بالأسماء.. “ثورة بطيئة” ضد فساد وزارة الثقافة.. وعقوبات بحق كبار المسؤولين

عادت وزارة الثقافة الى واجهة معارك الفساد، مع اكتمال ملفات هدر واختلاس بمليارات الدنانير، تورط…

عادت وزارة الثقافة الى واجهة معارك الفساد، مع اكتمال ملفات هدر واختلاس بمليارات الدنانير، تورط بها كبار المسؤولين في الوزارة، بينهم وكلاء ومديرون عامون، فضلا عن الوزير السابق سعدون الدليمي، حسبما أفاد مصدر مطلع من داخل الوزارة، وصف ما يجري فيها من تحقيق بأنه “ثورة بطيئة” بدأت منذ نحو عامين، وأثمرت عن مجموعة من العقوبات المالية والادارية بتوقيع الوزير نفسه.

وقال المصدر في حديث لـ”العالم الجديد” أمس الأربعاء، إن “ملفات الفساد في وزارة الثقافة اكتملت بعد اكتمال التحقيق فيها باشراف كل من الوزير والمفتش العام وشملت رؤوسا كبيرة داخل الوزارة”.

وأوضح أن “الوزير فرياد رواندزي أصدر عقوبات مالية بحق المتورطين والمقصرين، وأنه كان ينوي إصدار عقوبة سحب اليد التي كان ينوي الوزير اجراءها، غير أنه قرر الاكتفاء بعقوبات مالية”.

وفي الوقت الذي لم يتطرق فيه المصدر الى ردود أفعال المسؤولين المتورطين، بين أن “المتورطين باختلاس او هدر الأموال هم كل من الوزير السابق سعدون الدليمي والذي تم الكشف عن تورطه بهدر ستة مليارات و500 مليون دينار، ووكيل الوزارة طاهر الحمود بسبب شبهة فساد حول الخيمة التي تم تشييدها من قبل شركة لبنانية في مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية، حيث تم الكشف عن هدر مالي يصل الى مليارين و٢٥٠ مليون دينار (نحو 1,9 مليون دولار)”.

يذكر أن جدلا كبيرا رافق الاعلان عن تشييد الخيمة المذكورة لثلاث ليال فقط، وبكلفة فاقت التصورات بلغت نحو ثلاثة مليارات دينار (2.6 مليون دولار تقريبا)، وبالرغم من انتقاد لجنة الثقافة النيابية لها، الا أن المشروع ظل قائما ومن دون محاسبة المقصرين.

وأضاف أن “الكشف شمل ايضا الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري، بعد الاشتباه بكسب ٨٥ مليون دينار عن عرض الفيلم الايراني محمد رسول الله في المسرح الوطني الذي كان يديره الجابري العام 2016″، لافتا الى أنه “تم تأشير المدير السابق لدائرة العلاقات الثقافية في الوزارة عقيل المندلاوي بهدر ١٦ مليار دينار (نحو 13,5 مليون دولار)، وذلك عن مشروع دار الأوبرا الذي لم ير النور بسبب شبهات فساد طالت العقد الموقع مع شركة تركية غير متخصصة”.

وأردف أن “هناك مسؤولين آخرين ثبت تورطهم، أمثال المفتش العام السابق للوزارة صلاح البغدادي، بالاضافة الى المديرين العامين محمود الأسود ونوفل ابو رغيف”، واصفا ما يجري في الوزارة بـ”الثورة الناعمة والبطيئة، كون التحقيق كان يجري منذ سنتين ماضيتين، وأن النتائج ظهرت مؤخرا التي استمر بها لافتا الى أن “الموضوع لم يكشف للاعلام خوفا من الاثارة واستغلالها من قبل الخصوم السياسيين، لكن الأمر بات محتوما”.

يشار الى أن منظمة اليونسكو اختارت في العام 2011 بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013، واقيمت الفعاليات بمشاركة عدد كبير من الفنانين والمثقفين العراقيين والعرب.

ورغم أن الحكومة السابقة خصصت نحو 600 مليار دينار للمشروع، الا أن العمل لم يتضمن أية عملية إعمار لأي من معالم بغداد الأثرية أو مسارحها ودورها السينمائية.

ونشرت “العالم الجديد” سلسلة تحقيقات حول الفساد في وزارة الثقافة، وأثمرت عن شمول ثلاثة من مدرائها العامين بقرار الاعفاء من مناصبهم بمعية أكثر من 100 مسؤول رفيع اخر في جسد الدولة العراقية، قبل أن يعود بعضهم بطرق مختلفة.

ووفقا لوثيقة صادرة بتوقيع وزير الثقافة فرياد رواندزي ونشرتها “العالم الجديد” في 1 تشرين الاول اكتوبر 2015، فقد تم إعفاء كل من عقيل ابراهيم محمد (عقيل المندلاوي) مدير عام الدار العراقية للأزياء، ونوفل هلال ابو رغيف مدير عام دار ثقافة الاطفال، ومحمود اسود خليفة مدير عام دائرة قصر المؤتمرات.

واضافت الوثيقة ان إعفاء المدراء العامين من مهام عملهم، جاء استنادا الى الصلاحيات المخولة لرئيس مجلس الوزراء بموجب الدستور، وموافقة مجلس النواب على حزمة الاصلاحات، للمضي باجراءات الترشيق بما يرفع من كفاءة أداء مؤسسات الدولة، بحسب الوثيقة.

وأشار الكتاب الى أن المدراء المذكورين سيحالون للتقاعد، فيما يتولى المدير العام او مدير القسم الأقدم إدارة الدائرة لحين تعيين مدير عام جديد.

يشار الى أن عقيل المندلاوي الذي كان يشغل منصب مدير عام دائرة العلاقات الثقافية هو المتورط الرئيس بفساد المراكز الثقافية في الخارج، فضلا عن ملف بغداد عاصمة الثقافة العربية.

أما نوفل أبو رغيف فهو متهم بطلب رشى من أفلام مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، فيما تمت إدانته في قضية فيلم “تحت رمال بابل” حين كان مديرا لدائرة السينما والمسرح، بالاضافة الى تورطه بفساد طباعة الكتب حين كان مديرا لدار الشؤون الثقافية.

فيما تورط محمود أسود المدير السابق لدار ثقافة الطفل بملفات فساد عديدة، وضع المفتش العام يده عليها منذ مطلع العام 2015.

إقرأ أيضا