تعرف على القصة الكاملة لأحداث (الهوير)

“الهوير” أو “عز الدين سليم” لاحقا، تلك الناحية المحرومة والبعيدة عن صخب المدينة، كانت على…

“الهوير” أو “عز الدين سليم” لاحقا، تلك الناحية المحرومة والبعيدة عن صخب المدينة، كانت على موعد في آب أغسطس الحالي مع أحداث لم يسبق لها أن شهدتها منذ عقود، فقد شهدت تصعيدا أمنيا وسياسيا نادرا بسبب الاحتجاجات التي عمت الناحية الواقعة شمالي البصرة، وتضم نحو 110 آلاف نسمة، وصولا الى الاعتصامات التي تطلبت تدخل القوات الامنية لفضها وراح ضحيتها الشاب حارث السلمي متأثرا بجروحه.

تحاول “العالم الجديد” إجمال ما جرى في ناحية “الهوير” منذ بدء الاعتصامات المفتوحة التي نفذها ابناء الناحية على خلفية عدم الاستجابة الحكومية لمطالبهم التي نادوا بها في تظاهرات مشتركة عمت العديد من مدن ومحافظات العراق الجنوبية والوسطى، من خلال شهادات أدلى بها الاهالي وشهود عيان، وبحسب التسلسل الزمني للأحداث:

يوم الاثنين 6 آب أغسطس:

بدأ الاعتصام المفتوح للمطالبة بحقوق أهاليها أمام بوابة شركة (لوك أويل) الروسية في حقل غرب القرنة٢ النفطي، وذلك بعد تظاهرات عدة سبقتها منذ اندلاع شرارة الاحتجاج قرابة الشهر، و‏رغم محاولات القوات الأمنية لفك الاعتصام ورفع الخيمة، إلا أن المعتصمين أصروا على البقاء، وفي نفس اليوم جاء مدير أمن الشركات في المنطقة وسعى لتهدئة المعتصمين دون جدوى.

يوم الاربعاء 8 آب أغسطس:

حاولت القوات الامنية رفع خيمة الاعتصام بالقوة، إلا أن المعتصمين صدوها ومنعوها من تحقيق هدفها، ثم ‏بادر مجموعة من المعتصمين وجلهم من الشباب بقطع الطرق المؤدية الى حقل غرب القرنة2، بالحجارة والاطارات المشتعلة، وفي نفس اليوم التقى قائد القوة المكلفة بحماية حقل غرب القرنة2 مع المعتصمين، ‏وأبلغهم بطلب مهلة لـ24 ساعة، لمنح فرصة لحضور المسؤولين في شركة نفط الجنوب، للاستماع لمطالبهم بشكل مباشر.

يوم الخميس 9 اب أغسطس:

تم اللقاء في خيمة الاعتصام ‏بين ممثلين عن المعتصمين وقائممقام قضاء (المدينة) وقائد القوة الأمنية، و‏تمخّض عن تحديد موعد رسمي بين مدير شركة نفط الجنوب ومحافظ البصرة من جهة، وبين ممثلي الاعتصام للتفاوض معهم حول المطالب، بالاضافة الى استمرار الاعتصام دون إحراج وفتح المنافذ المؤدية الى الشركة حتى يوم الثلاثاء ١٤ اب اغسطس، المقرر فيه الاجتماع بين ممثلي الاعتصام بناحية الهوير والجهات المذكورة أعلاه.

الثّلاثاء 14 اب اغسطس:

وفي الساعه الخامسة مساءً، ‏بدأت القوات الأمنية بالهجوم على خيمة الاعتصام، ‏وإطلاق النار على المتظاهرين وإصابة عدد منهم، حيث دخلت القوات الى الخيمة ودمرت كل وسائل النقل من سيارات ودراجات وألقت بـ٣٠ وسيلة في النهر المجاور للخيمة، واعتدت بالضرب على معظم المعتصمين وكان من بينهم الشاب حارث منعثر السلمي، والذي اصيب بجراح خطيرة أدت الى وفاته في المستشفى، ‏بالاضافة الى اعتقال ما يقارب ١٥ شخصا اخر. كما تم حرق الخيمة واذاعة اغانٍ صاخبة مع قيام عناصر القوات الامنية بالرقص داخل موقع الاعتصام! بعد ذلك تمت مطاردة المتظاهرين الهاربين من موقع الحدث الى منازلهم وفرض حصار امني كبير في كل ارجاء الناحية، حيث تمت مداهمة بعض المنازل بعد الساعة الثالثة فجرا!

‏الاربِعاء 15 اب اغسطس:

تم استقدام قوات ‏إضافية للناحية، لتطويقها ‏بمساندة طيران الجيش ‏مع حملة اعتقالات أخرى بحق المشاركين في تظاهرات خرجت للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين. كما تم إطلاق قناني الغاز المسيل للدموع، والتعرّض لكل من يخرج من بيته، الأمر الذي أصاب عددا من ابناء المنطقة بجروح واختناقات.

إقرأ أيضا