الأحزاب الإيزيدية تفشل بالائنلاف لأسباب “إيديولوجية”.. وجمهورها محبط ويدعو لاستنفار المغتربين

في محاولة للملمة شتاتهم والعودة إلى الساحة السياسية العراقية، اجتمعت في بغداد مؤخرا، الأحزاب الايزيدية…

في محاولة للملمة شتاتهم والعودة إلى الساحة السياسية العراقية، اجتمعت في بغداد مؤخرا، الأحزاب الايزيدية المسجلة رسميا من أجل تشكيل تحالف إيزيدي واحد للمشاركة في الانتخابات القادمة، إلا أن الأطراف المعنية لم تصل إلى نتائج إيجابية، وفشلت في تحقيق هدفها بسبب الاختلاف حول قضايا جوهرية تخص الهوية الإيزيدية، بحسب مصدر مطلع من داخل الاجتماع.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحركة الايزيدية من أجل الإصلاح والتقدم طالبت بتثبيت القومية الايزيدية في العراق كنقطة رئيسية في برنامج التحالف الانتخابي القادم، الا أن الحزب الإيزيدي الديمقراطي بقيادة حيدر ششو والمدعوم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة بارزاني)، وحزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي المدعوم من قبل حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) رفضوا الأمر، لأنهما يؤمنان بالقومية الكردية، بسبب علاقتهما بأحزاب كردية”.

 

وتشهد الأحزاب الايزيدية اتهامات مختلفة لبعضها البعض، على صفحات التواصل الاجتماعي، دون التوصل إلى حل يرضي الشارع الإيزيدي الذي أصبح مشتتا اكثر من أي وقت مضى.

وحول هذا الموضوع، والمستقبل السياسي للايزيديين، حاورت “العالم الجديد” ناشطين حقوقيين وصحفيين من أبناء المكون العراقي الأصيل، إذ قال بركات عيسى وهو صحفي إيزيدي، ان “هنالك قوى إيزيدية اذا تحالفت بينها فبامكانها جعل الايزيديين رقما صعبا في الحكومة العراقية المقبلة، فضلا عن زيادة مقاعد الكوتا للايزيديين داخل البرلمان العراقي، وإن من الصعب خلق توازن داخل المجتمع الايزيدي دون تحالف يجمع الفرقاء السياسيين، الذين يصارعون بعضهم في مسائل لا تخدم القضية الايزيدية بتاتا في الوقت الحاضر، من أجل مسائل كالقومية والدين”.
 

ويضيف عيسى في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “خروج بعض قادة الأحزاب السياسية الايزيدية في الفضاء الفيسبوكي، واتهام بعضهم البعض بعد الاجتماع الاخير الذي جمعهم موقف واضح وصريح بأن بعض الأطراف، وخاصة حركة الإصلاح لا ترغب بالتحالف مع الأطراف الأخرى، وهي مكتفية منذ عام ٢٠٠٥ بمقعد كوتا واحد في البرلمان وواحد في مجلس محافظة نينوى”، مناشدا “السياسيين الايزيديين أن يعلموا جيدا بأن مقعد الكوتا ليس ملكا لاحد، وأن الانتخابات عملية ديمقراطية، وليست فريضة دينية، وعليهم تحديث متبنياتهم، ونبذ الجمود المسيطر منذ عشرات السنين”.
 

ويتابع أن “من المخجل جدا عدم تأثير الشارع الايزيدي على أصحاب القرار من الأحزاب التي تتنافس على مقعد واحد فقط، ونترك فرصة الحصول على سبعة مقاعد”.
 

في حين، يبدي دلشاد فرحان وهو صحفي إيزيدي خلال حديثه لـ”العالم الجديد”، عدم ثقته بالحراك السياسي داخل الاحزاب الايزيدية قائلا إن “الأشخاص الكفوئين لا يتلقون الدعم الكافي من الجماهير، بسبب جهل مجتمعنا بأسس الديمقراطية الحقيقية، وافتقادهم للوعي السياسي، وثقافة الانتخابات، بالإضافة إلى ابتلاعهم من قبل حيتان السياسة التي هضمت حقوقهم، حتى أصبحوا كالبقرة الحلوب، بعد خداعهم بشعارات رنانة”.
 

ويستدرك فرحان بالقول “لدينا قوة سياسية كبيرة، فبالاضافة للحركات والأحزاب السياسية الإيزيدية التي نشأت بعد ٢٠٠٣، هناك أيضا شخصيات سياسية إيزيدية انضمت الى أحزاب كردية وعربية، إلا أنها في الحقيقة تمثل الفكر السياسي الحزبي أكثر من تمثيلها للقضايا الإيزيدية، وهي مجبرة على ذلك، وإلا فإن تلك الأحزاب ستجردها من كل شيء وتحاربها، ولن تترك لها فرصة الفوز في الانتخابات، كما حصل في الجولة السابقة للبرلمان”.

وحول مشروع التحالف الإيزيدي، يظهر الصحفي الايزيدي تأييده بالقول “إن كان هدفه خوض الانتخابات العامة على المقاعد الوطنية، فهي خطوة في الاتجاه الصحيح، وسيلاقي استقبالا كبيرا من الشارع الإيزيدي، أما إذا كان لأجل مقعد الكوتا اليتيم، فتلك كارثة بحق الإيزيديين، وهي خطوة خاطئة بكل المعايير السياسية”، منوها “لا أثق بأي تحالف إيزيدي مرتقب في الوقت الحاضر، لأسباب، منها فقدان الثقة بين التوجهات السياسية الإيزيدية المختلفة، وهشاشة إيمانهم بقضاياهم الجوهرية، والتركيز على الشكليات، ووجود أجندة خفية تحول دون ذلك”.

ويلفت الى أن “الإيزيديين لن يحصلوا مرة أخرى على سبعة مقاعد برلمانية، لأن الأحزاب الكردية تنبهت الى الخطأ، وأخذوا يعملون باستمرار للحد من ذلك الاستحقاق”، منوها الى أن “عوامل كثيرة تشير الى عدم حصول الإيزيديين على أكثر من ثلاثة أو أربعة مقاعد في احسن الأحوال”.

 

أما صائب خدر وهو ناشط حقوقي إيزيدي معروف، فيشير الى “وجود قوى سياسية إيزيدية، الا أنها ليست بمستوى القوى السياسية العراقية الأخرى”، مذكرا بان “نظام سانت ليغو الانتخابي لا يدعم القوائم الانتخابية الصغيرة”.
 

ويعزو خدر الصراع السياسي بين الأحزاب الايزيدية الى “سببين، أولهما سايكولوجي يتعلق بالفرد الإيزيدي الذي لا يؤمن بالعمل الجماعي، فالكل يرغب بأن يكون قائدا، والثاني هو اختلاف ايديولوجيات الاحزاب الايزيدية واختلافهم بمفاهيم عديدة حول الهوية الايزيدية”.

ويرى أن “من الصعب الحصول على سبعة مقاعد في الوقت الحالي، فالأطراف الأخرى القوية تستشعر خطر حصول الايزيديين على هذه المقاعد التي قد تكون على حسابها، لذا فلن يحصد الايزيديون اكثر من ثلاثة مقاعد”، مشددا على “أهمية استثمار أصوات الايزيديين في اوروبا وتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات القادمة للثقل الذي يشكلونه، خصوصا بعد الهجرة الكبيرة لهم، ولاسيما أنهم يتمتعون بحرية التصويت دون ضغوط من الأحزاب السياسية”.

 

 

إقرأ أيضا