كشف شهود عيان، أمس الأحد، عن تعرض أهالي بعشيقة الأصليين للتضييق من قبل قوات الأمن التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني (الاسايش)، ومساءلة العائدين منهم حول انتمائهم السياسي والحزبي، محذرين سكان المدينة من الانتماء لغير الحزب المذكور، والولاء لغير رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
وقالت شميران وائل وهي مسيحية عائدة الى منزلها في بعشيقة بعد نزوح استمر لأكثر من ثلاثة سنوات داخل زخو التابعة لمحافظة دهوك أقصى شمال العراق، ان “سيطرة الاسايش في مفرق قضاء الشيخان التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني منذ شهر تقريباً تقوم بمساءلة العوائل العائدة الى منازلها في بعشيقة عن انتمائهم السياسي والقومي وولائهم لبغداد أم لاقليم كردستان”.
وأضافت شميران في حديثها لـ”العالم الجديد” أمس، “تعرضت الى المساءلة من قبل السيطرة وأخبرتهم بانتمائي الى الحزب الشيوعي الكردستاني، إلا أن هذا الامر ازعجهم، ما دفعهم الى تهديدي بالطرد من المدينة في حال استمريت في العمل مع الحزب”، مشيرا الى انهم “يريدون ان يكون ولاء جميع سكان بعشيقة للبارزاني وحزبه فقط”.
وأشارت الى أن “الكثير من العوائل العائدة الى مناطق سكناها في بعشيقة من مسيحيين وشبك وايزيديين يتعرضون الى المساءلة والمضايقة من قبل الاسايش”.
وتعد بعشيقة ناحية تابعة لمدينة الموصل ب نينوى شمال العراق، وتقع شمال شرق مدينة الموصل على بعد 12 كلم منها في سهل نينوى، وتعتبر من المناطق الزراعية، وتشتهر بزراعة الزيتون.
وأغلب سكان بعشيقة من المسيحيين والايزيدين وبعض أتباع الديانات الأخرى من مسلمين وشبك حيث أن سكان القرى المحيطة بمركز الناحية من الشبك وهناك 17 قرية عربية و6 قرى إيزيدية وقرية واحدة من التركمان. معظم سكان البلدة يتكلمون اللغة العربية بالإضافة إلى السريانية والكردية والتركمانية.
ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 137 الف نسمة، وهي منطقة غنية بالثقافات، إذ تحتوي على ست ثقافات، وهذا يجعلها من أكثر المناطق تنوعا وثراءً بالثقافات الفرعية، اذ تضم اغلبية من الايزيديين والمسيحيين من السريان الكاثوليك والسريان الارثودكس، ويوجد فيها نسبة كبيرة من المسلمين بيهم الشبك وعشرة بيوت من الأكراد البهدينان. اما بالنسبة للقرى التابعة للناحية فهناك (47) قرية تحتوي على خمس ثقافات محلية، فالعرب في ست قرى بنسبة (20%) والشبك بنسبة (70%) في عشرين قرية والتركمان بنسبة (5%) في قريتين والعرب المسيحيون بنسبة (5%) ويوجدون في قرية ميركي.
تشتهر بعشيقة بصناعة العرق البعشيقي وفي انتاج الراشي حيث يوجد أكثر من 10 معامل للراشي داخل بعشيقة وايضا المخلل أو كما يطلق عليه محليا بـ(الطرشي).
