مصدر محلي يرجح تسميم مياه الفرات.. وينبه: التلوث الشديد لم يقتل أسماك شط العرب

في ظل التطور المفاجئ بنفوق كميات هائلة من الأسماك في محافظتي بابل وواسط، رجح مصدر…

في ظل التطور المفاجئ بنفوق كميات هائلة من الأسماك في محافظتي بابل وواسط، رجح مصدر محلي مطلع، اليوم السبت، تعرض مياه نهر الفرات للتسمم، الأمر الذي تسبب بموت جميع الأسماك والحيوانات المائية الأخرى. وفيما حذر مختصون من تناول الأسماك التي يكون مصدرها من هذه الأحواض “مؤقتا”، نبهت برلمانية سابقة الى احتمال وجود “صفقة فاسد”، داعية الى تحرك عاجل لتنظيف المياه من هذه الأسماك الميتة.

ويقول المصدر الذي يعمل في محافظة بابل لـ”العالم الجديد”، إن “نفوق الأسماك مؤخرا ظهر في مبازل وسدود نهر الفرات، ومن بينها سدة الهندية في محافظة بابل، فقد تغير لون مياهها وأصبح غريبا بشكل مفاجئ، وأخذ يحمل طعما مرا الى حد كبير، الأمر الذي يؤشر لاحتمال وجود مدبر”. لكنه لم يتهم جهة إرهابية أو غيرها.

يذكر بأن محافظة بابل شهدت ظاهرة نفوق للأسماك في الاحواض العائمة ومياه الانهر، فيما ارجعت وزارة الزراعة ابرز اسباب الظاهرة الى انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وقلة الايرادات المائية من تركيا، اضافة الى ما يلقى في النهرين من ملوثات صناعية ومنزلية.

ويستبعد المصدر في نفس الوقت أن يكون للمجاري المسلطة على الفرات دخل في الامر، لأن الأمر قديم ولا يمكن أن يظهر بهذا الشكل المفاجئ”، مشيرا الى أن أحد لا يملك بيانات دقيقة حول الموضوع، خصوصا من الجهات الحكومية التي لا تعترف بذلك”.

ويتابع “تحدثت مع بعض مربي الأسماك، فأكدوا أنها لا تموت بسبب شح المياه أو التلوث، إلا بعد تعرضها لبكتريا التعفن”، لافتا الى أن “أسماك شط العرب رغم كل مشاكل التلوث فيه، إلا انها ما تزال مقاومة وحية، لان الاسماك تعيش حتى في مياه المجاري، حيث ان هناك بزولا تصب فيها المياه الثقيلة”.

تأتي هذه المعلومات في وقت أكد فيه الأكاديمي المختص التلوث البيئي شكري الحسن، ان “الحالات الأخيرة لنفوق الأسماك في محافظة بابل بهذا العدد الهائل والشكل المفاجئ، دليلٌ واضحٌ على احتمالية تلوّثها بمواد شديدة السمّية، وليس نتيجة لأمراض أو أوبئة، وقد يكون ذلك جرى بطريقة تعمدية أو عرضية”.

واوصى في منشور على صفحته في الفيسبوك بـ”وجوب الامتناع عن تناول الأسماك الحية منها (وقتياً على الأقل) التي يكون مصدرها تلك البحيرات.. لاحتمال تعرضها إلى تراكيز من السمّوم ذات المفعول التراكمي والخطيرة على صحة الإنسان”.

الى ذلك، قالت النائب السابقة في البرلمان شروق العبايجي في تصريح تابعته “العالم الجديد”، ان “كارثة نفوق الأسماك بهذا الشكل تؤشر للعديد من الإخفاقات في مجالات عديدة على رأسها مشكلة تلوث مياه الأنهار العراقية بكل انواع الملوثات والمياه غير المعالجة مثل الصرف الصحي والصناعي ومخلفات المستشفيات وغيرها، وقد تكون وراء هذه الكارثة أيضا صفقة فساد ما”.

وتلفت الى ان “الأمر الأكثر أهمية الان هو ضرورة رفع كل هذه الأسماك النافقة وحرقها قبل أن تتفسخ وتطلق السموم في المياه وستكون المصيبة خارج السيطرة”، مناشدة جميع المسؤولين والمواطنين بـ”ضرورة التحرك العاجل لتنظيف المياه من هذه الأسماك الميتة”.

وكان المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، قد كشف الخميس الماضي بأن نفوق الأسماك في محافظة بابل، بهذه الأعداد الهائلة حصل بسبب مرض مشخص في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي وهو “التعفن البكتيري”، كذلك قلة الواردات المائية ووجود أقفاص غير مرخصة.

وكان وزير الزراعة، صالح الحسني، قد أشرف أمس الأربعاء ميدانياً على متابعة حالة نفوق الأسماك في المحافظة، ووجه بتشكيل غرفة عمليات برئاسته، من أجل الوقوف على هذه الحالة المرضية وتطويقها والحد من انتشارها ضمن مناطق الإصابة من خلال عدة إجراءات بيطرية ووقائية.

إقرأ أيضا