموا بغلقها فيما بعد\”، مضيفين ان \”العملية التي قامت بها هذه المجموعة، اثارت الذعر في المنطقة، خصوصا وان المسلحين قاموا باقتحام النوادي الاجتماعية والبارات وسط صمت مطبق للاجهزة الامنية المنتشرة في المنطقة\”.

بيد أن العميد سعد معن، المتحدث باسم وزارة الداخلية، ينفي \”حدوث مثل هذا الحادث وبهذا المستوى من التنظيم\”.

ويرى معن في حديث لـ\”العالم الجديد\” أمس، أن \”ما حدث في يوم الجمعة الماضية لم يكن سوى مشاجرة محدودة وقعت في ملهى الأمواج في شارع السعدون، وعلى اثرها قامت القوات الأمنية بالتدخل وانهاء المشاجرة\”.

وينوه المتحدث باسم وزارة الداخلية، إلى أن \”حالة فردية حصلت أمس (الأول) حين حاول شخصان إسداء النصح أو الانتقاد لأحد الفنادق الذي يقدم مشروبات كحولية، إلا أن قوات الشرطة الاتحادية تدخلت بالموضوع وقامت باحتجاز الشخصين\”.

وشهدت محال بيع المشروبات الكحولية في العاصمة بغداد، خلال الفترة الماضية استهدافا من قبل جماعات متشددة في مناسبات عديدة، إلى جانب دعوات بإقفالها ومنعها، كان ابرزها الهجوم الذي نفذته مجموعة مسلحة تستقل سيارات دفع رباعي في 14 ايار الماضي، على محال بيع المشروبات الكحولية في تقاطع الربيعي بمنطقة زيونة، واسفر عن مقتل 8 اشخاص واصابة 14 اخرين، غالبيتهم من الايزيديين.

الى ذلك، يحذر قاسم حنون، (ناشط مدني)، من \”تراجع الدولة أمام هذه الجماعات وافعالها التي تحاول العودة بالعراق الى العصور المظلمة\”.

ويضيف حنون في حديثه مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”الحكومة هي المسؤول الأول عن تطبيق القانون، ويجب أن لا تسمح لأحد بتجاوز دورها أو أن يكون بديلا عنها، في أي ممارسة من الممارسات\”، لافتا إلى أن \”هذه الجماعات تحاول أن تظهر كبديل للدولة وهذا مؤشر خطير، وسكوت الحكومة عن هذه افعال الجماعات التي تريد تطبيق الشريعة بقوة السلاح يبعث على القلق على مدنية الدولة\”.

ويشدد الناشط المدنى على \”تحرك جميع الأوساط بالضد من هذه الجماعات، والضغط على الحكومة من أجل اتخاذ موقف حاسم تجاه تحرك هذه المجاميع الظلامية، التي تحاول العودة بالعراق إلى عصر الانحطاط\”.

إقرأ أيضا