فنلندا من خيار الملكية الى الجمهورية

بين المانيا وروسيا ارث من صراع النفوذ على منطقة البلطيق عموما وعلى جمهوريات البلطيق وفنلندا…

بين المانيا وروسيا ارث من صراع النفوذ على منطقة البلطيق عموما وعلى جمهوريات البلطيق وفنلندا بشكل خاص، ان تراجع شوكة روسيا القيصرية ونجاح ثورة البلاشفة عام 1917 ساهم بحصول فنلندا على استقلالها، استقلال فنلندا جاء أيضا في سياق تفاهم ومعاهدة “بريست ليتوفيسك” التي عقدت بين المانيا وروسيا في آذار عام 1918، حيث نصت الاتفاقية على تأكيد استقلال مجموعة من البلدان بينها فنلندا عن روسيا وضرورة انسحاب القطعات العسكرية الروسية بشكل كلي من فنلندا بما في ذلك الاسطول البحري. كانت المانيا تريد استغلال لحظة الارتباك الروسي وتضع يدها على فنلندا، ارادت تعزيز نفوذها عبر الدفع بالتيار الملكي الى الواجهة في فنلندا، خصوصا بعد انتصار المعسكر الأبيض المدعوم من قبلها في الحرب الاهلية الفنلندية التي وقعت بين كانون الأول وايار عام 1918، سيما وان اهم عناصر القتال في معسكر البيض كانت كتيبة ياكريت التي تم تدريبها في المانيا ابتداءا من العام 1915 بهدف مقاومة الاحتلال الروسي وحينما عادة وجهت بنادقها الى المعسكر الأحمر بحجة انه امتداد للنفوذ الروسي في فنلندا.

طيلة فترة الصيف عام 1918 بدا اسم الملك الألماني على فنلندا يطرح بين النخب الفنلندية، وفي 9 تشرين الثاني انتخب البرلمان الفنلندي الأمير الألماني فردريش كارل أمير هسن “Friedrich Karl” صهر الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني ملكاً لفنلندا باسم فاينو الأول “Väinö I“، لكن هزيمة المانيا في الحرب العالمية الأولى ساهمت بتراجع التوجه الملكي وصعود التيار الجمهوري في فنلندا. فتم التخلي عن الفكرة في 14 كانون الأول عام 1918 وانتخب الرئيس الفنلندي الأول عام 1919. ليبقى التاج الملكي رهينة المتاحف كجزء من تاريخ البلاد، التاج الذي كان من المقرر ان يتوّج به الملك على فنلندا معروض في متحف مدينة كيمي الواقعة شمال غرب البلاد،

وفي اطار عام يمكن القول بان تراجع حظوظ روسيا في الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة البلشفية ساهم باستقلال فنلندا لكن بنفس الوقت فان انعكاس نتائج الحرب العالمية الأولى على المانيا ساهم بانتصار التيار الجمهوري في فنلندا على حساب التيار الملكي.

إقرأ أيضا