الجبوري ينقل فوضى البرلمان الى باريس

ألغى رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري اليوم الاثنين، زيارة الى العاصمة الفرنسية باريس، كان من…

ألغى رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري اليوم الاثنين، زيارة الى العاصمة الفرنسية باريس، كان من المقرر أن يلتقي خلالها رئيس البرلمان الفرنسي، وأعضاء في مجلس الشيوخ، علاوة على مستشار وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، والمديرة العامة لمنظمة اليونسكو، وعدد من رجال الأعمال ومدراء الشركات، ما تسبب بعاصفة من الانتقادات الدبلوماسية وفوضى عارمة بين الأوساط الإدارية والدبلوماسية.

وكان من المقرر أن يصل الجبوري يوم أمس الأحد، الى العاصمة الفرنسية على رأس وفد برلماني عراقي في زيارة تستمر ثلاثة أيام، إلا أن رئيس البرلمان العراقي قد قام بإلغاء الزيارة قبل ساعات من موعد وصوله، دون توضيح الأسباب.

وكشف مصدر دبلوماسي مطلع في حديث لـ”العالم الجديد” عن “تعرض رئاسة البرلمان الفرنسي لإحراجات كبيرة خلال الأسبوع الماضي، على إثر تلقيها طلباً من سفير العراق في باريس إسماعيل شفيق باستقبال الجبوري والوفد المرافق له بصورة عاجلة، وإدراج الزيارة على جدول أعمال رئاسة البرلمان الفرنسي”.

وبحسب موظف في مكتب النائب “جان جاك بريدي” رئيس لجنة الصداقة العراقية- الفرنسية ورئيس لجنة الدفاع والجيوش في البرلمان الفرنسي، رفض الكشف عن هويته، فإن “زيارة الجبوري جاءت من دون سابق اتفاق أو تحضيرات طويلة”. وأضاف في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “السفارة العراقية في باريس هي من طلبت تحديد مواعيد في وقت متأخر، ورغم ذلك فقد استجاب البرلمان الفرنسي”.

إلغاء المواعيد مع السلطات التشريعية والدبلوماسية الفرنسية بشكل مفاجئ، شكلت فضيحة دبلوماسية امتدت لتشمل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، حيث كان من المفترض أن يلتقي الجبوري المديرة العامة للمنظمة أودري أزولاي وعدد من الخبراء وسفراء العالم يوم غد الثلاثاء قبل أن يتم إلغاء الزيارة المرتقبة.

يذكر أن المديرة العامة لليونيسكو قد دعت كوادر المنظمة وخبراءها الى تحشيد أكبر عدد من المبادرات والمنح الدولية للمساهمة بفعالية كبيرة في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار المناطق المحررة من داعش وتقديم دعم أكبر للمؤسسات التعليمية والتراثية والثقافية.

وتجدر الإشارة إلى أن اليونسكو كانت تترقب أن يقوم رئيس البرلمان العراقي أثناء الزيارة بتقديم طلب العراق الخاص بإدراج آثار بابل التاريخية على لائحة التراث العالمي لعرضه على هيئة خبراء المنظمة، لكن إلغاء الزيارة، والذي جاء بصورة مفاجئة، سوف يتسبب في إرجاء تقديم هذا الطلب المهم الى وقت لاحق وغير معلوم.

وتعتبر زيارة الجبوري لليونيسكو التي ألغيت، المأزق الدبلوماسي الثاني للعراق مع هذه المنظمة الأممية، حيث سبق وأن ألغى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم موعداً مماثلاً وبنفس الطريقة مع المديرة العامة السابقة لليونيسكو إيرينا بوكوفا في 2016.

وفي ذات السياق، تسببت زيارة سليم الجبوري الى باريس بإرباك بين أوساط الشركات ورجال الأعمال الفرنسيين، الذين وصلتهم دعوات من سفارة العراق للقاء رئيس البرلمان العراقي صباح الثلاثاء في مؤسسة (المدف)، وهي إحدى المؤسسات الاقتصادية الكبرى في العالم المختصة بالتنمية وبناء الاقتصاد الوطني، بحسب المصدر الدبلوماسي.

الاستياء عم العديد من المؤسسات والفرق الإعلامية العراقية والدولية جراء “الفوضى التنظيمية للزيارة، والتي وصفت من قبل بعض الاعلاميين بـ”الفضيحة الدبلوماسية والتنظيمية”، حسبما افاد المصدر، الذي أردف “وقد كانت السفارة العراقية قد دعت عدة قنوات وصحف لتغطية هذا الحدث منها قناة العراقية وقناة فرنسا 24 بالإضافة الى صحيفة لوفيغارو، ثم قامت بإشعار الصحفيين بإلغاء التحضيرات بواسطة رسالة تلفون دون كشف الأسباب”.

Image

وشهدت العلاقات العراقية- الفرنسية تحسناً كبيراً خلال السنوات الماضية التي شهدت الحرب على داعش، حيث كانت باريس من أوائل الدول التي قدمت دعماً عسكرياً وسياسياً لبغداد، وحشدت لذلك جهود الكثير من دول العالم على رأسها دول الإتحاد الأوربي، كما رعت فرنسا قيام التحالف الدولي ضد داعش، ومن المقرر أن تكون أحد الدول المانحة في مؤتمر الكويت.

ورغم أن الزيارة المفاجئة لرئيس البرلمان العراقي الى باريس قد أثارت الكثير من الأسئلة، لكونها جاءت بصورة مفاجئة ودون سابق تحضيرات، ووسط أزمات برلمانية خانقة، كالمصادقة على الميزانية أو إستجواب وزير الكهرباء قاسم الفهداوي الذي لم يتحقق للمرة الثامنة، رغم جميع تلك الأسئلة التي أثارها قرار الزيارة، إلا أن قرار إلغاء الزيارة بعد الإتفاق على كافة المواعيد مع الجانب الفرنسي يثير المزيد من علامات الإستفهام الكبيرة مع قرب موعد الإنتخابات النيابية. 

الجدير بالذكر أن رئاسة البرلمان العراقي لم تكشف حتى الآن عن أسباب إلغاء زيارة رئيس البرلمان والوفد المرافق له الى باريس، وما ترتب عليها من تداعيات تتعلق بسمعة ومكانة الدولة العراقية في الخارج، كما لم تبد وزارة الخارجية العراقية أية مواقف بخصوص سفارة العراق في باريس التي كانت محور الإرباك للقواعد الدبلوماسية.

_____________________________________________

تعليق الصورة: الإشعار الذي أرسله السكرتير الأول بالسفارة العراقية في باريس حيدر أبو شنّة، الى المراسل الصحفي سيف الخياط حول إلغاء زيارة الجبوري الى باريس في وقت حرج.

إقرأ أيضا