معلقا على طرد موكب الرئيس.. خبير سياسي: اهتم بأسفار الخارج وأهمل الداخل

قام خبير في الشأن السياسي بتشخيص أخطاء الطبقة السياسية بشأن تصرفاتها حيال غرق العبارة الشهيرة…

قام خبير في الشأن السياسي بتشخيص أخطاء الطبقة السياسية بشأن تصرفاتها حيال غرق العبارة الشهيرة في شمال الموصل، الخميس، وفيما حاول التذكير ببعض الكوارث السابقة، انتقد إيلاء رئيس الجمهورية برهم صالح، أسفار الخارج، أهمية أكثر من الداخل، مفضلا صمت السياسيين أمام الفاجعة، بدل استفزاز ضحاياها بزيارات وإجراءات شكلية.

يقول الباحث العراقي في الانثروبولوجيا السياسية الدكتور هشام داود في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “فاجعة الموصل لم تكن الأخيرة، لكن يمكن القول بأنها تختزل مأساة وطن، وتجسد فشل الطبقة السياسية الفاسدة، وعجزها عن إحداث أي تقدم مقبول في مجال المصالحة المجتمعية”، مشيرا الى أن “توازنات محافظة نينوى دقيقة وغير محسومة حتى اللحظة، بل ليس هناك في الأفق من عملية لإعادة الإعمار، الى جانب الفساد المستشري، وخطر عودة الجهادية التكفيرية”.

ويعلق داود على التظاهرات العفوية الطاردة لبعض المسؤولين في الحكومتين الاتحادية والمحلية، بالقول إن “الغضب والتعبير الصادق للمواطن تظهر، للاسف، أكثر بعد الفواجع”، مُذكّرا بـ”مواقف سابقة”، من قبيل “كيف أحرجت أمهات ضحايا سبايكر المسؤولين العراقيين، وكيف واجه مواطنو الكرادة ابن منطقتهم المترفة السيد حيدر العبادي، بعد التفجير الذي أدى لمقتل المئات، ولا مسؤول عن الحادث حتى اليوم، فضلا عن غضب البصرة السابق والقادم على الاحزاب والجماعات المافيوية ومن يساندهم، وهكذا الحال بالنسبة للغضب في اقليم كردستان، فحتى الايزيديون لغاية الان، يوجهون أصابع الاتهام لتخاذل البعض أمام تقدم عناصر داعش نحو مناطقهم في جبل سنجار، وحصل ما حصل”.

ويضيف “بالأمس، سقط ضحايا المطعم اللبناني العائم في بغداد، وقبلها تساقط مئات من جسر الأئمة في العاصمة أيضا، واليوم عبارة الموصل، وقد تحصل كوارث اخرى في المستقبل، لكن للاسف دون ان يحاسب مسؤول واحد”، مستغربا من “حديث وزراء ومسؤولين حاليين وسابقين، وهم يصرحون على الهواء بأنهم حذروا!! فأين دور المسؤول إذن”.

وبشأن ما حدث لموكب رئيس الجمهورية بعد طرده من قبل محتجين غاضبين، يقول داود “ربما ما حصل للرئيس برهم صالح ليس عادلا، ولكن النقد الاهم الذي يمكن توجيهه اليه هو تجاهله للموصل منذ توليه مسؤولية الرئاسة ليظهر اليوم فقط على مشارفها، بعد موت العشرات من أبنائها الأبرياء نتيجة فساد اداري وسياسي ومالي، لماذا تذكر سيادته الموصل اليوم بعد رحلته الى الكويت والرياض وطهران وأبو ظبي وعمان والفاتيكان شرم الشيخ وباريس وغيرها من العواصم والمدن، ما الذي يعرفه عن العراق منذ ستة أشهر غير قصر السلام والسليمانية”.

ويتساءل الباحث بالانثروبولوجيا السياسية في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية “كيف نفهم ونبرر خروج نائب ومسؤول كتلة برلمانية، ليتصوّر أنه بحفنة دينارات يقدمها كهبة عشائرية لعوائل الضحايا، أنه قام بواجبه، وهل يعرف السياسي العراقي، على الاقل، معنى الصمت امام الفاجعة؟ وأن يظهر شيئا من المسؤولية، فيقف بصدق أمام الضحية”، لافتا بالقول “حتى سجناء نيوزيلاندا أظهروا شيئا من الحياء والحس الاخلاقي وأشبعوا الارهابي المسؤول عن قتل الابرياء ضربا، فهل هناك من مسؤول في هذا البلد (العراق) ذي الأربعين مليون نفس بشرية.. هذا ما يسال عنه المواطن”.

تعرض موكب الرئيس برهم صالح، الجمعة، إلى اعتداءات من قبل المتظاهرين في الموصل، احتجاجا على غرق العبارة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص.

وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت أن 100 شخص لقوا حتفهم الخميس، غرقا بانقلاب عبارة في نهر دجلة كانت تقل نحو 200 شخص شمالي مدينة الموصل، في حين تم إنقاذ أكثر من 60 شخصا، بينما لا يزال أكثر من 20 آخرين في عداد المفقودين. وعلى إثر ذلك، أعلن رئيس الحكومة عادل عبد المهدي الحداد العام على ضحايا العبارة.

إقرأ أيضا