الحكمة: لن نقدم اعتذارا للخزعلي.. والحكيم لن يزوره.. (القصة الكاملة للأزمة)

نفى تيار الحكمة اليوم السبت، نية زعيمه عمار الحكيم، التوجه إلى زعيم حركة عصائب أهل…

نفى تيار الحكمة اليوم السبت، نية زعيمه عمار الحكيم، التوجه إلى زعيم حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، بهدف تجاوز الإشكالات بينهما، منكرا في الوقت ذاته، توجيه وفد منه الى مكتب الأخير لتقديم “الاعتذار الرسمي” عن المناوشات الاعلامية بين الطرفين.

وقال العضو البارز في تيار الحكمة في حديث مقتضب لـ”العالم الجديد” صباح اليوم السبت، إنه “لا صحة لتوجه وفد من تيار الحكمة وقناة الفرات إلى مكتب الشيخ قيس الخزعلي لتقديم الاعتذار الرسمي، لأن القناة لم تسئ للحشد الشعبي إطلاقا”. ونفى أيضا “عزم السيد عمار الحكيم زيارة الشيخ الخزعلي لذات الغرض”.

وترددت أنباء مساء أمس، عن نية الحكيم زيارة الخزعلي لتجاوز الإشكالات وإعادة الامور إلى ما كانت عليه، وان وفدا مشكلا من تيار الحكمة وقناة الفرات توجه الى الخزعلي لتقديم الاعتذار عن المناوشات الاعلامية التي حدثت بين القناة التابعة لتيار الحكمة، و”العهد” التابعة للعصائب.

نشوب الأزمة

وتفجر توتر غير مسبوق بين زعيمي تيار الحكمة عمار الحكيم وعصائب اهل الحق قيس الخزعلي، مساء أمس الأول الخميس، عقب خبر ذكره تلفزيون الفرات، الذي يملكه الحكيم، مفاده أن قوات الأمن اعتقلت منفذ عملية اغتيال صاحب مطعم ليمونة في مدينة الصدر شرقي بغداد، “وثبت” انتماؤه لعصائب اهل الحق من خلال هويات تعريفية.

وفيما لم يكشف تلفزيون الفرات، عن هوية المتهم أو صورته أو أي تصريح رسمي بذلك، مكتفيا بخبر عاجل ظهر على سطح الشاشة، استشاطت حركة عصائب اهل الحق غضبا، حيث غرد زعيمها قيس الخزعلي على حسابه في تويتر، قائلا “منتهى الدناءة التي يمكن أن يصل اليها إنسان هو ان يتهم الآخرين زورا وبهتانا إذا اختلفوا معه، إلا إذا كان مأجوراً، فانه يكون معذوراً لأنه سيكون عميلا”.

تلتها سلسلة من التصريحات المنددة من قبل نواب وأعضاء في عصائب أهل الحق التي يقودها الخزعلي، ربما يعتبر أشدها ما قاله المتحدث العسكري باسم “العصائب” جواد الطليباوي، بأن اتهامات “الفرات” للحركة تشبه اتهامات وتهديدات “داعش” لها، فيما قال نواب الحركة في مجلس النواب، إن اتهام قناة الفرات لهم “ينال” من الحشد الشعبي.

تحشيد لمظاهرات

وقبل قرار الغائها، قال تلفزيون الفرات، إن مظاهرة ستنطلق في وقت لاحق اليوم السبت “للدفاع عن قدسية الحشد الشعبي وللتنديد باستغلال اسمه للتغطية عن جرائم الاغتيال والسرقة”، قابلتها دعوة مماثلة من قبل عصائب أهل الحق للخروج بتظاهرة مضادة “ضد الاساءة التي قامت بها قناة الفرات للحشد الشعبي”.

قادة الفتح يساندون “العصائب”

وفي وقت متأخر من يوم أمس الجمعة، اجتمع قادة تحالف الفتح في مكتب الخزعلي ببغداد، حضره أبو مهدي المهندس، وهادي العامري وهمام حمودي وسامي المسعودي واحمد الاسدي وأبو جهاد الهاشمي، منددين بما أسموه “استهدافا ممنهجا للحشد الشعبي وفصائله ورموزه”، من قبل تيار الحكمة وفضائيته و”جيوشه الإلكترونية”، وطالبوا “الحكمة” بالكف، وإعطاء فرصة لمبادرة رئيس الجمهورية برهم صالح للتحقيق بهذه الاساءات، داعين جماهيرهم لـ”تأجيل تظاهراتهم لحين ظهور تغيير فعلي في سياسة استهداف الحشد الشعبي”.

وتبعا لذلك، قرر تيار الحكمة تأجيل تظاهرات مؤيدة له وسط العاصمة بغداد، فيما تجري في الكواليس، مساع لاحتواء الأزمة يقودها رئيس الجمهورية برهم صالح، في ظل استمرار التراشق الإعلامي الحاد بين أتباع الطرفين المتصارعين.

هيئة الاعلام والاتصالات دعت اليوم من جانبها في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، وسائل الإعلام المنخرطة في هذا التوتر “الى الكف عن لغة التشهير وتبادل الاتهامات عبر منصاتها الاعلامية”.

جذور الخلاف

يعود الخلاف بين الكيانين السياسيين الذين يضم كل واحد منهما جناحا عسكريا، الى الخلاف حول ملف البصرة، الذي أثارته قناة العهد التابعة للخزعلي، عبر بث تسجيلات صوتية للمحافظ السابق ماجد النصراوي المتهم بصفقات فساد كبرى، اعتبرها الحكيم مسيئة له.

إقرأ أيضا