اليابان واليونسكو يوقعان اتفاق مشروع حول “أطفال الموصل”.. وطوكيو: طورنا قطاع الكهرباء وتبرعنا بـ500 مليون دولار

في ظل مساعي الجهود المحلية والدولية الرامية لانتشال مجتمع مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من…

في ظل مساعي الجهود المحلية والدولية الرامية لانتشال مجتمع مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من وحل مخاطر ما خلفه عناصر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” من أفكار ايديولوجية متطرفة عنيفة، أعلنت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن تبنيها مشروعا لتطوير المنهاج التربوية والتعليمية بدعم من قبل الاتحاد الاوروبي والسفارة اليابانية في العراق يتضمن التركيز على ادماج المجتمع وتقبل الاخر، ما يشمل تدريب الهيئة التدريسية واولياء امور الطلبة.

وحضرت “العالم الجديد” مراسيم توقيع اليونسكو والحكومة اليابان في بغداد اتفاقاً لدعم مشروع “أصوات أطفال الموصل القديمة، إعادة تأهيل وإدارة المدارس الابتدائية في سياق حضري تاريخي للخروج من الصراع”.

ووقع على الوثيقة ناوفومي هاشيموتو سفير اليابان لدى بغداد، وروري روبرتشو الموظف المسؤول في مكتب اليونسكو للعراق بحضور حامد أحمد نائب رئيس هيئة المستشارين لمكتب رئيس الوزراء العراقي (PMAC).

ويرسي هذا المشروع المبتكر أسس مبادئ التصميم التشاركية في إنشاء المدارس التي تركز على التلاميذ من خلال التعاون بين التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور والمهندسين المعماريين والمصممين إذ سيتم إعادة تأهيل وتجهيز مدرسة واحدة في مدينة الموصل القديمة بما يتماشى مع هذه المبادئ لتكون التجربة الريادية الأولى لهذا التصميم المبتكر. ويضع المشروع أيضا الأساس لنهج شامل لمنع التطرف العنيف في التعليم الابتدائي مع توفير التدريب لدعم العناصر الرئيسية الأربعة التي تؤثر على تجربة تعلم الأطفال، الآباء والمعلمين ومديري المدارس والسياسات والإجراءات المدرسية.

Image

ووفقا لمكتب اليونسكو فان تنفيذ المشروع سيتم بالتعاون مع أنشطة اليونسكو الأخرى المتمثلة بالمبادرة الشاملة “إحياء روح الموصل” التي أطلقت في فبراير 2018 لتنسيق الجهود الدولية لإعادة بناء الإرث الحضاري للمدينة وتنشيط المؤسسات التعليمية والثقافية في الموصل بالتعاون الوثيق مع الحكومة وشعب العراق. ويرتبط هذا المشروع مع مشروع أخر للاتحاد الأوروبي في إطار مبادرة إعادة الانتعاش الحضري التاريخي في الموصل وكذلك يرتبط مع مشروع تموله هولندا حول منع التطرف العنيف من خلال التعليم في المدارس الابتدائية ومشروع مبادرة توعية الطفل من أجل تحسين الوصول التعليم الجيد والجامع مع المساواة بين الجنسين للأطفال خارج المدرسة.

ويقول روري روبرتشو ممثل مكتب اليونسكو في العراق في حديث لـ”العالم الجديد”، على هامش حفل التوقيع، ان “هذا مشروع لمدة سنة واحدة، اذ يركز على المدينة القديمة في الموصل”، مشيرا الى ان “العمل هذا سيشمل 5 مدارس يتضمن معها تطوير قدرات طاقم التدريسي من مدير المدرسة والمعلمين واولياء امور الطلبة”.

وفيما ينوه الى ان “التركيز في الشكل الاساسي لمشروع بناء هذه المدرسة الممولة من قبل الاتحاد الاوروبي والسفارة اليابانية يستهدف تطوير قابلية وقدرة الطفل الذي يعد محورا هاما للعملية التعليمية الخاصة بإعادة بناء هذه المدرسة”، يوضح ان “هذا هو المبدأ الاساسي الذي سيتم اعتماده لهذه المدرسة كبداية للعمل على اعادة اعمار المدارس الاخرى هو ما نطمح له بان يكون درسا مستفيدا لمخرجات هذه المدرسة التي نريد ان تعكس في عملية اعادة البناء المدارس المستهدفة الاخرى  والتي دمرت بالكامل”، لافتا الى ان “المشروع يتضمن ايضا توفير بعض الاجهزة والمعدات للمعلمين في هذه المدرسة، وبناءً على مشاركة المجتمع سيتم اختيار طبيعة هذه المعدات، فربما تكون ادوات تعليمية أو ألعابا للأطفال”.

يذكر أن العنف من قبل المتطرفين الذي شهدته الموصل أدى إلى تدمير قطاع التعليم، ما جعل الطلاب والمدرسين يعانون من الآثار الجسدية والنفسية للحرب.

ويشير مدير مكتب اليونسكو الى أن “معالجة التحدي للانعكاسات السلبية التي خلفها داعش في منطقة الموصل، عبر تطوير مواد تعليمية وتدريسية جديدة والتي ستركز على ادماج المجتمع وتقبل الاخر وهكذا وسيتم تدريب الهيئة التدريسية واولياء الامور الطلبة ليكون جزء من عملية الاستجابة، ويجب لفت النظر الى ان دولة هولندا ستتبنى التركيز على دعم مشروع مشاركة اولياء الامور بعملية التعلمية لدعم ابنائهم”.

ويتطرق الى أن “دعم شعب اليابان هو مساهمة مرحب بها في ضمان حصول الأطفال في الموصل على خبرة تعليمية غنية ولعب دور في بناء مدينة أكثر شمولية ومرونة بعد أن عانت من فترة صراع كثيف ومدمر”.

Image

الى ذلك، يقول سفير اليابان لدى العراق ناوفومي هاشيموتو لـ”العالم الجديد”، ان “مشاريع الحكومة اليابانية بالمناطق المحررة ومن بينها الموصل تغطي عدة مجالات خدمية منها بالقضايا الصحية، واعادة اعمار البيوت القديمة والمهدمة، فضلا عن قطاع الطاقة، حيث طورنا المحطات الكهربائية، وساهمنا بإعادة بناء المستشفيات، ومؤخرا بدأنا في دعم تطوير القطاع التربوي ونحاول تغطية كل القطاعات الخدمية الاخرى”.

ويستدرك هاشيموتو ان “اليابان قررت مؤخرا تقديم حزمة مساعدات جديدة للعراق تبلغ قيمتها 63 مليون دولار بما في ذلك هذا المشروع كمساهمة في قطاع التعليم، ومن خلال هذه الحزمة، فإن إجمالي المساعدات اليابانية للأشخاص المتضررين من داعش يصل إلى 500 مليون دولار”.

ويعرب السفير عن أمله في أن “يمنح هذا المشروع الأطفال في الموصل فرصًا تعليمية وآفاقًا أفضل للمستقبل”، مشددا على “استمرارية دعم اليابان المتواصل لجهود بناء الدولة العراقية، لاسيما من خلال المساعدة الإنسانية والمبادرات الرامية إلى تحسين معيشة الناس”.

في المقابل، قال حامد احمد نائب رئيس هيئة المستشارين لمكتب رئيس الوزراء انه “انطلاقا من الأثر المدمر الذي تسبب به تنظيم داعش من حيث الضرر الذي الم بالبنية التحتية فضلاً عن التأثير النفسي والاجتماعي على الآلاف من الشباب في العراق فإن مؤتمر” التعليم بعد داعش” الذي عقد في بغداد في مارس 2017 سلط الضوء على أهمية دور التعليم في منع التطرف العنيف والتصدي للتطرف لدى الشباب كما دعا إلى دعم تطوير القدرة التعليمية في العراق لدمج التعليم من أجل المواطنة في البرامج المدرسية والسياسات التعليمية. إن توقيع هذه الاتفاقية يرمز ويؤكد استمرار الدعم الدولي النافذ في هذا البرنامج لإحياء التراث الثقافي والفكري التاريخي الغني للعراق “.

وتعزز اتفاقية هذا المشروع التزام اليونسكو واليابان المشترك لتلبية احتياجات شعب العراق وخاصة الأطفال في المناطق المحررة مثل الموصل. ويأتي ذلك في أعقاب الاجتماع بين المدير العام لليونسكو أودري أزولاي ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي في 18 أكتوبر 2018 في باريس والذي أدى إلى تعزيز الشراكة بين اليونسكو واليابان ودعم مبادرة إعادة إعمار الموصل.

إقرأ أيضا