طائرة الرعب السورية تصل مطار بغداد.. والمسافرون يناشدون السلطات بالتدخل

وأخيرا وصلت طائرة “أجنحة الشام” السورية المتعثرة، الى بغداد أمس الجمعة، بعد إلغاء رحلتها أكثر…

وأخيرا وصلت طائرة “أجنحة الشام” السورية المتعثرة، الى بغداد أمس الجمعة، بعد إلغاء رحلتها أكثر من مرة بسبب أعطال مفاجئة في الجو، وأدت الى إعادة الطائرة من أطراف العاصمة الى مطارها، ومن ثم تأجيل رحلتها 72 ساعة دون مراعاة لمسافريها الذين اضطروا لتحمل نفقات اقامتهم ثلاث ليال أخرى.

وقالت إحدى المسافرات العراقيات على متن الطائرة في حديث لـ”العالم الجديد”، إنه “بعد الانتظار لساعات طويلة في مطار دمشق يوم الاربعاء الماضي دون أكل وشرب، طلب منا بعد ساعات من الارق والتعب العودة من حيث أتينا وانتظار اتصال من الشركة، وبعد يومين تقريبا (أمس الجمعة) غادرت أنا وأطفالي على متن طائرة مرعبة لم يكن تحليقها طبيعيا، حتى وصلنا الى بغداد”.

وأضافت المسافرة التي رفضت الافصاح عن هويتها أن “الحالة حصلت مع الطائرة المتجهة الى بغداد فقط، خلافا للطائرات المتجهة الى الدول الاخرى”، مناشدة سلطة الطيران المدني العراقية، ووزارة النقل للتدخل من أجل الحفاظ على سلامة المسافرين العراقيين، ومراعاة حالتهم الانسانية بسبب حجزهم لساعات طويلة بلا ماء أو طعام، وتأخير رحلتهم لأيام وليالٍ دون تعويض عن خسائرهم المادية والمعنوية”.

لكن المسافرة العراقية لم تكن تعلم بما جرى على متن الطائرة ذاتها قبل 24 ساعة فقط، والتي أفلعت من مطار دمشق، وبعد الوصول الى حدود العاصمة اضطرت للعودة للمطار بسبب عطل مفاجئ في الجو، إذ يبين أحد المسافرين على الرحلة لموقع موقع داماس بوست السوري، بالقول “فوجئنا كالعادة بتأخير في توقيت الرحلة من الساعة الثالثة عصراً إلى السادسة مساءً يوم الثلاثاء الماضي (2 تشرين الأول اكتوبر)، دون ذكر للأسباب أو اعتذار من المسافرين، وكان ذلك أول الغيث، وأهون الشرور”، مضيفاً “انطلقت الطائرة في السادسة والنصف لتطير لمدة نصف ساعة في الجو، فيفاجأ الركاب بصوتٍ يخبرهم أن ثمة عطل في الطائرة وأن عليهم المحافظة على الهدوء لأن الطائرة (نوع إيرباص – إيه 320) ستعاود الهبوط في مطار دمشق!”.

ورغم القلق والخوف الذي انتاب المسافرين، رضخ الجميع لمشيئة الله متمنين الهبوط بالسلامة، على الاستمرار بالرحلة الماراتونية! تبيّن للركاب أن أحد محرّكي الطائرة قد تعطّل، وأنها تطير بمحرك واحد، فحمدوا الله على السلامة عندما هبطوا من جديد في مطار دمشق.

“أكثر من خمس ساعات ونحن ننتظر في المطار إصلاح الطائرة، من دون وجود أي بديل ، والأسوأ من دون طعام” كما يقول المصدر، معتبراً أن من أبسط ما يمكن أن تعوض به الشركة ركابها أن تقدم لهم وجبة خفيفة من الطعام وهم الذين غادروا بيوتهم قبل ساعتين من انطلاق الرحلة التي كانت مقررة في الساعة الثالثة عصراً ، وها هي الساعة قاربت منتصف الليل وهم دون طعام، وبينهم مجموعة من المرضى الذين يحتاجون للأكل لتناول دوائهم!.

يتابع المسافر “في حوالي الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، تمت دعوتنا إلى الصعود من جديد، وأقلعت الطائرة على أمل أن الأعطال قد تصلحت وأننا قد تجاوزنا كل ما مررنا به في هذا اليوم المشؤوم، ولكن.. ماهي إلا ثلث ساعة حتى بدأت الطائرة تصدر أصواتاً مخيفة، حيث تبين أن المحرك قد انطفأ من جديد وأن الأمور هذه المرة أسوأ من سابقتها، حيث تم إبلاغ الركاب بأن الطائرة ستحاول الهبوط هذه المرة في أطراف دمشق، لكن الطاقم ارتأى بأن الطائرة قد تتمكن من الوصول إلى مطار دمشق هذه المرة أيضاً”!

الركاب بعد نزولهم “بآخر نفس” رفعوا أصواتهم احتجاجاً على “طاقم الطائرة” الذي ضحى بهم في رحلة تجريبية كان من المفترض ألا يتم زجهم بها قبل التأكد من أن الطائرة قد تم تصليحها بالفعل، وأن لا خطر يهدد حياتهم ، وليرد عليهم أفراد الطاقم بـ”نحن موظفون” ولا علاقة لنا بما حصل، وفي الحقيقة تمت المجازفة بأرواح 190 راكباً في رحلة غير مأمونة العواقب، وفي وقت لم يتم التأكد من أن الطائرة قد أصبحت جاهزة للسفر بعد كما عبّر بعض الركاب بغضب، معتبرين بأن الحد الذي وصل إليه الاستهتار بأرواحهم لا يمكن تصديقه أو السكوت عنه.

بعد ذلك، اقتنعت الشركة بأن طائرتها غير صالحة للطيران بوضعها الحالي، فتم إلغاء ختم الخروج للركاب، وطلب منهم مغادرة المطار إلى فندق السفير بالسيدة زينب، بينما عاد قسم آخر إلى منازلهم بعد مغامرة محفوفة بالمخاطر ليست الأولى مع هذه الشركة كما قالوا، حيث اتضح لهم بأن الطائرة التي كانت تقلهم هي نفسها الطائرة التي تطير في رحلات متواصلة من دمشق إلى النجف وكربلاء والكويت وبغداد دون استراحة، بسبب أن الطائرة الأخرى معطلة أيضاً، و”هي موجودة في موسكو حالياً لعدم قدرتها على الطيران” كما قالت مصادر !.

وقال أحد الركاب العراقيين، بحسب الموقع السوري، إن الشركة “أجنحة الشام” عوقبت سابقاً من قبل سلطة الطيران المدني العراقي بسبب كثرة الشكاوى عليها وعدم التزامها بالمواعيد، وأن إخطاراً بهذا المعنى وصل إلى المؤسسة العامة السورية للطيران المدني، إلا أن القائمين على الشركة تحدوا المنع وتابعوا رحلات طائراتهم مخاطرين بأرواح الركاب ، ومتجاوزين أبسط معايير السلامة التي تقع مسؤولية التأكد من تطبيقها على مؤسسة الطيران المدني السوري، والتي يجب عليها مراقبة الطائرات قبل كل رحلة للتأكد من جاهزيتها ، إلا أن ما يحصل أن هذه الإجراءات لا تحصل، وما على الركاب إلا تسليم أرواحهم لبعض المقامرين والدعاء بأن لا يتحولوا إلى جثث محروقة طائرة في الجو!

الشكاوى كثرت ضد شركة أجنحة الشام الخاصة التي تعود ملكيتها لمجموعة شموط التجارية، حيث يشتكي المسافرون على متن رحلاتها من سوء الخدمة بكل معانيها، بدءاً من الأعطال المتكررة لطائراتها، مروراً بعدم التزامها بمواعيدها التي قد تطول لساعات أحياناً، وصولاً لنوعية الخدمة المقدمة للركاب في الطائرة “طعام وشراب”!

أحد الركاب سأل أحد أفراد الطاقم: لماذا تبلغوننا بحقيقة العطل وتبثون الرعب في نفوسنا ونحن على ارتفاع آلاف الأقدام ولا تنتظرون هبوطنا لإبلاغنا بذلك، فأجابه: لكي يستطيع من يريد “التشاهد على روحه” من القيام بذلك قبل فوات الأوان “لا سمح الله”!. قد يبدو هذا الجواب كافياً لمعرفة مدى سوء الأمر .. وأهلاً بكم على متن “أجنحة الشام” !

إقرأ أيضا