مصدر: السفير الأمريكي يطالب العبادي والمالكي بالاتحاد وقطع الطريق أمام الصدر والعامري

لم تكن سرعة واشنطن بمباركة الانتخابات التشريعية في العراق، أمرا بروتوكوليا فحسب، بل تبعته بخطوات…

لم تكن سرعة واشنطن بمباركة الانتخابات التشريعية في العراق، أمرا بروتوكوليا فحسب، بل تبعته بخطوات أخرى سرية تهدف الى تشكيل الحكومة المقبلة، بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، لاسيما بعد أن أيقنت من إخفاق الأخير في ترجمة إنجازات حكومته الى أصوات تؤهله ليكون حصان السبق الأسود في الخارطة السياسية كما كان متوقعا، فقد كشف مصدر سياسي مطلع، اليوم الاثنين، عن تحركات مكثفة قادها السفير الأمريكي في بغداد دوغلاس سيليمان مساء أمس، سبقت إعلان النتائج الرسمية بساعات، غايتها ترقيع قائمة العبادي التي ظهرت عاجزة لوحدها عن تأمين مقعد الرئاسة لصالحه.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد” اليوم، إن “اجتماعا ثلاثيا سرّياً ضم العبادي والمالكي و(السفير) سيليمان، بمبادرة من الأخير الذي أبلغهما خلال الاجتماع بأن رأي واشنطن هو مع منح العبادي ولاية ثانية، وان الأمر يمثل مصلحة مشتركة للبيت الأبيض ولحزب الدعوة، وأن عليهما أن لا يخسرا الفرصة”.

وأضاف أن “السفير الأمريكي أبلغ العبادي والمالكي بأن أمامهما خيارين لا ثالث لهما، إما الاتفاق بينهما والاتحاد مجددا، ككتلة وحزب واحد للابقاء على كرسي الرئاسة بيد حزب الدعوة، من خلال دعم المرشح الأوفر حظا وهو العبادي، مقابل ضمان منصب رفيع للمالكي في الحكومة المقبلة، وإما خروج رئاسة الوزراء من قبضة حزب الدعوة الى الأبد”.

وشهدت العلاقة بين العبادي والمالكي المزيد من التوتر، بدأت بقبول الأول منصب رئيس الوزراء بديلا عن الثاني، ولم تنته بانقسام حزب الدعوة الى جناحين يقود كل منهما واحدا منه.

وتعيد فكرة السفير الامريكي الى الاذهان، تصريحات تناولتها وسائل اعلام محلية عن قياديين بالحزب بينهم الأمين العام نوري المالكي بأن الانقسام في الانتخابات الى قائمتين ماهو الا تكتيك انتخابي، وسرعان ما ستلتئم القائمتان داخل البرلمان.

 

وحول سبب هذه الخطوة الأمريكية، أوضح المصدر، أن “السفير سيليمان، أبلغ الطرفين، بأنه لا يرى في مقتدى الصدر حليفا يمكن الوثوق به، ولا في قائمة الفتح التي يتزعمها هادي العامري، كونها تطبق أجندة ايرانية في العراق، ولكن على حزب الدعوة أن يحسم أمره ويجمع أصواته في القائمتين (النصر ودولة القانون)، والدخول موحدين في المفاوضات مع الاخرين، لأن بذلك نجاة الحزب وتفوقه”.

وتابع المصدر، أن “المشروع يهدف لقطع الطريق أمام تحالفي (سائرون) و(الفتح)، خشية تحالف أحدهما أو كليهما مع اخرين لتشكيل حكومة مناوئة للتوجهات الامريكية، لكنه لا يهدف الى إقصاء القائمتين من المشاركة في الحكومة، ومنحهما وزارات أو مناصب عليا، بعد حسم كرسي رئاسة الوزراء لصالح العبادي”. في خطوة تخالف الكثير من التوقعات بشأن امكانية تحالف العبادي والصدر.

ولا يكتفي المصدر بذلك، بل يؤكد في حديثه لـ”العالم الجديد” أنه “تم طرح محاولة شقّ تحالف سائرون الذي حقق مفاجأة ثقيلة بتصدره الانتخابات التشريعية، واللعب على وتر المزيج الذي يجمع أتباع زعيم التيار الصدري والشيوعيين”.

يذكر أن النتائج الأولية في الانتخابات البرلمانية العراقية، أظهرت تقدم كتلة سائرون، تليها الفتح، والنصر، ودولة القانون.

إقرأ أيضا