“ألق شباب العراق”.. عندما يحضر الإبداع من نصف الكأس الممتلئ

عقدت رابطة المصارف الأهلية الخاصة، الأسبوع الماضي، ندوتين حملتا عدة فعاليات، منها فعالية عن مشروع…

عقدت رابطة المصارف الأهلية الخاصة، الأسبوع الماضي، ندوتين حملتا عدة فعاليات، منها فعالية عن مشروع “ألق بغداد” في الندوة الأولى، وفعاليتين أخريتين، الأولى مشروع “إكفل نخلة” أما الفعالية الثانية هي مشروع “تصميم روبوت خاص بذوي الإعاقة”.

جاءت الندوتان، ضمن منهاج الرابطة الممتد على طول “ايام معرض بغداد الدولي”، حيث تنظم رابطة المصارف الأهلية الخاصة على هامشه احتفالية حملت اسم “ألق شباب العراق”، تهدف من خلاله التعريف بإبداعات وابتكارات الشباب العراقي.

ألق بغداد.. فرح الإنجاز

“ألق بغداد” هي مبادرة ومشروع كانت من فكرة الموسيقار “نصير شمّه”، هدفت إلى إعادة بغداد نحو ألقها وجماليتها التي كانت تتمتع بها، حيث تم التأسيس للمشروع مذ قرابة العامين، رافقه دعم حكومي وإعلامي كبيران، وكذا دعم من القطاع الخاص، وتحت رعاية إعلامية خاصة من قبل “شبكة الإعلام العراقي”.

حيدر حمزوز”، حيث ادار الاول ندوة حضرت ضمنها فعالية “ألق بغداد.. فرح الإنجاز”.

يقول أحمد باسل محمود مدير الدائرة الهندسية في رابطة المصارف العراقية الخاصة في الندوة التي أدارها الاعلامي عبد العليم البنّاء وحضرتها “العالم الجديد”، إن المشروع بدأ مع تحديات وصعوبات وضغوطات كبيرة، دفعت بالتفكير لإيقافه غير ما مرّة، لكن في كل مشكلة تواجهنا كنا نزداد “عزيمة وإصرار” نحو الإستمرار وتحقيق الهدف، واليوم فعلا تم تحقيق الهدف بإعادة جزء من جمالية بغداد وألقها.

محمود يضيف في حديثه، أن المشروع ركّز على إعادة إحياء الحياة لـ27 نصب وساحة تتوزع على كرخ العاصمة ورصافتها، وانتشال تلك الساحات والنصب من الإهمال والخراب الحاصل فيهن، مبينا، فعليا تم إنجاز 20 منها فيما بقيت 7 على قيد الإنجاز، والعمل متواصل لإكمالها.

“تم دعمنا من قبل 17 مصرفا خاصا، بالاضافة الى حكومي واحد، وكذلك بإشراف من قبل رئاسة مجلس الوزراء، إبان الحكومة الماضية، حيث تم رصد 300 مليون دينار من كل مصرف، من المصارف الداعمة لإنجاز المشروع”، يبين محمود.

في ختام هذه الفعالية، تم عرض مادة فيلمية عن النصب والساحات التي أُنجِزَت مع شرح من قبل احمد باسل محمود، من بين تلك الساحات ساحتا (وهران، 83) في مدينة الصدر، حيث أوضح الدكتور محمود، أن تلكما الساحتين أمسَتا متنزّها وملتقى لأهالي المدينة، يقضون فيهما أوقاتا طيبة وجميلة، وشعور الناس وفرحتهم لا توصفان، غير تلك الساحتان، وفي جانب الرصافة ايضا (ساحة 52 قرب الجامعة التكنولوجية، والنادي التركماني في شارع فلسطين، بالإضافة لساحة عنتر في الأعظمية) تم انجازهن لتضفي تلك الساحات جمالية أخرى لتلكم المناطق بحسب محمود.

أما فيما يخص كرخ العاصمة، فقد تم عرض عدد من الساحات المنجزة، منها (الأئمة في الكاظمية، جدّة قرب بوابة بغداد الشمالية، وساحة عبد المحسن الكاظمي قرب ساحة عدن، بالإضافة لساحة النسور قرب برج بغداد في المأمون)، “التركيز على الكاظمية جاء كونها منطقة سياحة دينية، وتجمع العديد من الزائرين يوميا لمرقدي الإمامين الكاظمين (ع)، فكان من اللازم انجاز تلك الساحات لإضفاء الراحة النفسية للزائر، والتقاط الأنفاس قبل وبعد الزيارة”، يقول الدكتور محمود، في نهاية عرض المادة الفيلمية، التي كانت في الوقت ذاته، مسك ختام الفعالية.

إكفل نخلة

وأدار الاعلامي حيدر حمزوز الندوة الثانية، التي حضرت ضمنها فعاليتا “إكفل نخلة” ممثلا عنها “لبيب فاتح”، و”تصميم روبوت لذوي الإعاقة” ممثلا عنها “محمد زكي”.

ويعد شجر النخيل وإنتاج التمور المصدر الثاني لصادرات العراق بعد النفط، غير أن الحروب والإهمال وتجريف البساتين، وهجرة الفلاحين لأراضيهم حالت دون أن تستمر هذه الثروة الزراعية الهائلة.

تلك الأمور دفعت مجموعة من الشباب إلى تأسيس مشروع، تحت عنوان”إكفل نخلة”، للمحافظة على أشجار النخيل المتبقية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الأخرى مقابل إشتراك سنوي يدفع لهم ونسبة من التمور.

المشروع لاقى تجاوبا واستحسانا من قبل أصحاب البساتين والأراضي الزراعية، حيث تمكن فريق “إكفل نخلة” من كفالة أكثر من 600 نخلة مذ انطلاقه قبل أقل العام وحتى اللحظة، كانت 300 نخلة تمت كفالتها في الشهور الستة الاولى، ليصل الى العدد الحالي في الستة شهور الأخرى، والمشروع مستمر للوصول الى مليون نخلة خلال السنوات الثلاث المقبلة، في مسعى يهدف لإعادة العراق إلى المرتبة الأولى في إنتاج التمور، كما كان عليه في ثمانينيات القرن الماضي وما سبقها.

يقول لبيب فاتح أحد مؤسسي المشروع في حديث لـ”العالم الجديد”، ابان فعاليته في الندوة الثانية، إن المشروع شمل عدد من مناطق بغداد مثل الدورة جنوبي العاصمة، والعطيفية شمالي بغداد، والمدائن جنوب شرقي العاصمة، وكذلك منطقة الدجيل، يشمل البساتين وكذلك النخيل في المنازل والمدارس، دون الإستعانة بوزارة الزراعة.

لبيب يؤكد، أن الهدف من المشروع هو الحفاظ على توازن الطبيعة، ودعم التنمية الزراعية، “المشروع سيستمر ليشمل أقضية ونواح وقرى أخرى في محافظات الجنوب والوسط، حيث نقوم بجميع الخدمات التي تحتاجها النخلة كي لاتموت، وباحترافية عالية، مثل التكريب والتلقيح والتسميد ومكافحة الأمراض في حال وجودها، وقطاف التمر، مقابل عقد سنوي”. يضيف فاتح.

 لبيب يشير في حديثه، إلى أن فريقه حصل على فرصة من المصارف والمستثمرين، وتم الحصول على دعم من المصرف العراقي للتجارة، بطريقة القرض بدون فائدة، والغاية هو إعادة الحياة للنخيل وإنتاج التمور ليتذوق العراقيين من تمورهم متعددة الأنواع دون الإستيراد من إيران أو السعودية، ونحتاج في المستقبل إلى التعاون مع معمل لتعليب التمور”.

“إحصائيات دولية قدّرت عدد النخيل في العراق أبان ثمانينات القرن الماضي يتجاوز الـ 35 مليون نخلة، الا أن وزارة الزراعة أعلنت ان عدد النخيل في العراق تقدر بـ 21 الى 23 مليون نخلة ما يعني ان العراق قد خسر نحو اكثر من 14 مليون نخلة”، يلفت لبيب في ختام حديثه الى تلك الإحصائيات التي كانت السبب وراء تفكيرهم بمشروعهم الحالي.

Image

روبوت لذوي الإعاقة

ذوي الإعاقة هم فئة لا يستهان بها وسط المجتمع العراقي، والكثير منهم أبدع في الكثير من المجالات والتخصصات، بخاصة الرياضية، إلا انه في الآن ذاته هناك الكثير ممن ينتمون لتلك الفئة (بضمنهم من تألقوا) يعانون من الإهمال والعجز عن رعايتهم الشديدتين، من قبل الحكومة وكذا عوائلهم في أحايين أخرى.

لأجل ذلك، ولأجل تلك الفئة، فكّر عدد من الشباب بمشروع حمل وسم “روبوت لذوي الإعاقة”، حضر “محمد زكي” ممثّلا عنهم (وهو احد المؤسسين لذلك المشروع والمخططين لتلك الفكرة) للحديث في الفعالية.

“كان السبب الرئيس وراء سعينا لتصميم الروبوت، هو ما رأيناه وقت عملنا كناشطين أبان عملنا لمساعدة النازحين في المخيمات” يستهل حديثه زكي، ويقول، ثمّة الكثير من البشر يعانون من الإعاقة بسبب ما فعله “داعش”، وعلى اختلاف أجناسهم واعمارهم (شباب وصبايا، كبار وصغار، ذكور وأناث)، حالاتهم يرثى لها؛ بخاصة انهم يسكنون في مخيمات اقل ما يقال عنها غير صالحة للعيش البتّة.

ويبين زكي، أن المشروع يحمل برنامجا متكاملا من 6 مراحل، وما زلنا في قيد الدراسة والتطوير، وفعليا نحن في المرحلة الثانية من انجازه، لكنه يستطرد موضحا، في الوقت ذاته ان مثل هذا المشروع صعب التحقق في الوقت القريب؛ لأنه في اوروبا ما زالت الدراسات عليه، وكذلك يحتاج لتخصيص امكانيات مادية هائلة، لذلك نحن نسير بشيئ من البطئ لقلّة التمويل والامكانات المتاحة.

“إن الهدف من المشروع هو السعي لتمكين ذوي الأعاقة – بخاصة السفلية – من الوقوف على قدميهم والمشي والركض وممارسة حيواتهم الطبيعية دون إشكال او عائق”، يلفت زكي، فيما يشير، الى ان اولئك كانت لهم طموحاتهم واهدافهم الخاصة التي يسعون لتحقيقها، ولكن تلك الإعاقات منعتهم وحرمتهم من ذلك، لذلك نسعى لإحياء طموحاتهم واهدافهم.

زكي يذهب في ختام حديثه الى بعض الاحصائيات التي دفعنهم للتفكير بهذا المشروع، حيث يقول: حسب الإحصاءات الرسمية يقدر عدد المعاقين قرابة المليون ونصف، وجلها بسبب مخلّفات الحروب، هذا غير ام ذات الإحصاءات تشير الى تزايد الإعاقات بسبب المخلفات التي تركتها الحروب الى 50 شخصا شهريا.

إقرأ أيضا