أوساط (الوطني الكردستاني) تصف برهم صالح بـ(الخائن).. ومناقشته الانتخابات في بغداد بـ(الانحراف)

أثارت الزيارة الأخيرة لبرهم صالح الى العاصمة بغداد، ولقائه بقيادات شيعية وسنية متعددة لبحث ومناقشة…

أثارت الزيارة الأخيرة لبرهم صالح الى العاصمة بغداد، ولقائه بقيادات شيعية وسنية متعددة لبحث ومناقشة عمليات التزوير التي حصلت في الانتخابات الأخيرة والتلاعب بأصوات الناخبين لاسيما في إقليم كردستان ومحافظة كركوك على وجه الخصوص (بحسب الأطراف الكردية المعارضة)، ومطالبته بإلغاء نتائج انتخابات كركوك او إعادة فرزها وعدها يدوياً لضرب الاتحاد الوطني الكردستاني (بحسب وسائل اعلام كردية) ضجة واسعة وسط جمهور الاتحاد الوطني، متهمين اياه بارتكاب “خيانة عظمى لمدرسة مام جلال التي تخرج منها صالح”.

ومثلت نتائج الانتخابات الأخيرة ضربة موجعة وغير متوقعة في ذات الوقت بالنسبة لزعيم التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة برهم أحمد صالح، لأنه كان يأمل بحصد نسبة عالية من أصوات جماهيره ومؤيديه داخل الاتحاد الوطني الكردستاني.

أوساط داخل الاتحاد الوطني تناولت محاولة النائب السابق لأمينه العام بأنها “خيانة عظمى” لمدرسة جلال طالباني التي ترعرع وتخرج منها صالح، بعد سعيه في بغداد مع قيادات عراقية لالغاء نتائج انتخابات كركوك او ايجاد صيغة أخرى لضرب “الاتحاد”، وتقليل مقاعده كرد فعل على خسارته الأخيرة، حسبما أفادت صحيفة “ژیان” الكردية.

وكان صالح قد أعلن انشقاقه من الاتحاد الوطني الكردستاني وتقديمه استقالته نهاية العام الماضي، وتشكيله تحالفاً جديداً باسم “التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة”، والذي ضم شخصيات ذات توجهات وإيديولوجيات متعددة ومختلفة من جميع مناطق إقليم كردستان.

وتراجع نفوذ صالح داخل الاتحاد الوطني الكردستاني بعد مرض الرئيس الراحل جلال طالباني، نتيجة لخلافات مع بعض من قيادات الحزب، وبقي بعيداً عن اجتماعات المكتب السياسي والنشاطات الأخرى للحزب طوال خمس سنوات متتالية.

وحصل صالح على العديد من المناصب الحكومية والحزبية أثثاء وجود “مام جلال” في المشهد السياسي، ومنها رئيس حكومة إقليم كردستان بداية الألفية الثالثة، ووزير التخطيط ونائب رئيس الوزراء في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين، وآخرها النائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني في المؤتمر الثالث للحزب الذي عقد عام 2010.

وعن أهم ما ناقشه صالح في زيارته الأخيرة الى العاصمة بغداد، ولقائه بالقيادات الشيعية والسنية، تنقل الصحيفة الكردية عن القيادي البارز في ائتلاف الوطنية عبدالكريم عبطان، ان “برهم صالح بحث في زيارته الأخيرة الى بغداد مع ائتلافنا أثناء لقائه بزعيم الإئتلاف إياد علاوي حجم التزوير الذي حصل في العراق وخصوصاً في كركوك”، مبيناً ان “صالح ناقش معنا كيفية اتخاذ قرارات مناسبة من قبل مجلس النواب لقضايا اعادة العد والفرز في المحافظة والمناطق الأخرى”.

وأكد أن “برهم صالح ناقش معنا عمليات التزوير في كركوك باطارها القانوني والدستوري وكيفية اعادة العد والفرز فيها من خلال مجلس النواب العراقي بالاستناد على المادة 58 من الدستور”، مضيفاً انه “بحسب التسريبات التي وصلتني تكلم برهم صالح عن الحفاظ على وحدة العراق مع تأكيده على ضرورة الغاء نتائج الانتخابات في كركوك في حال أظهرت نتائج العد والفرز اليدوي عمليات تزوير واسعة”.

وأضاف أن “النواب الكرد، إضافةً الى برهم صالح كان لهم نشاط واسع لإصدار قرار العد والفرز في عموم العراق”، مؤكداً تأييد ائتلافه الواسع لـ”توجه صالح مع اعتبار الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال لمدة ستة أشهر أو سنة لحين اجراء انتخابات نزيهة تحت اشراف أممي والقضاء، كوننا لم نعد نثق بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وأجهزة الانتخابات الفاشلة التي جاءت بها المفوضية”.

وكانت وسائل إعلام كردية، نقلت عن السياسي إبراهيم الصميدعي، قوله في برنامج بالحرف الواحد على قناة الشرقية: ان “برهم صالح طالب الكتل السياسية في بغداد بالغاء نتائج الانتخابات في كركوك، كون الاتحاد الوطني الكردستاني قام بعمليات تزوير واسعة، وليس هذا حجمه الحقيقي مع تأكيده على ضرورة تكريم صالح على شجاعته هذه وهو أول قيادي كردي يطالب بذلك”.

وتعليقاً على ما نشر باسمه، قال الصميدعي للصحيفة، إن “تحالف برهم صالح قدم شكوى حول التلاعب بأكثر من 250 ألف صوت في الانتخابات الأخيرة وبالدلائل تحدث فيها عن السليمانية، أولاً ومن ثم كركوك”، مبيناً ان “الشكوى التي قدمها برهم أحمد صالح تتكون من عشر صفحات”.

وأكدت صحيفة “ژیان” أن “العشرات من مؤيدي الاتحاد الوطني الكردستاني طالبوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمنع دخول برهم صالح الى اقليم كردستان بعد محاولته الأخيرة في بغداد، إضافةً الى اعتبار يوم 6 حزيران من هذا الشهر يوم خيانة بالنسبة لصالح ضد الشعب الكردي”.

من جانبه، وصف رئيس تجمع عرب كركوك إسماعيل الحديدي مطالبة سياسيين كرد بالغاء نتائج الانتخابات في محافظة كركوك بسبب عمليات التزوير بانها “ظاهرة جديدة على الساحة السياسية العراقية”، لافتاً الى ان “محاولة برهم بإلغاء نتائج الانتخابات في كركوك، جاءت لكونه لم يحقق نتائج مرضية كما كان يتوقعها”.

وأشار الحديدي بحسب الصحيفة الى ان “الخسران في الانتخابات دائماً يبحث عن أسباب الخسارة”، موضحاً ان “برهم صالح قيادي بارز وشخصية سياسية معروفة في العراق والعالم، ولابد ان يبحث عن أسباب خسارته في الانتخابات الأخيرة، خصوصاً في كركوك التي لم يحقق فيها أي معقد على عكس ما كان يتوقعه”.

إلا أن السياسي التركماني علي الحسيني، يرى بأن “برهم صالح لم يكن الوحيد الذي طالب بالغاء نتائج انتخابات محافظة كركوك وإعادتها، بل هناك الكثير من القيادات العربية طالبت مع صالح بالغاء النتائج ومنها الجبهة التركمانية وغيرها بعد أكثر من 25 يوماً من المظاهرات بالغاء نتائج الانتخابات”، مضيفاً ان “برهم صالح يرى بأنه مظلوم هو وجمهوره في الانتخابات الاخيرة بكركوك لأنه لم يحقق نتائج كما كان يتوقعها” بحسب ما نقلته الصحيفة.

إقرأ أيضا