ناشط عراقي يترشح لأكبر جائزة إنسانية في العالم.. ويؤكد لـ”العالم الجديد”: لا أنظر للدين والقومية

ضمت القائمة النهائية لجائزة “أورورا” للنهضة الانسانية لعام 2019، وهي أكبر جائزة بمجال حقوق الإنسان…

ضمت القائمة النهائية لجائزة “أورورا” للنهضة الانسانية لعام 2019، وهي أكبر جائزة بمجال حقوق الإنسان في العالم، الناشط العراقي “ميرزا دنائي”، الى جانب اليمنية هدى صراري، والنيجيري بوكر مصطفى، بعد منافسة أكثر من 700 مرشح ومرشحة حول العالم.

وحول أهمية الجائزة يتحدث “ميرزا دنائي” الذي ينتمي للديانة الايزيدية وينحدر من نينوى شمالي العراق لـ”العالم الجديد”، “تعتبر جائزة اورورا اكبر جائزة إنسانية على مستوى العالم، لهذا فإن مجرد الترشيح لها فخر كبير لي وشرف اعتز به للانضمام الى هذا المنبر العالمي، وتمر مراحل الترشيح حسب معلوماتي بسلسلة طويلة من الاختبارات، حيث كان عدد المرشحين هذه السنة حوالي 700 شخصية من جميع أنحاء العالم، تم اختزالهم الى 500 وبعدها تم اختزال القائمة الى 50 وبعدها الى 20 شخصية وفِي هذه المرحلة تم اختيارنا، ثلاثة شخصيات من ثلاثة”.

ويوضح دنائي “لاشك ان هذا كان مهما بالنسبة للقضية الايزيدية، لانها فرصة للتعبير عن تطلعاتنا وايصال صوتنا الى العالم من خلال هذا المنتدى العالمي الذي ضم آلاف المؤسسات العالمية”، مشيرا الى أن “قيمة الجائزة تبلغ مليون دولار، وهي ليست شخصية، فبحسب أعراف المؤسسة، سيتم اختيار ثلاث منظمات من قبل كل مرشح، فان حصل عليها يتم توزيع المبلغ على هذه المنظمات، حسب قرار الفائز نفسه”.

Image

ويبين “قررت في حالة الفوز، توزيع المبلغ بشكل كامل على ثلاث منظمات إنسانية تقوم بتنفيذ برامج لمساعدة ضحايا داعش، ولدعم التنمية المستدامة، وخاصة في سنجار، حيث سيتم الاتفاق حسب شروط المؤسسة وتعليماتها لاحقا”، منوها الى أن “الوقت مبكر لتحديد التفاصيل، أما المنظمات التي تم ترشيحها من قبلي فهي: الجسر الجوي العراقية- الالمانية، سييد فاونديشن – الامريكية، وشايفوند-الامريكية، وقد رشحت ايضا عددا من المنظمات الايزيدية الأخرى، لكن الشروط القانونية لم تكن تشملهم، لانها منظمات حديثة الولادة، لا تشملها شروط المؤسسة القانونية والمنظمات المحلية العراقية كانت تفتقر الى إجازة عالمية، وهذه المنظمات الثلاثة قدمت الكثير من البرامج الانسانية للايزيديين والمسيحيين وغيرهم وبشكل خاص لمعالجة ومساعدة ضحايا الإبادة الجماعية”.

ويواصل دنائي الحديث عن عمله الانساني، قائلا إن “هوية العمل الإنساني هي كل الإنسانية دون استثناء، فخلال الـ12 سنة الماضية قمت بمعالجة العشرات من اطفال العراق السنة والشيعة والمسيحيين والتركمان والكاكائية، الى جانب الايزيديين، ومن مختلف مناطق العراق”، موضحا “بعد الإبادة التي تعرض لها الايزيديون أصبح 90 بالمئة من عملي مكرسا لخدمة القضية الايزيدية، ولكن في نفس الوقت يوجد تحت رعايتي أطفال مسلمون (من العراق)، فليس للانسانية حدود ابدا، لأن المعيار الوحيد الذي انتهجه، هو كيف أستطيع تقديم المساعدة لمن يحتاجها، فلا انظر الى الدين والقومية والطائفة، وحتى لو كان عدوي الشخصي، حينما يتعلق الموضوع بالطرف الانساني لا أتردد في المساعدة”.

ويضيف “نتعرض احيانا الى مواقف غريبة مؤلمة وطريفة، ففي احدى المرات جلبت طفلا مسلما من عائلة متدينة، وأخذته الى منزل صديق ايزيدي، وقبل ادخاله الى المشفى، رفض الطفل تناول طعام الايزيديين، فاتصلت بوالده، وقلت له هل تعرف من انا وما هو ديني، اجاب نعم، فسألته هل تعلم ان المستشفى التي ستعالج ابنك فيها مليئة بالمسيحيين وأنهن سوف يقمن برعايته، وأن عائلة ايزيدية تتبناه. قال نعم. فقلت له هل تقبل ان يرفض ابنك اكل بيت ايزيدي؟ المهم تمت معالجة هذه الإشكالية. واصبحت هذه العائلة اليوم، ورغم كونها متدينة إلا أنها تحترم الايزيديين والمسيحيين اكثر من اَي شي اخر، ويقومون بزيارة لالش بشكل مستمر. هذا النوع من الانسانية نحتاجه. على كل انسان أن يحترم خصوصيات الثاني حتى مع اختلاف الدين والقومية”.

Image

وعن سبب اختاره من قبل موسسة أوروا”، يقول ان “سبب قيام مؤسسة أورورا باختياري هو عملي في المجال الانساني منذ 12 عاما من خلال برنامج معالجة الاطفال العراقيين منذ عام 2007 ولغاية الان، حيث بدأت بإنقاذ حياة أطفال تلعزير من ضحايا الانفجار، وكذلك معالجة الأطفال والنساء من ضحايا الاٍرهاب والحرب وبشكل خاص ضحايا داعش، وبسبب موقفي من القضية الايزيدية منذ اليوم الأول والمخاطرة بحياتي من اجل مساعدة الاخرين في الكثير من المواقف منها سقوط الطائرة. والعمل المستمر على مستوى المجتمع الدولي في التعريف بالإبادة الايزيدية والدفاع عن حقوقهم الانسانية”.

اما عن مساهمته في اهم قرار بتاريخ الديانة الايزيدية عندما اصدر البابا شيخ الاب الروحي للديانة الايزيدية قرار استقبال الناجيات الايزيديات، فيقول “هذه ليست جهودي الفردية، بل جهود كل الشباب الايزيدي والناشطين والمثقفين، خاصة الذين يعملون في ملف الناجيات، حيث كان لنا راي واحد هو ضرورة استيعاب الناجيات ضمن المجتمع، وكان موقف باباشيخ والمجلس الروحاني موقفا تاريخيا بعد نقاشات واجتماعات مطولة، ومن ثم حسم الموضوع عام 2014”.

وبشأن حادثة المروحية التي كان على متنها رفقة النائبة السابقة فيان دخيل، وقائدها الطيار الراحل ماجد التميمي، يؤكد قائلا “عندما كانوا يحاولون إنقاذ الايزيديين المحاصرين في الجبل كانت ايام صعبة للغاية، وكنت أرافق فريق طيران الجيش مع اللواء الشهيد ماجد التميمي متطوعا، عندما تحطمت طائرتنا، كانت تجربة صعبة جداً، ولقد كان الشهيد السعيد ماجد التميمي إنسانا نبيلاً”.

يذكر أنه سيتم الاعلان عن الفائز بالجائزة، خلال حفل كبير في أرمينيا، منتصف تشرين الأول أكتوبر المقبل، وسيتم تسليط الضوء على أفضل القضايا في العالم من النواحي الاجتماعية، العلمية، التربوية والإنسانية.

ImageImage
 

ينشر بالتزامن مع موقع ايزيدي 24

إقرأ أيضا