لأول مرة منذ 40 عاما.. معبد لالش التأريخي يشهد أعمال ترميم.. فهل ستؤثر على إرثه الحضاري؟

يشهد معبد لالش الأثري المقدس أعمال ترميم لأول مرة منذ عام 1979 تحت إشراف رجل…

يشهد معبد لالش الأثري المقدس أعمال ترميم لأول مرة منذ عام 1979 تحت إشراف رجل الدين الايزيدي المعروف “بابا جاويش”، ويعتبر معبد لالش واحداً من أهم المواقع الأثرية والمقدسة لدى الديانة الايزيدية في العراق والعالم كما يعتقد الايزيديون أنه أقدم مكان على وجه الأرض.

وفي حديث خاص لـ”العالم الجديد”، قال رجل الدين الايزيدي البارز بابا جاويش “منذ قرابة عام، ونحن نقوم بترميم أجزاء من معبد لالش بدعم ومساعدة الخيرين من الايزيديين، وبدعم صندوق الامير الخيري، ومساعدة أشخاص يتطوعون معنا للمساعدة واخرين يعملون باجور يومية”.

وأضاف جاويش “آخر مرة شهد فيها المعبد أعمال ترميم كانت سنة 1979، ومنذ ذلك الوقت المعبد لم يشهد سوى بعض التغيرات والاشياء البسيطة وللضرورة”، مبينا “لا احد يعلم تاريخ بناء المعبد لأنه اول موقع استقرت فيه الملائكة، وهو بمثابة خميرة الكون، وذلك حسب الميثولوجيا الايزيدية ونصوصها الدينية المقدسة”.

وتابع “سنقوم ببناء وترميم أجزاء أخرى كثيرة في المعبد إذا ساعدنا الخيرون، وقدموا لنا المساعدات، لأن المعبد يحتاج الى الكثير من الخدمات الضرورية، فالمعبد يزوره مئات الآلاف من الايزيديين سنوياً، فضلاً عن زيارات الأجانب الكثيرة للمعبد من مختلف دول العالم للتعرف عن قرب على الديانة الايزيدية”.

Image

أما الباحث في الشؤون الايزيدية سالم الرشيداني الخالتي فيقول “ورد في النصوص الدينية الإيزيدية، أن لالش نزلت من السماء, واسم لالش يرد في أقوال كثيرة سابقة يُستشف من بعضها أنها (هيفين= خميرة) وتعني سر الحياة، وهناك نصوص دينية تثبت ذلك.

ويردف الخالتي، ان “الإله انتقل هو والملائكة (الخودانات) من مكان ما في السماء الى الأرض، بواسطة سفينة كما ان نزول لالش كان سرا نزل من السماء أيضاً والألواح السومرية تثبت ذلك”، لافتا “من ملحمة أسرار الوجود البشري يتبين أن انليل وانكي ونينماه زاروا (هرمز) في لالش هرمز (حارس) هو حامي بوابة لالش (يمثله الآن بابا جاويش)، كان هرمز (حارس) هو حامي بوابة لالش ومهندس عظيم من كوكب (نيبرو) كان ينتمي لطبقة البيار مفردها بير (اسم بير منسوب الى كوكب بيرو المهدد بالانفجار، لذا انتقل سكانه الى كوكب قريب جديد، أطلق عليه أسم نيبيرو= بيرو الجديد)، هرمز كان يعيش في نيبيرو، وأن حكمته ودهاءه أوصلته الى معرفة أسرار الهندسة الكونية، وهذا ما دفع انليل للاستعانة به عندما كان يقيم في نيبيرو، وجاء به الى الأرض في الرحلة التي قادها انليل بعد نجاح عملية استخراج الذهب والمعادن من كوكب الأرض”.

ويوضح “الإيزيديون يسمون هذا الحارس اليوم (بابا جاويش)، أي الأب الحارس، ذهب الثلاثة بصحبة انليل الى لالش لرؤية هرهز وخبراته في مجال الهندسة الكونية، وكذلك حكمته في فهم اسرارها, كانت العديد من اللوحات المطرزة بالذهب مكتوبة بخط يده على جدران المعبد, كلها كانت تحكي اسراراً خفية لا يمكن سبر اغوارها الا من قبل من يتمكن من التبحر في أسرار الهندسة الايزيدية المقدسة.. عندما وصلوا المكان كان هرمز في حالة تأمل وبحران عميقين, ففضلوا الانتظار وراح الثلاثة يتجولون في معبد لالش لرؤية لوحات هرمز عليها”.

كانت احدى اللوحات تقول:

ولد الوجود من اشعاع النور

وبتكاثف هذا الإشعاع ولدت المادة

كان الإشعاع أبيض.. هو اللبن بلونه الابيض النقي..

وكانت المادة الصفراء هي العسل بلونها الاصفر الذهبي..

ولدا ليكونا جنباً الى جنب

ولدا ليكونا حبيباً وحبيبة

اللبن والعسل لا يمكن الدخول اليهما إلا بمفتاح واحد

ليس في كوننا, ولا في دهرنا

بل في كل الدهور

في كل الأكوان والمجرات

مفتاحهما وحيد

انه (المحبة)…

ويرى الخالتي، أن “المعبد سيحافظ على إرثه الحضاري بعد ان تحدث الى احد المهندسين الذين يعملون في المشروع”.

يذكر أن معبد لالش يبعد عن قضاء شيخان في محافظة نينوى حوالي (10 كلم)، وعن محافظة دهوك حوالي (40 كلم) شمال العراق، ويقع في مضيق جبلي تحيطه الجبال من جهاته الثلاث والطريق المؤدي اليه طريق متعرج في وادي جبلي، كما ويعتبر أول موقع على الأرض استقرت فيه الملائكة بحسب الميثولوجيا الايزيدية ونصوصهم الدينية.

إقرأ أيضا