صحيفة جزائرية: اعتقال 400 شيعي قادمين من كربلاء.. وجدل واسع حول أسباب انتشار المذهب

يدور جدل واسع في الأوساط الجزائرية حول انتشار التشيع في البلد المغاربي الذي يرتبط بعلاقات…

يدور جدل واسع في الأوساط الجزائرية حول انتشار التشيع في البلد المغاربي الذي يرتبط بعلاقات مميزة مع ايران، بعد اعتقال 400 شيعي جزائري قادمون من العراق بتهمة نشر التشيع، فيما رأى باحثون أن المد الوهابي والتطرف السلفي وانتشار خطر تنظيم داعش، جعل المذهب الشيعي هو الأقرب الى فكر المواطنين بحسب جريدة الحوار الجزائرية.

وقالت الجريدة في عددها اليوم الخميس، إن “عددا من الأئمة والأكاديميين دعوا الى ضرورة التحري والبحث في خلفيات انتشار المذهب الشيعي في الجزائر من أجل التصدي له، خاصة عقب توقيف أكثر من ٤٠٠ مسافر قادمين من كربلاء في العراق، بحوزتهم كتب ورايات وحاشيات تمجد الشيعة”.

ونقلت عن إمام الجامع الكبير الشيخ علي عية قوله إن “أحد أهم الأسباب التي أضحت تشجع الكثيرين على اعتناق المذهب الشيعي هو عدم المضي قدما نحو ترسيخ المرجعية الجزائرية التي أضحى الكلام عنها موجها للاستهلاك الإعلامي وفقط”، مضيفا أن “الأئمة في كل مساجد الجزائر مقصرون في وصف خطورة المذهب الشيعي وما يترتب عنه من فتن داخل الوطن”.

وكشف إمام الجامع الكبير للصحيفة أيضا عن تلقيه “تهديدات من طرف معتنقي المذهب الشيعي في الجزائر الذين وصل الأمر ببعضهم إلى محاولة الاعتداء عليه في العديد من المرات”، مشددا على ضرورة أن “نتحد جميعا من أجل وضع حد لامتداد الفكر الشيعي في الجزائر، لأن السكوت عن بعض الخلايا النائمة لهذا الأخير سيجلب خطرا كبيرا يحمل الدمار”.

يذكر أن الجزائر بلد تقطنه غالبية من المسلمين السنة، وعانى في سنوات تسعينيات القرن الماضي من التطرف والارهاب المرتبط بالمد السلفي، وتتمتع حكومته بعلاقات تاريخية مع ايران (النظام الشيعي الرسمي الوحيد في العالم).

ورأى الباحث الجزائري المختص بالتشيع يحيى بوزيدي أن “انتشار التشيع يدخل ضمن إطار عولمة المظاهر الدينية الذي أخذ يمتد كثيرا في الآونة الأخيرة مع ظهور العديد من الأفكار الغريبة على المجتمع الجزائري وأسسه الإسلامية، وكعامل آخر هو التسويق الكبير للنموذج الإيراني في العالم. والتطور الرهيب الذي حصل في تنكولوجيات الإعلام والاتصال كمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها”.

في حين استنكر الكاتب الصحفي صادق سلايمية التناول الإعلامي لظاهرة الشيعية، خصوصا أن وسائل الإعلام عالجت القضية الأخيرة للعائدين من كربلاء  بنوع من التحيز، مردفا أن “بداية خبر كهذا بإلقاء القبض يوحي بأن الأمر يتعلق بلصوص أو قتلة وليس بأشخاص اعتنقوا مذهبا يختلف عن المذهب الأكبر في البلاد”.

سلايمية، قال أيضا أن “التشيع ليس خطرا على الجزائر، انطلاقا من الفكر الذي يحمله والبعيد عن التكفير أو رفض الآخر، على عكس الفكر الوهابي الذي يحتوي كل عناصر التطرف وإقصاء الآخر”.

أما الباحث في الإسلاميات والمتحدث السابق باسم وزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي، فقد أكد أن “الانتشار الشيعي قد بدأ يمس كل العالم السني الذي يعيش حاليا العديد من الصراعات التي مردها العنف والتطرف، انطلاقا من سيطرة  الفكر الداعشي، لذا أصبح النموذج الشيعي الأقرب إلى التسامح وأحد أهم العوامل التي أدت إلى انتشاره”، عازيا “الخوف الناتج من انتشار المذهب الشيعي إلى حالة الفراغ الرهيبة التي يعيشها المجتمع الجزائري”.

من جهته قال الشيخ جلول حجيمي انه “لا يؤمن بفكرة انتشار هذا المذهب بالجزائر”، معتبرا أنه “تعاطف فقط، وأن قلة قلية من الجزائريين فقط من يؤمنون (بالتشيع) حقيقة وعن قناعة”.

إقرأ أيضا