غلق طريق (سنجار- دهوك) يحرم الإيزيديين من الاحتفال بعيدهم ويثقل من معاناتهم

طالب ناشطون ايزيديون الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بفتح طريق (سنجار- دهوك) لفسح المجال أمام…

طالب ناشطون ايزيديون الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بفتح طريق (سنجار- دهوك) لفسح المجال أمام أتباع الديانة الايزيدية لأداء مراسيم الصوم الإيزيدي الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام والاحتفال بـ”عيد ئيزي” الذي يصادف بعد غد الجمعة، حيث يصومون قبل حلوله بثلاثة أيام متتالية ثم في اليوم الرابع الذي يصادف أول جمعة من شهر كانون الأول حسب التقويم الشرقي التي يختف عن التقويم الميلادي بـ(14) يوما يحتفلون فيه، فضلا عن ان غلق الطريق ادى الى انقطاع المساعدات الاغاثية للعوائل المتعففة في قضاء سنجار التابعة لمحافظة نينوى، والواقعة تحت سيطرة القوات العراقية الاتحادية منذ نحو شهرين بعد اعادة الانتشار، ما أدى إلى مواجهات بين قوات المركز والاقليم، فكانت سببا بإغلاق طريق سنجار دهوك، الذي اعتبر بمثابة حرب أخرى ضد الوجود الإيزيدي في العراق.

ويقول الناشط المدني علي حسين الخانصوري في حديث لـ”العالم الجديد” انه “منذ فرض الدولة العراقية سيطرتها على مناطق سنجار وبعشيقة وبحزاني وبقية المناطق، تم غلق الطرق باتجاه دهوك واربيل جميعا، وبعد مناشدات تم فتح كل الطرق ما عدا طريقي (سنجار- دهوك)، و(بعشيقة- الشيخان)، وبالتالي اصبح الايزيديون ضحية صراعات المنطقة كالعادة، بحيث يحتاج الموظف الإيزيدي إلى اربع ساعات للوصول الى عمله من بعشيقة وبحزاني إذا كان يعمل في الشيخان أو دهوك، واذا كان الطريق مفتوحا فالمدة نصف ساعة فقط، ومن يريد الذهاب إلى سنجار أو العودة منها يحتاج إلى ١٠ ساعات”.

ويضيف ان “هناك انعداما شبه تام للخدمات الصحية في سنجار، ونتيجة ذلك فان هناك ازديادا في عدد الوفيات التي حدثت بسبب قلة الدعم الطبي وبعد المسافة عن مركز محافظة نينوى الموصل، ولو أن طريق سنجار دهوك كان مفتوحا فالمدة التي تحتاجها من ساعة إلى ساعتين”، مشيرا الى أن “من يذهب إلى سنجار فعليه أخذ ورقة من الاسايش الكردي (قوى الامن التابعة لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني) ليستطيع العودة مرة أخرى، ومن يفقدها فانه لن يتمكن من العودة إلى اقليم كردستان أو المخيمات الايزيدية هناك”.

وينوه الخانصوري قائلا “إن أردت الذهاب إلى سنجار، فان عليك سلوك طريق (أربيل- الموصل- سنجار)، والمرور بعدد من السيطرات العسكرية (نقاط التفتيش) من الجانبين حيث يتعرض الايزيديون إلى إهانات أو تعليقات ساخرة”، منوها “قمنا بإيصال طلب فتح الطريق المذكور أعلاه إلى الجهات الحكومية في الطرفين، ولكنا إلى الان لم نتلق إجابة تشعرنا بالأمل وبمستقبل افضل لنا في العراق، ولو استمر الأمر هكذا فستكون الهجرة خيار الايزيديين دائما، لأنهم فقدوا الشعور بالمواطنة في أرضهم الاصلية”.

من جهته يعرب طلال مراد وهو صحفي ايزيدي عن استغرابه من “غلق هذه الطرق رغم عدم وجود أية اشتباكات بين الجانبين، وكأن الامر مقصود لغلق الطريق أمام الايزيديين فقط، دون الآخرين، وخاصة أن المناطق الأخرى كلها مفتوحة، وهذا الأمر سبب أزمة اقتصادية كبيرة في سنجار، وهناك الكثير من العوائل تحتاج الى مساعدات غذائية لا تستطيع المنظمات الإنسانية إيصالها إليها بسبب غلق الطريق”، لافتا الى أن “هذا لا يعكس أي احترام للوجود الإيزيدي في العراق من كل الأطراف، ولو كان الإيزيدي مواطنا عاديا لما كان حاله هكذا”.

ويضيف مراد في حديثه لـ”العالم الجديد” أن “للايزيديين مناسبة دينية تتمثل بصوم ئيزي، وان المعتاد في هذه المناسبة أن يزور الايزيديون أقاربهم في سنجار وبعشيقة وقبور امواتهم وإحياء العيد في المزارات الدينية، خاصة وأن تلك المناطق تحررت بالكامل من سيطرة داعش”.

ويردف أن “الناس احتارت في سنجار لوجود ادارتين (اتحادية واخرى تابعة للاقليم)، ولم يعودوا يعرفون كيف يسيرون معاملاتهم، وخاصة أن كلا الجانبين لا يعترف بالاخر، وهنا ارى ان الضحية الوحيدة هو الانسان الفقير الذي يبحث عن السلام ولقمة العيش، ولكن في ظل هكذا ظروف، فان الايزيديين يفكرون بترك العراق إلى غير رجعة”، مناشدا الأمير تحسين بك والاب الروحي للايزيديين بابا الشيخ وممثلي اتباع الديانة في البرلمان والحكومة “التدخل أو الوقوع في كارثة لا تحمد عقباها ابدا”.

وكان مسلحو تنظيم داعش قد قتلوا واختطفوا آلاف المواطنين الايزيديين من سكان البلدة بعد استيلائهم عليها عقب انسحاب قوات البيشمركة التابعة لبارزاني في ظروف غامضة بتاريخ 3 اب اغسطس 2014.

 

إقرأ أيضا