مصدر كردي يكشف لـ”العالم الجديد” خفايا زيارة مسعود البارزاني لبغداد

كشف مصدر سياسي كردي عن دوافع غير معلنة لزيارة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني،…

كشف مصدر سياسي كردي عن دوافع غير معلنة لزيارة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، الى بغداد يوم أمس الخميس، برفقة نجله البكر (مسرور)، تمثلت بتدعيم جبهة تحالف البناء التي تضم هادي العامري ونوري المالكي وخميس الخنجر وجمال الكربولي، لاضعاف جبهة الصدر المتضخمة على حسابهم، والدفع باتجاه إكمال الكابينة الوزارية وفق رؤية (البناء)، مقابل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية على حساب الاتحاد الوطني الكردستاني، بينها الحصول على وزارة إضافية، فيما وصف أحد مستشاري البارزاني، زيارته الى العاصمة بـ”التاريخية”.

ويقول المصدر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني مسعود البارزاني إلى بغداد، جاءت بعد طلاق سياسي بين زعيم تحالف سائرون مقتدى الصدر، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني”، مبينا أن “سليماني كلّف البارزاني بزيارة بغداد، وتهيئة الأجواء لترشيح فالح الفياض كوزير للداخلية، وإقناع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بعدم الرضوخ لضغوط الصدر”.

ووفقا للمصدر، في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني، فان “الفياض تربطه علاقة جيدة بمسعود البارزاني، وكان مختلفا مع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في التعامل مع ملف الاستفتاء، وأصبح أحد الرافضين لقرارات الحكومة وقتها، بفرض السيطرة على مطارات ومنافذ الاقليم والمناطق المتنازع عليها”.

ويوضح أن “علاقة زعيم قائمة الفتح هادي العامري بالصدر متوترة بسبب المرشح لمنصب وزير الداخلية فالح الفياض المرغوب إيرانيا، ما دفع بقاسم سليماني لحل أزمة ترشيح الفياض عبر الدفع بالبارزاني كوسيط مقبول”، مشيرا الى أن “الأخير سعى لاستغلال هذه الوساطة عبر محاولات إبعاد الاتحاد الوطني الكردستاني عن الحكومة الجديدة قدر الامكان، وإقناع رئيس الوزراء بمنح الوزارة الرابعة المخصصة للكتل الكردية الى حزبه”.

ويضيف المصدر، أن “من ضمن جدول لقاءات البارزاني مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، هي مناقشة حقول غاز جمجمال في محافظة السليمانية، واخراجها من سلطات الاتحاد الوطني”.

ومن المقرر أن يغادر البارزاني بغداد، متجها الى النجف، للقاء زعيم تحالف سائرون، مقتدى الصدر، وعدد من مراجع الدين في المدينة. كما يفيد بذلك مصدر سياسي.

الى ذلك، رفض مستشار البارزاني، النائب السابق في البرلمان مسعود حيدر، التعليق على هذه المعلومات، الا أنه أكد في حديث لـ”العالم الجديد”، ان “هذه الزيارة تاريخية ولها صدى وتاثير كبير على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي”، مشيرا الى أن “البارزاني زعيم ساهم في تحرير العراقيين من ظلم صدام، وساهم مع الزعماء العراقيين في بناء العراق الفدرالي، وأنه سيتم تجاوز الاشكالات ومعالجة جميع المشاكل الدستورية والسياسية بتكاتف وتعاضد جميع مكونات الشعب العراقي وقادته في هذه المرحلة التاريخية المهمة والحرجة التي تمر بها العراق”.

وكان البارزاني قد التقى في بغداد أمس الخميس، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لأول مرة منذ فشل خطوة الاستفتاء حول الاستقلال التي أقامها البارزاني.

وينظر إلى هذه الزيارة على أنها خطوة جديدة في تحسن العلاقات بين أربيل وبغداد، بعدما شهدت تدهورا في أعقاب إجراء الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي استفتاء على الاستقلال في أيلول سبتمبر 2017.

ونشر مكتب رئيس الوزراء العراقي صورة تظهر عبد المهدي وإلى جانبه بارزاني مرتديا بدلة رسمية بدلا من زيه الكردي التقليدي المعتاد.

وقد التقى البارزاني قادة سياسيين، وكان بارزاني رئيسا لإقليم كردستان العراق قبل أن يتنحى مع انتهاء ولايته بعيد الاستفتاء، ويرأس اليوم الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي فاز في أيلول/سبتمبر الماضي في الانتخابات التشريعية بالإقليم.

وبعد تصويت غالبية سكان إقليم كردستان على الاستقلال العام الماضي، اعتبرت بغداد العملية غير قانونية. وعلى الأثر، اتجهت المدرعات العراقية شمالا لاستعادة مناطق متنازع عليها مع أربيل لا سيما تلك الغنية بالنفط، وفرضت عقوبات اقتصادية.

ولكن منذ تسمية عبد المهدي رئيسا للوزراء في تشرين الأول/أكتوبر، بدا أن التوتر انخفض بين الطرفين، فبعد خسارة فؤاد حسين، مرشح بارزاني للانتخابات الرئاسية العراقية، عينه عبد المهدي وزيرا للمالية في حكومته. وأعلن الجانبان التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي لاستئناف صادرات نفط كركوك شمال بغداد.

وقال عبد المهدي لصحافيين الأربعاء “يهمنا جدا أن تكون العلاقات بين أربيل وبغداد جيدة وسالكة، والحقيقة أننا فعلا شاهدنا تحسنا كبيرا على كافة الصعد”.

إقرأ أيضا