دور البنية التحتية في تنمية الاقتصاد

تقاس تحضر الدول ومدى تقدمها باهتمامها بالبنية التحتية ، حيث تعتبر العمود الفقري والعامل الأساسي الذي تعتمد عليه الاستثمارات والمشاريع الكبرى التي تساهم في تنمية المجتمع وتوفير مناخ صحي وآمن للفرد والمجتمع.  

تعريف البنية التحتية:

وتعرف ب(Infrastructure) وهى عبارة من مجموعة من الوسائل التي تستخدم في توفير الخدمات الأساسية التي تعتمد عليها حياتنا اليومية، فتعمل على تصميم وبناء المرافق والأماكن التي تتكون منها القرى والأحياء من طرق وكبارى، وحدائق العامة،وشبكات المياه والصرف الصحى، والجسور، والأنفاق، ومولدات الطاقة والكهرباء مزارع الطاقة الشمسية وغيرها من البنى التحتية الأخرى التي تساهم في بناء ونهضة المجتمع  وتوفير حياة أفضل للأفراد من خلال تقديمها الكثير من المساعدات ، واى تقصير في هذه العمليات يؤدى إلى الكثير من الخسائر والأضرار تؤثر على الأفراد .

وفى عام 1887م استخدم مصطلح البنية التحتية ليشير إلى الأعمال الإنشائية لأول مرة، حيث كانت فكرته في الجمع بين المواد الصناعية والطبيعية وإنشاء بنيات جديدة تعمل على مساعدة الأفراد في تسهيل حياتهم، فظهر مصطلح البنايات التحتية في الولايات المتحدة الأمريكية لتخدم أهدافها العسكرية من خلال إنشاء الأماكن والمباني التي تدعم القوات العسكرية وتجهيزها لأي حرب في عامي 1940- 1970 م، ثم أصبح المصطلح يستخدم بعمومية أكثر فأطلق للإشارة إلى الأشغال العامة ودورها في بناء البيئات السكنية وحسن استغلال المساحات الجغرافية غير المستخدمة وإعادة تخطيط وبناء المدن والقرى مجددا ،استخدم المصطلح بهذا المعنى حتى يومنا هذا.

وتؤثر البنية التحتية بالضرورة في اقتصاد الدول بشكل ملحوظ  وتعتبر مفتاح أساسي لتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات، حيث انها لم تعد فقط مقياس لنجاح الدول وإنما أصبحت عامل أساسي وقوي في جذب الاستثمارات الأجنبية، من خلال إنشائها للعديد من المشاريع التنفيذية والتشغيلية والتي تدعم بدورها الإنتاج الصناعىوالفردى من خلال اقامتهم لمشاريع صغيرة الحجم والمساهمة في القضاء على البطالة من خلال توفير فرص عمل للشباب، وإتاحة البيئة المناسبة لهم لكي يقيموا عليها مشاريعهم ومساعدتهم بإقامة الطرق التي سهلت الحصول على وسائل المواصلات وإنشاء سكك حديدية التي تربط المدن ببعضها البعض فعملت على توفير  المزيد من الوقت والجهد والمال من خلال تقصير المسافات وتوفير نفقات المواصلات مما يخلق بيئة ملائمة للنمو الاقتصادى، وهو الأمر الذي ناقشه رجل الأعمال ومحافظة الهيئة العامة للاستثمار بالمملكة العربية السعودية، عمرو الدباغ ، مشيرا إلى أن المملكة بحاجة إلى تطوير البنية التحتية القائمة وتوسعتها، مؤكدا أن البنية التحتية الحالية تعود إلى نهاية العقد السابع، وهو ما يستلزم العمل على تطويرها.

وللبنية التحتية فوائد عديدة في الاقتصاد: حيث انها تعد من أهم المقومات لجميع مساعي الحياة السياسة والاقتصادية والاجتماعية وفي غيابها لا يمكن تحقيق رفاهية أو تطور في المجتمع واقتصاده الا بدونها.

وتثبت البنية التحتية أهميتها الكبيرة عند حدوث الأزمات والمشكلات المالية التي تقع فيها البلاد ، ودورها في الخروج من هذه العوائق وتحفيز عمليات النمو الاقتصادى ، بالإضافة إلى خدماتها المتعددة التي تقوم على دعم وتكامل بين جميع مقومات النواحى الاقتصادية.

ولا يوجد أى سبيل للتنمية الاقتصادية إلا من خلال الاهتمام بالبنية التحتية وخاصة بدعمها لها في حالات الأزمات والعوائق التي تواجه المشروعات ، كما أن الأرباح التي تنتجها البنية تساهم في المزيد من التنمية الاقتصادية .

إذا لم تجد المشروعات الاستثمارية بنية تحتية متينة قادرة على تحمل ضغط العمل يمكن أن ينتهى المشروع قبل ولادته في الأساس وحتى قبل أن ينزل السوق ويتعرف عليه العملاء، فالبنية التحتية مهمة في تسهيل سير العمل وتوسيع عمليات التوزيع والنقل في جهات عديدة ، فهي ضرورية لضمان استمرار المشروع ونجاحه، فهي اللبنة الأولى في مسيرة نجاح وتقدم اى مجتمع يسعى لنهضة  ، لتحسين حياة أفراده وتأمين مستقبل أفضل لهم.

إقرأ أيضا