في يوم التدرن العالمي.. الديوانية تعلن انخفاض مصابيها وتحقيق أعلى معدل شفاء في العالم

أعلنت صحة الديوانية، اليوم السبت، انخفاض أعداد المصابين بالسل الرئوي بشكل كبير، قياسا بما سجلته…

أعلنت صحة الديوانية، اليوم السبت، انخفاض أعداد المصابين بالسل الرئوي بشكل كبير، قياسا بما سجلته في السنوات الماضية، وفيما أكدت تحقيق أعلى نسب شفاء من المرض بحسب المقاييس العالمية، دعت المؤسسات الاعلامية والمجتمع المدني الى الاسهام في رفع الوصمة الاجتماعية عن المصابين بالمرض.

جاء ذلك خلال الحفل السنوي الذي نظمته العيادة الاستشارية للامراض الصدرية والتنفسية، وجمعية مكافحة التدرن، لمناسبة اليوم العالمي للتدرن الذي حمل شعار (حان الوقت لإنهاء السل).

وقال مدير العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في الديوانية، الدكتور حسن شريف، على هامش الحفل، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الديوانية سجلت انخفاض اعداد المصابين بمرض التدرن خلال العامين الماضيين، فبعد تسجيل 900 اصابة في العام 2011، تراجع العدد الى 248 اصابة فقط، تماثلت للشفاء التام بنسبة مئة بالمئة”.

وأوضح شريف، أن “تراجع أعداد المصابين مع ارتفاع نسبة الشفاء الى اعلى معدلاتها العالمية، يعود الى تطبيق البرنامج الحديث في معالجة المصابين”، داعيا “المؤسسات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني، إلى رفع مستوى الوعي الصحي في المجتمع، لرفع الوصمة الاجتماعية التي يعاني منها المصابين بالمرض”.

من جهته، قال نائب رئيس جمعية مكافحة التدرن في الديوانية، الدكتور حسن جفات كروان، إن “الأمد الطويل الذي يحتاجه المصابين بمرض السل الرئوي للتعافي من المرض، يجعلهم عرضة للازمات النفسية، خاصة مع الوصمة الاجتماعية التي تعتبر المريض منبوذا في المجتمع”، معتبرا أن “الحكم الخاطئ وعزل المصاب عن بيئته ومجتمعه ونبذه غير مبرره، فمريض السل بعد البدء بالعلاج يصبح غير معد بعد مرور شهر فقط على أن يكون ملتزما بعلاجه”.

وأضاف كروان، لـ”العالم الجديد”، أن “مريض السل يكتسب الشفاء التام بعد أربعة الى ستة أشهر، يمكن بعدها ان يكون سليما أسوة بالاخرين”، داعيا الحكومات الاتحادية والمحلية الى “شمول المصابين بالمرض برواتب الرعاية الإجتماعية خلال فترة العلاج، لحاجتهم الى مصادر تمويل تؤمن لهم الغذاء الجيد والصحي”.

بدوره، أوضح مسؤول اعلام دائرة صحة المحافظة، أحمد الشيباني، بالقول إن “المؤسسات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني تتحمل مسؤولية كبيرة في نشر الوعي الصحي عن مرض السل، والنظرة الدونية التي ينظر بها المجتمع للمصابين”.

وتابع الشيباني، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “التدرن والارهاب قريبان جدا من بعضهما، فالعالم يسجل 30 الف اصابة يوميا، كما يقتل الارهاب المئات في دول العالم”، مبينا أن “المرجعية المستمرة للمراكز التخصصية والفحص الدوري يسهم بشكل كبير بالحد من عودة انتشار المرض في العراق”.

الى ذلك اعتبر الإعلامي زيد الفتلاوي، “الصورة النمطية التي يتعامل بعا المواطنين مع المصابين بمرض التدرن يجب ان تتغير، فالمريض يعيش في عزلة تؤثر سلبا على حياته وحياة اسرته، ومن الممكن ان تتسبب بابتعاده عن الالتزام بمراحل العلاج”.

وتابع الفتلاوي، أن “مرض السل لا يختلف عن امراض البرد والزكام، بعد توفر المراكز والعيادات التخصصية، والادوية ذات الفاعلية العالية”.

يشار الى أن الديوانية، طبقت البرنامج الوطني لمكافحة التدرن منذ العام 2000، ويهدف البرنامج إلى ثابت الفعالية وزيادة كشف حالات الإصابة بمرض السل لرفع نسبة الشفاء وكسر حلقة المرض والتقليل من انتشاره.

وكانت دائرة صحة الديوانية، كشفت في (الـ24 من آذار 2012 الماضي)، عن تسجيل 457 إصابة بمرض السل الرئوي، وفي حين أكدت وفاة اثنين من المصابين، دعت إلى شمولهم برواتب شبكة الحماية الاجتماعية خلال فترة العلاج.

كما أعلنت عن أن المصابين يخضعون للبرنامج العلاجي الخاص بالمرض والذي تبلغ فترته ستة أشهر”، مشيرة إلى أن “ارتفاع نسبة الوعي لدى المواطنين بأهمية مراجعة العيادات المختصة، والتعامل مع السل عند خضوع المصاب للعلاج بشكل منتظم أدى إلى تغطية نسبة 84% من المصابين بالمرض في المحافظة فيما تسرب 14 % من العلاج.

يذكر أن اللجنة الصحية في مجلس النواب أعلنت، في (منتصف تشرين الأول 2010)، عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب بالتدرن الرئوي في العراق، متهمة وزارة الصحة بالتكتم على العدد الحقيقي للمصابين، مضيفة أن نسبة تتراوح بين 10 و15 بالمائة من المرضى فارقوا الحياة.

لكن وزير الصحة السابق صالح الحسناوي قال في تصريحات صحافية ، في (26 تشرين الأول 2010)، إن عدد المصابين بالتدرن الرئوي لم يتجاوز في العام 2009 سبعة آلاف شخص، مبيناً أن نسبة شفاء المصابين تجاوزت الـ85 بالمئة.

وقد أعلن عن اكتشاف العصية المسببة لمرض التدرن الرئوي (السل)، في 24 من آذار 1882، عن طريق “روبرت كوخ”، واعتبر اكتشافه آنذاك ثورة في عالم الطب حيث مهد الطريق لتشخيص المرض وعلاجه.

وينتقل السل عن طريق الهواء ويصيب أشخاصاً يعانون من ضعف في جهاز المناعة، فيما تشير الإحصاءات الدولية إلى أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يحملون جرثومة المرض في أجسامهم أي نحو ملياري شخص في العالم، غير أن هذه العصيات لا تنشط على مدى سنوات وعقود حتى يأتي يوم تضعف فيه المناعة لأسباب مختلفة فتنشط ويصاب الفرد بالمرض، كما أن وجه الخطورة في التدرن الرئوي يكمن في سهولة انتقاله من شخص إلى آخر عن طريق الهواء.

إقرأ أيضا