واشنطن تايمز: ايران انتهت من “هلالها البري” لتحدي اميركا



اكتملت ايران فعلياً من إنهاء “الهلال الشيعي” مسيطرةً على الشرق الاوسط من خلال سلسلة نجاحات…

أكملت ايران فعلياً “الهلال الشيعي” مسيطرةً على مجمل الشرق الاوسط من خلال سلسلة نجاحات في ساحات المعارك، وربطت شبكات حلفائها وقواتها المحاربة بالوكالة ببعضها البعض لتؤمن ذلك الطريق الممتد من حدود العراق وصولاً الى لبنان.

الهلال الشيعي، هدفٌ استراتيجي طويل الامد يهدف الى مواجهة القوى السنية العربية المتنافسة بقيادة المملكة العربية السعودية، يتضمن عدة قواعد شبه دائمة انشأت في دول تشهد تنامي حركات اسلامية سلفية متطرفة. ويمثل الهلال الشيعي ايضاً، تحدياً استراتيجياً، للوجود الامريكي في المنطقة.

يقول مسؤولو البنتاغون إنهم يمتلكون خيارات عسكرية لتحدي هذا النفوذ الشيعي المتنامي. غير ان القادة الامريكيين العسكريين الكبار ليست لديهم رغبة كبيرة في المواجهة المباشرة.

ومع انتهاء تحرير جيوب تنظيم داعش الأخيرة في الأراضي بدءاً من دير الزور بجنوب سوريا وصولاً الى وادي نهر الفرات، يأمل التحالف الذي تقوده واشنطن في إستئناف عمليات عسكرية في المنطقة.

هذا الصيف وعلى النقيض من ذلك، استطاعت الفصائل الشيعية المتحالفة مع ايران اقامة رابط على الطريق الممتد من الحدود الغربية لايران الى ساحل البحر الابيض المتوسط في سوريا.

سرهانغ حمصائيد، مدير برامج الشرق الاوسط بالمعهد الامريكي يقول إن “ايران تحقق اكبر تقدم حتى الآن نحو هدفها المتمثل بإقامة اتصال بري من ايران الى لبنان، لاسيما ان حزب الله لديه موطئ قدم سياسي راسخ منذ فترة طويلة”.

وأضاف “وربما لا يكون هذا الطريق جوي، فالمطلوب اقامة طريق تتواصل فيه ايران مباشرةً مع حلفائها”. وطالبت ايران منذ فترة طويلة في انشاء الجسر البري الواصل للبنان، حيث اثبتت حركة حزب الله انها اقوى حليف في التنافس مع الدول السنية فضلاً عن اسرائيل التي غالباً ما اشتبك ضدها حزب الله مراراً وتكراراً.

جنيفر كافاريلا، خبير امني في معهد دراسة الحرب الذي يتخذ من واشنطن مقراً له يقول إن “ارتباط ايران المادي بلبنان، هو فوز رمزي للايرانيين”.

وكانت قوات الحرس الثوري الايراني لديها منذ فترة طويلة، عملية لوجستية متطورة لنقل مكان الاسلحة والاعتدة والامدادات الى حزب الله اللبناني، فضلاً عن ايصال الاسلحة لقوات اخرى تعمل بالوكالة في العراق وسوريا. وعلى هذا الحال، فان الهلال الشيعي الناشئ، هو دليل على قدرة ايران على تجنيد قوات اقليمية من سكان تلك الدول لتحدي خصومها.

وأضاف كافاريلا أن “ما تقومون به حالياً هو عملية سريعة في طهران التي تتطلع الى التأثير لما وراء حدودها، وقد نجحت بالقيام بذلك بجهد قليل نسبياً”. هيليير، زميل كبير غير مقيم، مطلع على شؤون الشرق الاوسط في المجلس الاطلسي ومقره واشنطن يقول “الايرانيون استثمروا الا القليل جدا بالمنطقة لوجود حزب الله”.

في العراق وسوريا، باتت الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من ايران والمعروفة بإسم “فصائل الحشد الشعبي”، ذات نفوذ قوي على نحو متزايد في الاراضي التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.

ويرى حمصائيد أن “قوات حفظ السلام هي الضامن الحقيقي للجسر البري الذي انشأته ايران والداخل بالعراق”. وتضغط ايران على حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي لدمج فصائل الحشد الشعبي بشكل كامل في جهاز الأمن القومي بالبلد. فيما شدد المرجع الديني الأكثر احتراماً في العراق السيد علي السيستاني في إحدى خطبه على أن “الحكومة العراقية عليها ان تنفذ كامل خططها في دمج فصائل الحشد الشعبي في القوات المسلحة العراقية”.

في سوريا، تشكل القوات شبه العسكرية الايرانية الجزء الأكبر من القوات البرية للرئيس بشار الأسد التي نجحت ببطء شديد على دحر تنظيم داعش. قوات النظام السوري وبدعم من الضربات الجوية الروسية، استعادت معاقل المتمردين السوريين في حلب العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، سرعان ما تواجدت القوات الحكومية السورية والفصائل المسلحة المدعومة ايرانياً الى تأمين المناطق ورسم الحواجز في دير الزور ضد التنظيم وصولاً الى وادي نهر الفرات.

وقالت السيدة كافاريلا عن القوات شبه العسكرية العاملة بالوكالة في العراق وسوريا إنها “قوات استطلاعية”. واضافت “هذه الجماعات اكثر من كونها حزب”.

بناء الجسر

ولفتت كافاريلا الى أن الكثير من تفاصيل بناء الهلال الشيعي، اثار الجانب الامريكي، اذ ركزت واشنطن وحلفائها على الحرب ضد داعش، فيما كانت ايران تضع نفسها في موقع “السيطرة على السلام بعد داعش”، بحسب كافاريلا، التي اشارت بالوقت نفسه، الى أن “تركيز الولايات المتحدة على تنظيم داعش، اعطى لايران الكثير من الوقت وحرية العمل، لتنظيم قواتها الوسيطة لانشاء جسرها البري الواصل للبنان الذي اصبح حقيقة واقعة”.

وتؤكد جماعة “مجاهدي خلق” الايرانية المعارضة التي تعارض النظام الاسلامي في طهران إن “الوجود الايراني في سوريا يتجاوز بكثير ما يقوله المحللون الاقليميون”. وخلص تقرير صدر مؤخراً عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المرتبط بمجاهدي خلق المعارضة الى أن “النظام الايران نشر 70 الف مقتال في سوريا بحلول تموز من العام 2016”.

وذكر التقرير ايضاً أن “طهران انفقت 100 مليار دولار على الحرب الاهلية السورية على مدى السنوات الخمس الماضي، ودفعت مليار دولار من رواتب الحرس الثوري للفصائل الشيعية المنتشرة هناك”. وتوجد هناك معارضة سنية داخل العراق يمكن ان تكسر قبضة الجماعات المسلحة الشيعية، بحسب حمصائيد.

المصدر: واشنطن تايمز

إقرأ أيضا