بغداد تهدد فصائل “المقاومة” بـ”صولة”.. وتمنع سليماني من الدخول تفاديا لاستفزاز الأمريكان

شكّل سقوط صاروخ نوع “كاتيوشا” في محيط السفارة الامريكية ببغداد، بمثابة ناقوس خطر لما قد…

شكّل سقوط صاروخ نوع “كاتيوشا” في محيط السفارة الامريكية ببغداد، بمثابة ناقوس خطر لما قد تؤول اليه الأمور في العراق، جراء التصعيد بين الادارة الامريكية وايران، فقد كشف مصدر حكومي مطلع، أمس الاثنين، عن قيام الأجهزة الأمنية الحكومية بتوجيه رسائل شفوية الى ما يعرف بفصائل المقاومة الاسلامية المرتبطة عقائديا بايران، تتضمن تحذيرا عالي المستوى بضرورة عدم التخطيط او الاشتراك او التفكير بمهاجمة الوجود الأمريكي في العراق، وإلا فانها ستواجه حملة عسكرية شبيهة بصولة الفرسان التي جرت في 2008، لافتا الى صدور قرار بمنع دخول قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني للأراضي العراقية، ومنع لقاءاته العلنية بقيادات فصائل الحشد الشعبي، لدرء المخاطر المحتملة على العراق، بعد التحذيرات التي تلقاها من إدارة البيت الأبيض ووزير الخارجية الامريكي بومبيو.

ويقول المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “قيادة العمليات المشتركة والمخابرات وجهاز مكافحة الارهاب، قدمت ضمانات للأمريكان بعدم المساس بمصالحهم، وأن أية حالة استفزاز من الجماعات المسلحة، سيتم التصدي لها، إلا أن حادثة سقوط صارخ كاتيوشا قرب مبنى السفارة الأمريكية بمحيط المنطقة الدولية (الخضراء)، والتي جرت الأحد الماضي، قد أحرجها كثيرا، ودفع بها لتقديم تحذير شفهي للجماعات المسلحة القريبة عقائديا من ايران، والتي تلوح بين الحين والاخر باستخدام السلاح لإخراج الأمريكان”.

ويوضح أن “تلك الجماعات قد تواجه حملة عسكرية في حال مخالفتها تلك التعليمات، شبيهة بتلك الحملة التي قادتها الحكومة في 2008 ضد الجماعات المسلحة”، منوها الى أن “هناك جماعات مسلحة تسعى لتحويل العراق الى أرض للصراع الامريكي الايراني، وضرب القناصل والقواعد والشركات الامريكية، وذلك لاستعادة دورها وتأثيرها المفقود في الساحة مجددا تحت عنوان محاربة المحتل الاجنبي”.

وكان زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، قد عبرا أمس الأول الأحد، عن موقفهما من حادثة استهداف السفارة، مبينين أن كل أطراف الحرب لا تريد الحرب، باستثناء إسرائيل التي اتهماها بمحاولة جر المنطقة الى الهاوية.

في الأثناء، يبين المصدر، أن “قادة الكتل السياسية بالاضافة الى رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، اتفقوا على توحيد الموقف تجاه الأزمة الأمريكية الايرانية، بما يحفظ المصالح العراقية، خصوصا وأن العراق في اعتقادهم، سيتحول الى كبش فداء وساحة معركة في حال اندلاع أي صراع في المنطقة، كونه الطرف الأضعف في المعادلة”، معرباً عن اعتقاده بأن “عددا من المخابرات الدولية سيكون لها حضور قوي لتأجيج الوضع والاستفادة من بعض تصريحات قيادات الجماعات المسلحة وبعض القوى السياسية غير الحكيمة، وهذا الامر يجب الالتفات اليه، إذ نتوقع اولى هذه الاجراءات الخبيثة الاستهداف الذي حصل  للسفارة الامريكية”.

وفيما يلفت الى أن “هناك معلومات عن مساع دولية لتأجيج الصراع بين امريكا وايران، على الأراضي العراقية لتمدد وجودها في العراق”، يشير المصدر الى ان “قيادات امنية واطرافا سياسية شيعية رفيعة المستوى، قد طالبت من رئيس الوزراء والمسؤولين الاخرين في الحكومة بعدم السماح لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليمان، والتجول في هذه الفترة داخل الاراضي العراقية، ومنعه من التقاط الصور”، مؤكدا أن “مهمة سليماني قد انتهت في العراق كمستشار أمني في ظل تحرير كامل للأراضي العراقية من قبل تنظيم الدولة داعش”.

يشار الى أن الحكومة العراقية نوهت أكثر من مرة الى أن الجنرال سليماني يحظى بصفة متعاقد معها لتوفير الاستشارة المطلوبة لقوات الحشد الحشد الشعبي.

إقرأ أيضا