ما علاقة المناورات المشتركة بالمنافذ الحدودية بين العراق وتركيا؟

على مقربة من أصوات الاحتفال باستفتاء اقليم كردستان العراق، أمس الأول الاثنين، تجري مناورات عراقية…

على مقربة من أصوات الاحتفال باستفتاء اقليم كردستان العراق، أمس الأول الاثنين، تجري مناورات عراقية تركية مشتركة لأول مرة بين جيشي البلدين، لكن فحوى تلك المناورات لم تكن للتدريب العسكري، بل كانت لتهيئة الظروف المناسبة لاستلام وحدة القتال العراقية منافذ بلادها الحدودية مع تركيا، وطرد عناصر البيشمركة الكردية التابعة لرئيس الاقليم مسعود بارزاني منها، حسبما أفاد مصدر مطلع بجهاز الاستخبارات العسكرية.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، في حديث لـ”العالم الجديد” أمس الثلاثاء، إن “الوحدة العسكرية التي أجرت مناورات مع القوات العسكرية التركية، ما هي الا وحدة المهمات القتالية التابعة للاستخبارات العسكرية، وهي قوة مدربة بشكل جيد على تنفيذ المهام القتالية الصعبة، وتضاهي في صلابتها قوات مكافحة الارهاب”، منوها الى أنها “المرة الأولى التي تستقبل فيها أرض تركية وحدة عسكرية من دولة مجاورة بطائرتها العسكرية وكامل عدتها”.

وأوضح أن “هذا الأمر كان أحد ثمار اللقاء بين رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي، ونظيره التركي خلوصي أكار في أنقرة السبت الماضي”، مبينا أن “التفاهم يقضي بتنفيذ خطة مشتركة لطرد عناصر البيشمركة التابعة لمسعود بارزاني المتواجدين في المنفذين العراقيين مع تركيا وهما ابراهيم الخليل والخابور، واستبدالهم بتلك القوة وانزال علم كردستان العراق والاكتفاء برفع العلم العراقي، كاجراء أولي من سلسلة الاجراءات العقابية التي ستتخذها الحكومتان بحق حكومة الاقليم”.

وأعلنت تركيا عن إجراء قواتها مناورات عسكرية في ولاية شرناق المتاخمة للحدود مع العراق، بعد إعلان منطقة كردستان عن عزمها إجراء استفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من أيلول الحالي.

كما قدمت الحكومة التركية، الجمعة الماضي، إلى رئاسة البرلمان، مذكرة تتعلق بتمديد تفويضها عاما كاملا، لقيام الجيش بعمليات عسكرية خارج الحدود في العراق وسوريا.

وتابع المصدر أن “تلك القوة العسكرية العراقية ستدير المنفذين بشكل مؤقت باعتبارها قوات طوارئ الى حين قدوم ادارة مدنية من بغداد”، لافتا الى أن “الأمر سيتكرر على الجانب الايراني، حيث يوجد تنسيق عالي المستوى بين حكومات بغداد وأنقرة وطهران في هذا الاطار”.

ولفت الى أن “الأمر ليس بعيدا عن إمهال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم أمس (الثلاثاء) حكومة الاقليم ثلاثة أيام لتسليم المطارات التي بسيطر عليها عناصر الاسابش والبيشمركة التابعة لمسعود بارزاني”.

وكان حيدر العبادي، قد أكد أمس، أن الحكومة الاتحادية ستفرض سلطتها وفق القانون والدستور، مشددا على عدم المس بكرامة أي مواطن كردي في العراق.

وقال العبادي في مؤتمره الاسبوعي، أن المنافذ الحدودية البرية والجوية ستخضع لسلطة الحكومة الاتحادية، وأن مجلس الوزراء قرر حظر الرحلات الجوية من والى كردستان بعد ثلاثة أيام في حال لم تخضع المطارات لسلطة الحكومة”، مشيرا الى أن “المنافذ الحدودية في كردستان تخضع لاشراف ورقابة هيئة المنافذ الحدودية”.

وأكد أن “القوات الامنية المشتركة ما زالت تحرر الاراضي من سيطرة داعش الارهابي وعمليات تحرير عنه ما زالت مستمرة، وتقدم القوات يسير بشكل صحيح”.

وعن استفتاء الانفصال الذي اجري يوم أمس في الإقليم والمناطق المتنازع عليها، أشار العبادي الى ان “الحكومة لن تتنازل عن وحدة وسيادة العراق، وستفرض سلطتها وفقا للدستور والقانون”، مبينا ان “تداعيات استفتاء اقليم كردستان ستتسبب بضرر للاقليم والعراق عموما”.

ولفت الى أن “قيادات الاقليم لم تستمع للمناشدات المحلية والاقليمية والدولية ازاء الاستفتاء غير الدستوري، وان الحكومة لن تفاوض على نتائجه”، مستغربا “قيام مسؤولين كرد بضخ الكراهية بين المواطنين”.

وكشف العبادي عن ان “ثروات كردستان تدار بعيدا عن الرقابة وتذهب الى حسابات شخصية خارج العراق”.

إقرأ أيضا