مسيحيّو برطلة لـ”العالم الجديد”: عناصر ترتدي زي الحشد اعتدت علينا ونطالب الحكومة بالتدخل

مسلحون مجهولون يعتدون بالضرب على امرأتين مسيحيتين في ناحية برطلة ويسرقون ممتلكاتهما، في ساعة متأخرة…

مسلحون مجهولون يعتدون بالضرب على امرأتين مسيحيتين في ناحية برطلة ويسرقون ممتلكاتهما، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول الأحد، ما أدّى ذلك إلى بث رعب والخوف الشديدين لدى العوائل المسيحية القاطنة في تلك المنطقة، ما أدى إلى نقلهما إلى مستشفى الخنساء في الموصل.

ومتابعة للأمر، يقول مواطن ينتمي للديانة المسيحية من برطلة مفضّلا عدم ذكر اسمه بأنّ “المسيحي لا يسرق ولا يضرب ولا يغدر، ولم يحصل هذا الشيء قبل عام 2003، لكن بعد سقوط نظام صدّام اختلف كلّ شيء في ناحية برطلة، حيث تم تغييرها جذريا من قبل أحزاب مسلمة، أدّت إلى زعزعة الوضع وتهجير العديد من الأسر المسيحية”.

ويضيف المواطن في حديث لـ”العالم الجديد”، بالقول “بعد تحرير ناحية برطلة والسيطرة عليها من قبل المليشيات، تم تعزيز منهجية التغيير الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، حيث أصبح وضع المسيحيين في برطلة مرعباً، وبدأ المسيحيّون بمغادرة العراق إلى الدول الأوروبية”.

ويشير الى أن “ما حصل هو تخويف وترهيب المسيحيين ليتركوا أراضيهم، خصوصا وأنها ليست الحادثة الأولى التي تحصل في ناحية برطلة فقد حصل عدّة حوادث منها التحرّش بطفلة وسرقة ذهب كانت ترتديه، كما قامت سرقة محّل لبيع الهواتف النقالة، وكلّها عمليات ممنهجة من عصابات تدعمها أحزاب”، متهما “عناصر ترتدي ملابس الحشد الشعبي، بارتكاب هذه الجرائم. ولم يتسن لـ”العالم الجديد” التأكد من صحة أو عدم صحة مثل هذا الاتهام.

ويوضّح قائلا “أين دور القوّات الأمنية سواء كانت من الحشود، كلواء 30، وعصائب أهل الحق، أو الأمن الوطني، وقوات NPU المسيحية، والشرطة المحلية، كلّهم لم يستطيعوا أن يمنعوا هذه المضايقات المستمرة، وكلّ مرّة يظهرون على الإعلام ويقولون بأنّ برطلة منطقة آمنة”.

ويوجّه رسالة إلى الحكومة العراقية بـ”ضرورة التدّخل الفوري والتحقيق في هذه الحادثة من قبل مختصين من بغداد، والكشف عن الجناة، وكذلك جلب قوّات من الجيش العراقي وإخراج كافة الحشود من برطلة، وإلّا سيخسر العراق مسيحيّي برطلة وستصبح وصمة عار في جبين العراق”، مطالبا بـ”إعادة الأراضي المنتزعة وحقوقنا المشروعة التي سلبت بقوّة السلاح والتهديد ويجب إخراج كافة الأحزاب والعبارات والأعلام والصور التي تشوّه الناحية، وعلى الاخرين الذين جاؤوا ضيوفا إلى مدينتنا أن يتعلّموا الاحترام فهم لا زالوا لم يتثقفوا بملامح المدينة، ما يؤدي إلى نشوء هذه الظواهر وهذه الاعتداءات”.

 

وبعد عامين على تحرير برطلة، يتهم المواطن المسيحي، جهات سياسية بالعمل على إحداث حالات تغيير ديموغرافي تزداد قوتها عبر شراء واستملاك الأراضي، وبنائها كمشاريع للشبك في برطلة”، منتقدا “بناء مدرسة الخميني من قبل أحزاب شبكية”.

وطالب مواطنون مسيحيّون المجتمع الدولي بالحماية الدولية إن أرادوا الحفاظ على الوجود المسيحي في برطلة.

وذكرت إحصائية غير رسمية أن عدد العوائل المسيحية النازحة التي لم تعد الى برطلة تبلغ نحو 1500 عائلة، بسبب مخاوف أمنية، ومعظمها يسكن محافظات اقليم كردستان العراق.

يشار الى أن برطلة منطقة مسيحية، لكن حالة التغيير الديموغرافي فيها بدأت منذ أكثر من 30 عاما عندما قام النظام السابق بتوزيع أراض لذوي ضحايا الحرب العراقية الايرانية.

كما أنّ أغلب سكان برطلة من الشبك عادوا لديارهم بعد طرد داعش، حيث أعادوا الحياة لأحيائهم السكنية. على النقيض من ذلك بقيت أحياء المسيحيين السكنية في برطلة خالية على نحو كبير لأسباب عديدة يعود بعضها الى الدمار الكبير أثناء المعارك.

وناحية برطلة بلدة سريانية كبيرة من بلدات سهل نينوى، تقع شرقي الموصل، وتحتل منزلة مرموقة في تاريخ الكنيسة السريانية، بما انجبته من بطاركة وموارنة ومطارنة، ورهبان وعلماء وأدباء وشعراء، وخطاطين عززوا مكانتها بين الملأ ورفعوا شأنها عاليا. وهي قديمة العهد، وذكرها بعض المؤرخين ضمن القرى الكائنة بين الموصل وأربيل في عهد الإسكندر المقدوني.

Image

Image

إقرأ أيضا