مصدر يكشف لـ”العالم الجديد” سبب انسحاب الفريق المختص بفتح أول مقبرة جماعية للايزيديين في سنجار

باءت استعدادات الحكومة العراقية لافتتاح أول مقبرة جماعية إيزيدية في قضاء سنجار بالفشل بعد ضغوط…

باءت استعدادات الحكومة العراقية لافتتاح أول مقبرة جماعية إيزيدية في قضاء سنجار بالفشل بعد ضغوط وتهديدات من قبل حزب كردي نافذ، ما اضطر اللجنة العليا المشكلة من قبل مجلس الوزراء وتضم فريقا متخصصا، للعودة أدراجها الى بغداد صباح اليوم الخميس، وإلغاء كافة الدعوات التي تم توجيهها لعدد كبير من الضيوف البارزين، بينهم رئيس الفريق الدولي للتحقيق “كريم خان”.

وقال مصدر مطلع، وهو موظف رفيع في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، في حديث لـ”العالم الجديد” إن “كل شيء كان مهيأ لبدء المهمة التي طال انتظارها طويلا من قبل العوائل الايزيدية التي عانت الأمرين، فتم نصب المخيمات، وتطويق المكان، وتوجيه الدعوات الى المعنيين، ايذانا ببدء المهمة، كل ذلك بالشراكة والتعاون مع الفريق الدولي للتحقيق”.

يذكر أن اللجنة العليا المشكلة من قبل مجلس الوزراء، والتي تضم فريقا عراقيا متخصصا مكونا من ٢٢ عضوا اتفقت مع الفريق الدولي للتحقيق برئاسة “كريم خان” على فتح أول مقبرة جماعية في قرية حردان بناحية سنوني شمالي سنجار، وسط مراسم تأبينية رسمية اليوم الخميس (الموافق 1 تشرين الثاني نوفمبر الحالي)، ايذانا بفتح جميع المقابر.

وأضاف المصدر أن “الفريق المكون من 22 شخصا قدموا من بغداد يوم الأحد الماضي، استعدادا لفتح المقبرة الأولى وتوثيقها رسميا، اليوم الخميس، لمسوا الفرحة على وجوه الاهالي الذين كانوا يفتقدون أية زيارة من أي مسؤول حكومي في بغداد”، لافتا “إلا أن “الأهالي، أبلغوا الفريق المتخصص، بفرحتهم الغامرة بوصولهم، الا أنهم أبدوا قلقهم أيضا من أن حزبا كرديا نافذا سوف يستخدم نفوذه السياسي والعسكري والامني ليمنع اقامة اية محاولة من هذا القبيل”.

واستكمل حديثه لـ”العالم الجديد” بالقول إن “توجيه الدعوة لكل المؤسسات والمنظمات المعنيين، وهي بعثة الأمم المتحدة في العراق، والصليب الاحمر الدولي، ومجلس النواب العراقي، والامانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان”، منوها الى أن “الضغوط السياسية التي مارسها الحزب الديمقراطي الكردستاني كانت كبيرة لثني اللجنة المختصة عن عملها، ولم يكتف بذلك، بل وصلت تهديدات باستهداف اعضاء اللجنة والفريق المختص، الامر الذي جعلنا نغادر المكان خوفا الى الموصل، قبل العودة الى بغداد، فيما ظل اعضاء الفريق في المنطقة المعروفة باسم سنوني، ريثما يتسنى لهم العودة الى بغداد فجرا”.

يشار الى أن إحصائيات المديرية العامة لشؤون الايزيديين في حكومة اقليم كردستان، تشير الى وجود 69 مقبرة جماعية في سنجار، بالاضافة الى العشرات من المقابر الفردية في عموم مناطق القضاء.

وفيما نشرت المنظمة الايزيدية للتوثيق أمس الأول الثلاثاء، بياناً ترحب فيه بخطوة الحكومة العراقية بفتح المقابر واشراف دولي، عبرت أمس، عن إحباطها من “الاخفاق المقصود” لملف فتح المقابر الجماعية للايزيديين، إذ تقول في البيان “كنا ننتظر ملف فتح المقابر الجماعية بفارغ الصبر، لكن السياسة لعبت ثانية في توجيه ضربة ثانية للايزيديين، بعد ان كثفت الجهود مؤخرا وباشراف فريق التحقيق الدولي والامم المتحدة والصليب الاحمر ومراقبة المجتمع المدني واهالي الضحايا”.

وطالبت المنظمة الايزيدية المختصة بضرورة ابعاد ملف المقابر الجماعية عن الملف السياسي والخلاف ما بين اقليم كردستان العراق وبغداد، وان ينظروا الى ابعاد الجريمة وتاثيراتها على الاسر والعوائل لا ان يستخدموا الضحايا وذويهم حطب الخلاف والمكاسب.

الى ذلك، أعلن النائب الأول لرئيس البرلمان حسن كريم الكعبي، في بيان رسمي أمس الأربعاء، تسلمت “العالم الجديد” نسخة منه، عن تأجيل زيارته مع فريق حكومي، كان مزمعا القيام بها، وتأجلت الى إشعار اخر”. وفيما أشار الى أن الزيارة “تاتي لغرض فتح مقبرة للاخوة الايزيدين في سنجار انطلاقا من انتمائنا الوطني الذي يحتم علينا مساندة كافة اطياف شعبنا العراقي ومشاركتهم الامهم بعدما لحق بهم من قتل وتشريد”، أكد على ان “الزيارة إنسانية تهدف الى فضح جريمة داعش، وإيصال مأساتنا الى العالم الحر”.

وكان محما خليل قائمقام قضاء سنجار قد أعلن عن عودة الادارة بقائمقائمها ومدراء النواحي الثلاث أمس الاربعاء، لمزاولة عملها بعد انقطاع سنة عن الدوام.

إقرأ أيضا