العراق من بينها.. 8 دول عربية تنافس على جائزة الأوسكار للعام 2019

بعد أن كان الحضور العربي “متواضعا” بجوائز الأوسكار لعقود طويلة مضت، استطاعت العديد من الأفلام…

بعد أن كان الحضور العربي “متواضعا” بجوائز الأوسكار لعقود طويلة مضت، استطاعت العديد من الأفلام أن تثبت حضورها وتؤكد وجودها عبر وصولها للقائمة النهائية، وتنافس أهم الأفلام العالمية التي جاءت من مختلف دول العالم بتوقيع كبار المخرجين.

هذه الجائزة التي ندر حضور الأفلام العربية بها ووصولها للمراحل الأخيرة، بحكم عدم تلبيتها بكثير من الأحيان لمعايير “الجائزة” التي وضعتها “الأوسكار”، لذلك كانت فرصة الأفلام الأخرى التي جاءت من عدة دول هي الأقوى.

الفيلم العربي الأول الذي وضع بصمته عالميا، وبلغ المرحلة النهائية كأفضل فيلم أجنبي، هو “باب الحديد” للمخرج المصري يوسف شاهين وذلك في العام 1959، ويحكي عن علاقة حب بين ثلاث شخصيات تتحول بعد ذلك لانتقام، وتقع جميع الأحداث بمحطة مصر للقارات، بطولة شاهين وهند رستم وفريد شوقي.

فيما حقق العرب أول فوز لهم بالجائزة للفيلم الجزائري وهو انتاج فرنسي، وهو “Z” في العام 1970 للمخرج كوستا غافراس، ويتناول قضية الاغتيال السياسي المأخوذة عن رواية تحمل الاسم نفسه للروائي اليوناني “فاسيلي فسكيلوس”. واستوحيت أحداثه من الانقلاب العسكري الذي حصل في اليونان في منتصف الستينيات، وسلّط الضوء على الاغتيالات السياسية، والانتفاضات الشبابية والطلابية الغاضبة على اغتياله والمنددّة بالدكتاتورية والقمع.

ومنذ فوز الفيلم الجزائري وحتى الآن، توالت المشاركات العربية عاما تلو عام، لتحقق حضورا كبيرا بالمحافل الدولية السينمائية، ففي كل عام ترشح كل دولة عربية أنتجت فيلما مميزا لتلك الفئة، رغم عدم اختيار سوى القليل منها، ضمن الخمسة الأخيرة.

ويتم اختيار الفيلم الأجنبي المرشح وفق معايير مختلفة، بدأت كشرفية بين العامين 1947 و1955، لتغدو سنوية وثابتة في العام 1956، ومن ضمن هذه المعايير، بأن يكون الفيلم غير ناطق بالانجليزية، وأن يعرض لمدة لا تقل عن أسبوع في دور العرض المحلية في تلك الدولة. وان يتم ترشيحه من خلال لجنة من تلك الدولة على أن تكون متخصصة، ومكونة من مجلس يضم أفرادا عاملين في صناعة السينما، ولا يشترط عرض الفيلم المتقدم للجائزة في أميركا.

والجائزة التي تمنح للفيلم الذي تم اختياره من قبل خمسة أفلام تحددها لجنة الاوسكار، ويتسلمها المخرج نيابة عن المشاركين، وهي منسوبة للدولة المنتجة للفيلم وتعتبر الفائزة فيه.

أفلام عربية تتنافس على جائزة أفضل فيلم أجنبي:

ومع اقتراب موعد الإعلان عن القائمة النهائية للأفلام التي تتنافس على جائزة أفضل فيلم اجنبي للدورة المقبلة للأوسكار التي تعلن عن نتائجها في 24 من شباط (فبراير) العام المقبل، قامت 8 دول بتسمية أفلام ارتأت أنها الافضل.

– “الرحلة” لمخرجه العراقي محمد الدارجي، وهو فيلمه الروائي الخامس، وتدور أحداث الفيلم في يوم وليلة، وهي محاولة لفهم عقلية المفجر الانتحاري، بفروع سردية مختلفة، تقدم لصورة العراق أو مدينة بغداد.

واقتنص الفيلم جائزتي لجنة التحكيم وأفضل ممثلة من مهرجان مسقط السينمائي الدولي, وجائزة لجنة التحكيم في عرضه الأول بمصر ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ السينمائي, فضلا عن تتويجه بجائزتين في مهرجان السينما العربية بباريس وهما الجائزة الكبرى لمعهد العالم العربي و وجائزة أفضل ممثلة لزهراء الغندور.

وتدور أحداث “الرحلة” في بغداد عام 2006, حيث يروي قصة امرأة غامضة تجاوزت عقدها الثاني, تحاول التسلل الى داخل محطة القطارات بصورة غريبة واخفاء نفسها بين زحمة المسافرين للقيام بعملية انتحارية, ثم يتوقف الزمن فجأة لتجد نفسها في مواجهة غير متوقعة مع طبقات المجتمع العراقي.

“كفرناحوم”، اخراج اللبنانية نادين لبكي، وكان أول عرض له في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي بدورته 71، وفاز بجائزة لجنة التحكيم المسكونية، حيث يتتبع الفيلم حياة طفل يعيش في قرية فقيرة، ويقرر التمرد على نمط الحياة الذي يخضع له، حيث يقوم برفع دعوى قضائية ضد والديه، وهو من تأليف لبكيوميشيل كيسروانين.

– “يوم الدين” لمخرجه أبو بكر شوقي، ويطرح معاناة مرضى الجذام، من وحي قصة واقعية وبطل الفيلم عاني من المرض، عن بيشوي رجل شفي من مرض الجذام، لكن آثاره ما زالت في جسمه، ويعيش في مستعمرة لم يخرج، حيث يقرر أن يبحث عن جذوره وأصله وينطلق في رحلة في قلب مصر. وقد نال هذا الفيلم مؤخرا جائزة “نجمة الجونة” لأفضل فيلم روائي عربي، وجائزة سينما من أجل الإنسانية.

Image

– “اصطياد الأشباح”، لمخرجه الفلسطيني رائد انضوني، وهو الوثائقي العربي الوحيد المرشح للأوسكار، ويظهر رحلة مواجهة ذاتية من مخاوف وأشباح من الماضي لمجموعة من المعتقلين السابقين في السجون الإسرائيلية الذين أعادوا تمثيل بعض ما مروا به، يروون تجاربهم بتجرد، مما أعاد لهم تلك المشاعر المؤلمة.

كما حصد جائزة أفضل فيلم تسجيلي، ضمن قسم البانوراما التسجيلية في مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ67.

– “على كف عفريت”، لمخرجته كوثر بن هنية، وتقع أحداث الفيلم في ليلة واحدة مرت بها “مريم الفرجاني” إثر تعرضها للاغتصاب من قبل ثلاثة رجال من الشرطة، وسعيها لتقديم شكوى ضدهم، بحيث تمر بسلسلة من الإجراءات التي تعيق حصولها على حقها، وهو من وحي أحداث حقيقية حدثت في أيلول (سبتمبر) 2012، وعرض الفيلم في مسابقة “نظرة ما” بمهرجان كان في دورته 71.

– “إلى آخر الزمان” للمخرجة الجزائرية، ياسمين شويخ، يتناول قصة حب تنشأ بين حارس المقبرة وأرملة، تنتهي نهاية صعبة، وشارك في البطولة جميلة عراس وإيمان نوال، إلى جانب مجموعة من الممثلين المبتدئين، بينهم بوجمعة جيلالي الذي أدى شخصية الحفّار الرئيسية.

– “بيرن أوت” للمخرج المغربي نور الدين لخماري، ويصور حياة شخصيات متعددة  تعيش احتراقا داخليا “نفسيا” من خلفيات اجتماعية مختلفة، بحيث يعيش العديد من الأشخاص من مختلف الخلفيات الاجتماعية في الدار البيضاء، وهو الفيلم 14، الذي يمثل دولة المغرب بجوائز الأوسكار فئة الأفلام الأجنبية.

-“يوم أضعت ظلي” للمخرجة السورية سؤدد كنعان، وفاز مؤخرا بجائزة أفضل فيلم أول، في مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ 75. ويعود الفيلم إلى بداية الثورة السورية، وهي الفترة التي عايشتها المخرجة، قبل أن تنتقل إلى بيروت حيث صوّرت فيلمها استنادًا إلى تجربتها الشخصية.

السينما العربية في الأوسكار:

– أول فيلم عربي رشح للأوسكار كان مصريا في العام 1959 للمخرج يوسف شاهين وهو “باب الحديد” أو محطة مصر، من افلام Noir السيكوباتية، عن علاقة حب ثلاثية بين ثلاث شخصيات تتحول لانتقام، وتقع جميع الأحداث في محطة مصر للقارات، بطولة يوسف شاهين وهند رستم الى جانب فريد شوقي.

– الممثل العربي الوحيد الذي رشح لأوسكار كأفضل ممثل في دور مساعد كان عمر الشريف في العام 1963، عن دوره في فيلم لورنس العرب لمخرجه ديفيد لين.

– الفيلم العربي الأول الذي فاز بالأوسكار في فئة أفضل فيلم اجنبي كان جزائريا، وهو فوز الفيلم الجزائري  Z  أو “زد” بجائزتين في العام 1970 كأفضل فيلم أجنبي وأفضل مونتاج. ورشحت الجزائر للأوسكار في هذه الفئة خمس مرات وتعد أفلام المخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب هي أكثر الافلام التي نافست في  أفضل فيلم اجنبي، فكان أول فيلم ينافس به هو “غبار الحياة” سنة 1996، يليه فيلم “أنديجان” سنة 2006، ثم فيلم “خارج القانون” سنة 2010.

– “ذيب” الأردني لمخرجه الشاب ناجي أبو نوار، اذ كان العام 2016 عاما مميزا للأردنيين حين أعلن عن بلوغ الفيلم للمرحلة النهائية للأوسكار أفضل فيلم اجنبي، كتب السيناريو له باسل غندور، ويلتقط العلاقة بين المكان والأفراد والقدرة على التكيف في حقبة تعود لما قبل الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى في 1916، وإنشاء الخط الحجازي الحديدي والتغيرات التي طالت تلك المنطقة.

– أول فيلم فلسطيني يبلغ المراحل النهائية هو “الجنة الآن” للمخرج هاني أبو اسعد في العام 2006ـ ويتطرق للساعات الـ24 الأخيرة في حياة شابين قررا تنفيذ عمليتين فدائيتين، من بطولة علي سليمان وهيام عباس وآخرون.

-“موريتانيا واليمن”، في العام  2014 ترشح الوثائقي اليمني “ليس للكرامة جدران” لجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، الذي وثق أحداث مظاهرات “جمعة الكرامة” التي وقعت في 18 آذار (مارس) عام 2011  للمخرجة سارة اسحق. بينما كان “تمبكتو”  للمخرج عبد الرحمن سيساكو أول مشاركة لموريتانيا في المنافسة في فئة أفضل فيلم أجنبي في العام 2014.

– “آخر الرجال في حلب”، أول فيلم سوري يبلغ المرحلة النهائية مطلع العام الحالي، وهو وثائقي للمخرج فراس فياض، عن أصحاب القبعات البيض أو “شباب الدفاع المدني في حلب”.

-“قضية رقم 23” أو “الإهانة” هو أول فيلم لبناني يبلغ المراحل النهائية للأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، للمخرج زياد دويري، وتجري أحداث الفيلم في أحد أحياء بيروت، حيث تحصل مشادة بين طوني وهو مسيحي لبناني، وياسر وهو لاجئ فلسطيني. وتأخذ المشادة أبعادا أكبر من حجمها، لارتباط جذورها بالحرب الأهلية (1975-1990) في لبنان. وتُرفع القضية إلى المحكمة على وقع تضخيم إعلامي يضع البلد على شفير انفجار.

إقرأ أيضا