أحزاب دينية ومدنية.. صراع متفاقم تسنده وقائع الفشل والامتداد الجماهيري

يستشعر مؤيدون للعلمانية تراجع حظوظ الأحزاب الدينية في البلاد خلال الانتخابات النيابية القادمة، مستندين الى…

يستشعر مؤيدون للعلمانية تراجع حظوظ الأحزاب الدينية في البلاد خلال الانتخابات النيابية القادمة، مستندين الى نتائج الفشل والاخفاق بإدارة الدولة وشيوع الفساد، على مدار الـ15 عاما الماضية، فيما يرى إسلاميون خطأ هذه النظرة، وأن الأحزاب العلمانية والمدنية بحاجة لوقت طويل جدا حتى تصل الى كسب الحد الأدنى من الشعبية، لمنافسة او إزاحة الأحزاب الاسلامية من مواقع السلطة ولو بشكل جزئي.

ويرى الناشط السياسي ذو التوجهات العلمانية، ومستشار محافظة ديالى لشؤون الاعمار والاستثمار راسم إسماعيل العكيدي، ان “الأحزاب الدينية غير مؤهلة لقيادة البلاد في المرحلة القادمة وسيتضاءل تمثيلها نسبيا في الدورة الحكومية القادمة نتيجة تنامي الوعي المدني وتجارب الفشل الإداري الذي اظهرته الأحزاب الإسلامية بامتياز”.

ويبين العكيدي في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “الأحزاب الدينية الحاكمة وصلت للقمة بالقوة، وتلجأ الى العنف لتفادي أي سقوط مهما انعكست سلبيات النتائج على هيكلية الدولة بشتى مفاصلها”، مرجحا “قدرة التيارات المدنية المتسلحة بالوعي الشبابي على تحييد دور الأحزاب الإسلامية ومعالجة مخلفات سياساتها الفاشلة”.

ويدعو الى “فصل الدولة عن الدين، والذي أصبح حتمية ناتجة عن قناعات تؤكد أن خصوصيات الدولة بجميع مفاصلها يجب ان تدار من قبل الكفاءات المهنية المهمشة البعيدة عن محاباة الأحزاب”.

ويعتبر الكاتب والإعلامي حسين علي الحمداني “المشهد الانتخابي بصورة عامة مقلق الأحزاب الإسلامية، وهذا ما جعلها تعيد ترتيب أوضاعها بمسميات جديدة ووجوه قديمة الغاية البقاء في السلطة، وهذا ما جعل القوائم تنشطر على نفسها لكي تغطي كل المساحة الانتخابية سواء في الشارع الشيعي أو السني لكي تحافظ على حظوظها في البقاء قدر الإمكان هذا في الجانب الداخلي”.

ويذهب الحمداني في حديثه لـ”العالم الجديد” الى ابعد من تداعيات المشهد السياسي المحلي بالقول “لم تعد لدى الأحزاب الإسلامية أو الشخصيات السياسية التي تسيدت المشهد في السنوات الماضية مقبولية إقليمية أو دولية بحكم المتغيرات الإقليمية والدولية”.

ويتابع حديثه أن “الناخب العراقي سيتجه نحو القوائم العابرة للطائفية القريبة من تطلعات الشارع العراقي من جهة ومن جهة ثانية البحث عن التغيير الحقيقي وليس الشكلي لهذا اجد أن هنالك قلق كبير جدا لدى كافة الأطراف الموجودة في المشهد الانتخابي حتى الحزبيين الكرديين يشعران بذات الشعور الموجود لدى الأحزاب الشيعية والسنية معا”.

ولا يجد الحمداني بحسب وجهة نظره الشخصية فرصة للأحزاب الدينية للسيطرة على المشهد السياسي بصورة مطلقة كما كانت في السابق مشيرا الى تغيرات كبيرة قادمة بفعل عوامل داخلية رافضة لهم وعوامل إقليمية ودولية تريد عراقا جديدا.

وعلى النقيض من ذلك يستبعد الخبير السياسي والقيادي في تيار الحكمة إسماعيل علوان التميمي قدرة الأحزاب المدنية على منافسة الأحزاب الدينية صاحبة السلطة والمال والنفوذ معللا ذلك لغياب برنامج او رؤى الأحزاب المدنية عن المشهد السياسية.

ويعزز آراءه قائلا، إن “الحزب الشيوعي وتيارات علمانية انصهرت في تحالف (سائرون) للحصول على مكاسب انتخابية”.

ويتابع حديثه لـ”العالم الجديد”، إن “التيارات المدنية لم تطرح شخصيات قوية مؤهلة لتبني قضاياها، وتحتاج سنوات طويلة لتوسيع قواعدها الشعبية”، مستبعدا “قبول الأحزاب الدينية وخاصة قوائم (الحشد الشعبي) تسليم السلطة لشخصيات غائبة عن الجانب العسكري، مقابل التضحيات التي قدمتها قوائم الحشد في معارك التحرير”.

ويستدرك التميمي، أن “التيارات الإسلامية لم تمنع أي تيار من المشاركة الانتخابية والانتخابات القادمة هي الفيصل المحدد لعدد القوائم لكل تيار ديني او مدني او علماني”.

ومؤيدا لرؤى التميمي، يؤكد الناشط المدني أحمد جسام في حديثه لـ”العالم الجديد”، بقاء سيطرة الأحزاب الدينية على المشهد السياسي بعدما لجأت الى تغيير مسمياتها الى مدنية ووطنية، لكنها محافظة مرتكزاتها.

ويبرهن جسام على صحة نظريته بذوبان تنظيمات شيوعية ومدنية في القوائم والتحالفات الانتخابية للاحزاب الدينية، واصفا تغيير إدارة البلاد وتحولها للتيارات المدنية ضربا من الخيال.

إقرأ أيضا