مؤتمر ميونخ يعزز انقسام الغرب تجاه روسيا.. و”سيل الشمال”2 في قلب العاصفة

شهدت قمة ميونخ السنوية التي تناقش مستقبل الامن العالمي والتي يحرص كبار قيادات العالم على…

شهدت قمة ميونخ السنوية التي تناقش مستقبل الامن العالمي والتي يحرص كبار قيادات العالم على المشاركة فيها انقساما واضحا في المعسكر الغربي حول العديد من القضايا من أهمها الجدل حول مشروع “سيل الشمال2” الذي تحاول أمريكا دفع بعض حلفائها الأوروبيين الى الوقوف بقوة ضده، لانه بحسب الموقف الأمريكي يرهن مستقبل القارة الأوروبي الاقتصادي بيد الدب الروسي فيما تنفي المانيا ذلك.

ان مشروع “سيل الشمال2” أو “Nord Stream 2” يمثل مشروعا اقتصاديا استراتيجيا في حسابات روسيا وألمانيا على وجه الخصوص، وتحاول الدولتان توسيع عمل الانبوب لكي يصل بقية انحاء أوروبا.

إن مشروع “سيل الشمال2” الذي يمتد لحوالي 123 كلم، تمر منه 400 كلم عبر المياه الإقليمية الفنلندية، وهو استكمال لمشروع “سيل الشمال1” الذي بدأ العمل به عام 2005 أنجز بالكامل عام 2012، حيث يبدأ الانبوب من مدينة “فيبورغ” الروسية، وينتهي بمدينة “كريف سفالد” الألمانية مرورا بالمياه الإقليمية لفنلندا، السويد، والدنمارك.

إن “سيل الشمال2” يسير بموازاة الانبوب الأول، بحسب المخطط، فإن سارت الأمور كما هو فالمفترض ان الانبوب سوف يجهز عام 2020. وهو مشروع سيكون بمثابة بديل آخر لأنبوب الغاز الأوكراني والذي بدأ يتهالك.

بعض البلدان الأوروبية مثل فرنسا قبلت بتسوية مع المانيا، وفرضت مزيدا من الشروط لالية عمل الانبوب ولكن بلدان أخرى لازالت متاثرة بالضغط الأمريكي مثل الدنمارك التي رفضت حتى الان منح الضوء الأخضر لمرور الانبوب عبر مياهها الإقليمية.

ان ذلك التعاون الاقتصادي الكبير بين المانيا وروسيا انعكس بشكل واضح على الموقف الألماني المرن جدا تجاه روسيا في الازمة الأوكرانية مقارنة ببقية الحلفاء الأوروبيين. فالاقتصاد في نهاية المطاف المحرك الاساسي في السياسية، نعم قد يتأثر فيها احيانا لكنه بالمجمل العام هو المؤثر الاول والاكثر قوة، ذلك بحد ذاته لا يثير ارتياح الجانب الأمريكي.

إقرأ أيضا