فيلم عن اللاجئين بطله شاب عراقي.. يثير جدلا في الأوساط الفنلندية

بشيء من السرية والكتمان عرض في قاعة معرض فندق “Arthurin” الواقع وسط هلسنكي الفيلم الوثائقي…

بشيء من السرية والكتمان عرض في قاعة معرض فندق “Arthurin” الواقع وسط هلسنكي الفيلم الوثائقي الفنلندي “الربيع العربي في سينايوكي” الذي يسلط الضوء على تجربة طالبي اللجوء العراقيين الذين وفدوا على فنلندا باعداد غفيرة عام 2015 والذي يشارك في بطولته شاب عراقي يدعى “شهاب”، إضافة الى فنلنديين آخرين احدهما مرتبط بمنظمات يمينية متطرفة.

الفيلم عرض بحضور عدد من الصحفيين إضافة الى حوالي 50 ضيفا تم انتقاؤهم بعناية معظمهم من اليمين المتطرف، وكان من المقرر ان يحضر الفيلم، المتطرف اليميني البريطاني تومي روبينسون، إلا ان القائمين على العرض تحججوا بان روبينسون تعرض لمرض منعه من تلبية الدعوة.

وكان من المفترض ان يتم عرض الفيلم يوم الجمعة (1 آذار مارس 2019) في مؤسسة “فنلندا للسينما”، لكن المؤسسة أعلنت قبل يومين من الموعد المقرر إلغاء العرض نتيجة للجدل الذي أثير حول الفيلم بوصفه يأتي في إطار الدعاية التي يروج لها اليمين المتطرف تزامنا مع الاستعداد للانتخابات البرلمانية الفنلندية، وانتخابات الاتحاد الأوروبي اللتين تقامان خلال الشهرين المقبلين.

الفيلم مدعوم مبدئيا من قبل جهات عديدة منها التلفزيون الفنلندي وبعض الكنائس، لكن التلفزيون الفنلندي تراجع بعد ذلك عن دعم المشروع وتبني عرض الفيلم، لانه بحسب القائمين على التلفزيون يمثل أجندة تروج لـ”الاسلام فوبيا”، وطالبوا المخرج بقص المقاطع التي تحرض ضد الإسلام، حتى أن الكنائس أيضا أعلنت عدم موافقتها على مضمون الفيلم.

تدور أحداث الفيلم في مركز استقبال مدينة سينايوكي الفنلندية، بطل الفيلم هو شاب عراقي اسمه شهاب، يعرض الظروف التي مر بها، ويؤكد انه جاء من اجل البحث عن الأمن، فيما يظهر الفيلم كثيرا من طالبي اللجوء القادمين للمغامرة. الفيلم يحاول إعطاء تفسير ديني لظاهرة الجرائم الجنسية التي أثير الحديث حولها كثيرا في الاعلام الفنلندي مؤخرا، والتي ارتبطت بالمهاجرين من بلدان إسلامية. كما يتطرق أيضا الى المشكلات التي حصلت للمركز، وتعرضه لهجمات من قبل متطرفين، وأيضا يعرض المشكلات داخل المركز نفسه بين طالبي اللجوء.

اللافت أن مخرج الفيلم كان قد أعد خطته لانجاز الفيلم عام 2015 بدافع رصد معاناة طالبي اللجوء الذين يتعرضون لسوء المعاملة من قبل السلطات الاستونية، وفي الأثناء، حصلت موجات طالبي اللجوء الى فنلندا عام 2015، ما دفع بالمخرج الى تغيير خطة العمل وإنجاز الفيلم في مركز استقبال طالبي لجوء مدينة “سينا يوكي”.

وبحسب ما ذكره المخرج لوسائل الاعلام الفنلندية، وترجمته “العالم الجديد”، فان مشاهداته لسلوك طالبي اللجوء أثناء فترة التصوير، أحدثت لديه تحولا في أهداف الفيلم، ونظرته عن طالبي اللجوء العراقيين الذين قدموا آنذاك الى فنلندا.

اختار المخرج للفيلم، شابا عراقيا اسمه شبيب، وشخصيتين فنلنديتين لهما علاقة بملف الهجرة، شبيب أكد انه عانى من داعش، ولكن الكثير من طالبي اللجوء لا يعانون. حيث أكد المخرج على أن التحول السلبي الذي حصل له تجاه طالبي اللجوء كان أثناء التصوير، إذ أن العديد من طالبي اللجوء أكدوا له أنهم أتوا هنا للمغامرة، ولأشياء أخرى ليس لها علاقة باللجوء.

إقرأ أيضا