عشية إعلان الكتلة الأكبر.. العبادي ينجح يقلب الطاولة على خصومه ومنافسيه

بإعلانه تشكيل الكتلة النيابية الأكبر، يبدو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي نجح في قلب الطاولة…

بإعلانه تشكيل الكتلة النيابية الأكبر، يبدو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي نجح في قلب الطاولة على خصومه ومنافسيه في آن واحد وبتوقيت عسير عليهم، وأبرزهم زعيم منظمة بدر هادي العامري والشخص الثاني في ائتلافه والمنشق عنه فالح الفياض، وزميله في حزب الدعوة ورئيس دولة القانون نوري المالكي، فضلا عن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي راهن على استبعاده من الولاية الثانية بأي شكل من الأشكال.

ويقول مصدر سياسي رفيع رفض الافصاح عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “العبادي تمكن بهذه الخطوة التي شاركه فيها الصدر والحكيم المتقاطعان مع الفتح ودولة القانون، واياد علاوي المثخن بجراح الانشقاقات، من ضرب عصفورين بحجر واحد، فهو نجح أولا بابعاد منافسيه على منصب رئيس الوزراء في الجبهة الاخرى التي تضم قائمة الفتح بزعامة هادي العامري، والقوائم المتحالفة معه وابرزها دولة بزعامة نوري المالكي”.

ويوضح المصدر أنه “قبل الاعلان عن الكتلة الاكبر كانت هناك اسماء بارزة منافسة للعبادي في تولي المنصب، وهي كل من هادي العامري وفالح الفياض الذي وجه ضربة للعبادي بانشقاقه مع نحو 20 نائبا من ائتلافه”.

ويردف أن “خصوم العبادي ايضا تعرضوا لضربة موجعة وابرزهم نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، ومسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني”، مشيرا الى أن “ادارة الولايات المتحدة الامريكية كانت مصرة على دعم تولي العبادي ولاية ثانية، وهذا الامر كان يرفضه بارزاني النافذ في (اربيل ودهوك)، لعدة أسباب أبرزها موقف العبادي المعادي من ملف الاستفتاء وتحفيض ميزانية الاقليم لـ12 بالمئة من الموازنة المالية الاتحادية، وفرض سلطة الدولة في المناطق المتنازع عليها، وسيطرته على مطارات والمنافذ الحدودية للاقليم”.

ويشير المصدر الى أن “الزعامات الكردية وأبرزها مسعود بارزاني يريدون باي شكل من الاشكال الاطاحة بالعبادي ودعم تولي بديل عنه احد هؤلاء الاربعة (نوري المالكي، هادي العامري، فالح الفياض، طارق نجم)”، موضحا ان “بارزاني يرى طهران داعمة لتحقيق مطالبه اكثر من واشنطن، ويسعى الى ترسيخ التحالف معها بغية إعادة الهيبة لاربيل كمركز قوى بعد ما اضعفها العبادي”.

وكان موقع شفق نيوز الكردي قد أفاد في 29 اب اغسطس الماضي، برفض مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، طلبا من مبعوث الرئيس الامريكي بريت ماكغورك بانضمام الكرد الى تحالف النواة المتكون من (الصدر، الحكيم، العبادي، علاوي) وعدم التوجه صوب تحالف فتح بقيادة، (العامري، الخزعلي، المالكي).

وأعلنت تحالفات “النصر” و”سائرون” و”الحكمة” و”الوطنية”، بالإضافة إلى قوى أخرى، توصلها لاتفاق لتشكيل الكتلة الأكبر الذي يضم 177 نائبا، تحت اسم “تحالف النواة”، لكن شبهات حامت حول عدد الأعضاء وصحة توقيعاتهم، الأمر الذي شجع تحالفي دولة القانون بزعامة نوري المالكي والفتح بزعامة هادي العامري لاعلان اتفاق آخر حول تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، تحت اسم “تحالف البناء”، ويضم 145 نائبا.

ورغم أن الصورة لم تنجل بعد بشكل نهائي، في تنافس الطرفين على نصر الإعلان عن الكتلة الأكبر، الا أن “تحالف النواة” بدا أكثر تنسيقا وحضورا مع أول جلسة للبرلمان الجديد.

إقرأ أيضا