بعد أن وضعه ضمن قائمة من المرشحين لشغل منصب وزير الدفاع، أعلن زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي عن ترشيح العميد المتقاعد نجاح الشمري، كمرشح بديل لسلفه المرفوض برلمانياً، اللواء فيصل فنر الجربا، في مفارقة أولى بتاريخ العملية السياسية، كون المرشح ينحدر من عائلة شيعية من محافظة واسط، خلافا للأعراف السياسية التي درج عليها العراق منذ 2003، بتولي شخصية سنية هذا المنصب يقابله شيعي للداخلية.
فقد حصلت “العالم الجديد” من مصدر مقرب من علاوي، على السيرة الذاتية الكاملة لمرشح علاوي، لشغل منصب وزير الدفاع، العميد المتقاعد نجاح حسين علي منديل العادلي الشمري، والذي كان يشغل منصبا عسكريا رفيعا إبان فترة النظام السابق، وهو آمر فوج قوات خاصة، وحاصل على نوط شجاعة، وشارة أم المعارك (وهما وسامان يمنحان لأبرز الضباط في حربي الخليج)، وبعد سقوط النظام السابق بعام واحد، تسنم منصب معاون قائد القوات الخاصة التي عرفت فيما بعد بالفرقة الذهبية، والتي ظل يرأسها حتى رحيله، اللواء فاضل برواري.
وكان علاوي قد صرح باسم المرشح العميد المتقاعد نجاح الشمري في حديث إعلامي السبت، وتابعته “العالم الجديد”، إذ يعد أول تصريح له باسم المرشح المذكور.
وتشير معلومات المصدر، الى أن “للشمري المولود لعائلة شيعية في واسط، دورا في القضاء على حالات التمرد في كل من النجف والفلوجة، إبان تولي اياد علاوي رئاسة الحكومة المؤقتة في العراق العام 2004، حيث تقاعد بعد تنحي الأخير، وتولي إبراهيم الجعفري منصب الحكومة الانتقالية في 2005، حيث غادر العراق للجوء في السويد”.
ويوضح المصدر أن “الشمري هو قريب النائب عن كتلة علاوي، كاظم عطية الشمري”، مبينا أن “الأخير هو عراب الفكرة بتولي قريبه وزارة الدفاع”، مشيرا الى أن “العميد الشمري تقدم بطلب ترفيع رتبته الى لواء خلال فترة تقاعده، إلا أن الجهات المختصة رفضت ذلك، كونه مخالفا لقوانين الترفيع”.
ويبين أن “رئيس تحالف الوطنية طرح ثلاث شخصيات مهنية لشغل حقيبة وزارة الدفاع بعد أن تأكد من رفض المرشح السابق فيصل فنر الجربا، وعدم قبول مرشحه الاخر سليم الجبوري، وهم كل من الفريق الركن الطيار علي الأعرجي أمين سر وزارة الدفاع الحالي (وزوج أمينة بغداد ذكرى علوش)، واللواء صلاح الحريري أمين سر دائرة التقاعد العسكري، بالاضافة الى الفريق المتقاعد نجاح الشمري”.
وكان مرشح علاوي الأول فيصل الجربا قد فشل في الحصول على ثقة البرلمان في التصويت على الكابينة الوزارية لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وأن نظام المحاصصة السياسية يمنح وزارة الدفاع لائتلاف الوطنية بقيادة علاوي الامر الذي جعلها شاغرة حتى اللحظة.
