قمة بوتين وترامب تنتهي بـ”تحول” في العلاقة بين بلديهما 

انطلقت قمة هلسنكي مساء أمس الاثنين، بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الروسي بوتين بتوقعات منخفضة…

انطلقت قمة هلسنكي مساء أمس الاثنين، بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الروسي بوتين بتوقعات منخفضة جدا، وفقا لتصريحات مسؤولين كبار من الجانبين، لكن الارتياح الكبير الذي بدا على محيى الرئيسين أشار بوضوح الى وصول المباحثات التي استمرت حوالي اربع ساعات الى نتائج إيجابية بمختلف الملفات.

باحتضانها رابع قمة بين زعامات روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) من جهة وبين زعامات الولايات المتحدة الامريكية من جهة أخرى خلال 43 عاما تكون هلسنكي قد عززت مكانتها باعتبارها الموقع االمفضل لانعقاد هذا النوع من القمم التي تساهم بخفض منسوب التوتر بين القوى الكبرى في العالم. 

استضافت هلسنكي أولى تلك القمم عام 1975، في تلك القمة إلتقى الرئيس السوفيتي برجنيف مع الرئيس الامريكي فورد، شارك في القمة أيضا عدد كبير من قيادات العالم، اللقاءات اثمرت عن توقيع اتفاقية هلسنكي التي تحولت لاحقا الى منظمة التعاون والامن الاوروبي.

على خلفية غزو العراق للكويت، وحينما احتدم الصراع السوفيتي الأمريكي في مجلس الامن، استضافت هلسنكي قمة خريف العام 1990 بين الرئيس السوفيتي غوربتاشوف وبين جورج بوش الاب، وتوصل الطرفان الى تفاهمات فيما يتعلق بأزمة الكويت.

أيضا عام 1997 احتضنت هلسنكي قمة يلتسين الرئيس الروسي والرئيس الامريكي بيل كلينتون.

كما ان بعض المحللين يعتقدون بان لقاء يلتسين مع بوش الاب عام 1992 في أمريكا وهو اول لقاء بين روسيا وامريكا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي كان ذلك اللقاء نتيجة تفاهمات تمت بين الجانبين في قمة منظمة الامن والتعاون الأوروبي التي انعقدت في هلسنكي عام 1992. في لقاء الزعيمين اعلن حينها رسميا عن نهاية الحرب الباردة.

معلقا على أهمية استضافة القمة الأخيرة، قال الرئيس الفنلندي ساولي نينستو: ان فنلندا دفعت ضريبة باهظة في الحرب العالمية الاولى والثانية وتحاول منع الحرب العالمية الثالثة من خلال صناعة السلام. ان كون فنلندا بلدا مستقرا، حرا وسعيدا، هو الذي دفع قيادات العالم لكي تاتي لتجتمع فيه مرة اخرى.

على خلفية تلك المناسبات التاريخية في هلسنكي أتت قمة السادس عشر من تموز عام 2018 التي تمثل حدثا استثنائيا في العلاقات الدولية وتسعى من خلالها هلسنكي الى عدم تفاقم الأمور اكثر مما هي عليه الان بين روسيا وامريكا. ان تفاقم الحرب الاقتصادية بين روسيا وامريكا وحتى بعض البلدان الأوروبية تساهم في تشنج الأوضاع وعودة الركود الاقتصادي عموما كما تنعكس بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية الروسية الفنلندية. القمة ناقشت ملفات كثيرة من أهمها، تحركات الناتو في بحر البلطيق، العلاقات الروسية الامريكية، ملفات الشرق الأوسط، الملف الاوكراني وتفاصيل أخرى.

لقد اعد بشكل جيد لهذه القمة ورافق كل من الرئيسين فريق عمله الخاص به من اجل مناقشة الملفات المصيرية. ضم الوفد الأمريكي لقمة هلسنكي اضافة الى زوجته ميلانيا ترامب مجموعة من الشخصيات المهمة بينهم:

جون بولتون مستشار الامن القومي الأمريكي، بيل شين مدير الاعلام في البيت الأبيض، يوهان كيلي كبير موظفي البيت الأبيض وكذلك نائبه زاكري فونتس. المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره هاكبي، ثم السكرتير الدائم لمجلس الامن القومي الأمريكي فريد فيليز. وأيضا ستيفن ميلر، مستشار سياسي لترامب. وكذلك مساعد الرئيس ومدير التواصل الاجتماعي دان سكافينو إضافة الى شخصيات أخرى لم يعلن عنها. فيمار رافق الرئيس الروسي فريقه الخاص، ومن اهم الشخصيات فيه وزير الخارجية الروسي.

انطلقت المحادثات مساء الاثنين في الساعة الثانية بالتوقيت المحلي، واستمرت المباحثات بين بوتين وترامب مع مترجمين فقط لمدة ساعتين ثم بعد ذلك التحقت أعضاء الوفدين بالرئيسين في غداء عمل استمر لحوالي ساعتين ليعلن بعد اربع ساعات من المفاوضات عن بداية المؤتمر الصحفي للقمة، والذي اعلن من خلاله الطرفان التوصل الى تفاهمات مهمة بخصوص العديد من الملفات في الشرق الأوسط او في منطقة البلطيق او حتى بخصوص التسليح وبقية الملفات الشائكة. ومن ابرز ما لفت المتابعين في المؤتمر الصحفي ما قاله ترامب: ان علاقاتنا مع روسيا تغيرت منذ اربع ساعات، مشيرا الى نجاحات المباحثات.

إقرأ أيضا