بغداد: ظاهرة “الأركيلة” تتسع بين النساء والشباب.. وتحرم العوائل من ارتياد المطاعم

تشهد أحياء بغداد الراقية في الآونة الأخيرة افتتاح مطاعم ومقاهٍ جديدة بواجهات وأجواء حديثة تزيد…

تشهد أحياء بغداد الراقية في الآونة الأخيرة افتتاح مطاعم ومقاهٍ جديدة بواجهات وأجواء حديثة تزيد من رونق المدينة، وتبعث على التفاؤل بحياة هادئة وعصرية، نجحت في جذب المزيد من العوائل البغدادية، إلا أن ما رافق ذلك اتساع ظاهرة تدخين الاركيلة في تلك الأماكن العامة، خصوصا بين الفتيات والمراهقين، دون مراعاة لوجود الأطفال والحوامل وغير المدخنين.

وتقول لينا زهير (28 عاما) وهي طبيبة أسنان، في حديث مع “العالم الجديد”، إن “مطاعم بغداد باتت لا تهتم بصحة الناس عبر السماح بتدخين الاركيلة في صالات الاكل”، مشيرة الى “تفاقم معاناة البحث عن مطاعم تمنع التدخين سواء الاركيلة او السيجارة داخل صالاتها”.

وتستغرب الطبيبة الشابة وإحدى رواد مطاعم شارع 14 رمضان وسط بغداد، من “قبول بعض العائلات الاكل مع الأطفال الرضع أو النساء الحوامل وسط أعمدة دخان الاركيلة الكثيفة”، مبدية امتعاضها الشديد من “السماح بتدخين الاركيلة داخل صالات المطاعم، لان المحيطين بالمدخن سيتضررون بنسبة 50 بالمئة”.

وفيما تضيف أن “أضرار الأركيلة تفوق السيجارة أضعافا مضاعفة، ولكن للأسف الشديد، فان هناك اقبالا واسعا من قبل الشباب من كلا الجنسين على تناولها نتيجة قناعة بأنها موضة جديدة تشعرهم بالراحة”، مطالبة الجهات المعنية في وزارة الصحة والبيئة بـ”القيام بواجبها ومنع التدخين داخل الصالات المغلقة، ومعاقبة المخالفين وغلق المطاعم والمقاهي التي تسمح بالتدخين داخل صالاتها”.

وينص قانون حظر التدخين على منع التدخين داخل مباني الهيئات الرئاسية والوزارات والدوائر والمؤسسات التعليمية والتربوية والصحية والمطارات والشركات والمصانع في المحافظات كافة، والمسارح ودور العرض والفنادق والنوادي والمطاعم وقاعات الاجتماعات والمناسبات ومكاتب العمل والأسواق التجارية، كما يمنع القانون التدخين في وسائل النقل العام والخاص الجماعية، البرية والبحرية والجوية، وفي الرحلات الداخلية والخارجية ومحطات الوقود.

الا أن سحر أحمد (23 عاما) والحاصلة على بكالوريوس في الاعلام، تختلف مع “لينا” بالقول إن “لتدخين الاركيلة فائدة كبيرة على الحالة النفسية للانسان، لأن تعاطيها يخفف التوتر والعصبية التي أصاب بها أحيانا”.

وتتمنى سحر التي تفضل تدخين “أركيلتها” من شرفة في الطابق الثالث لأحد مطاعم بغداد، “عدم منع الأركيلة” رغم إقرارها بـ”مضارها الصحية”، منوهة “لست مدمنة على تدخين الاركيلة لكنها عادة، كوني أتمكن من الاستغناء عنها في أي وقت”.

وتتحدث أسراء نظام (35 عاما) عن أن “تدخين المرأة للاركيلة في الأماكن العامة عادة سيئة، تؤثر على أنوثتها، إضافة الى إحداثها أضرارا صحية عديدة، فضلا عن تسببها بروائح كريهة في الفم”، مستدركة أن “عليها استبدال عادة التدخين بعادات أكثر إيجابية”.

وتعزو الناشطة الحقوقية ساندرا سالم الياس، ظاهرة الاقبال الواسع بين الفتيات على الاركيلة الى “الحرية والانفتاح الذي حصل بعد عام 2003، حيث كان تعاطي الاركيلة مقتصرا على الأغلب في المقاهي الشعبية، وتدخينها مقتصرا على الرجال فقط”.

وتقوم تلك المقاهي التي يدير غالبيتها عمالة آسيوية وعربية، بالترويج لخدمات تعاطي الاركيلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وترى الاكاديمية غادة عبد الرزاق أن “إقبال المراهقين على تدخين الاركيلة يعود الى كونها جزءا من موضة العصر، إذ يتفاخر البعض بتدخينها عبر بث صور ومقاطع فيديو على حسابتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي”.

ولفتت غادة خلال حديثها لـ”العالم الجديد” الى أن “أصحاب المقاهي والمطاعم يغرون هؤلاء المراهقين من خلال أشكال الاركيلة ونكهاتها المغرية”، منوهة الى أن “إقبال هؤلاء المراهقين الى المقاهي لمتابعة مباريات كرة القدم، لمشاهدة فرقهم المفضلة”.

وكانت وزارة الصحة قد أشارت في أيار مايو الماضي الى أن نسبة المدخنين في العراق وصلت الى 24 بالمئة من النساء والرجال، وعادة ما تقبل النساء على تدخين الاركيلة بشكل علني، لكن تدخينها السيجارة يكون بالخفاء.

إقرأ أيضا